19 مايو 2015
من يوميات مواطن مصري
أحمد عطية (مصر)
كان حظ الأسطى حوده مع شرطة المرور شبيهاً بحظ مصر بعد الربيع العربي، فهو لا يلتفت يميناً أو يساراً، إلا ويجدهم في وجهه، والعجيب أنه لم يفلت منهم، ولو مرة واحدة، على الرغم من أنه من أكثر الناس الذين غنوا لسيادة الزعيم، وطبّلوا على ألحان النهر الخالد قبل سد النهضة.
قرر الأسطى حوده قراراً مصيرياً، أنه لن يخرج بالميكروباص، إلا بعد أن يجد لهذه المشكلة حلا، فشرطة المرور تتعقبه في كل مكان، وكأنه مجرم حرب، أو كأنه السبب في نكسة الاقتصاد المصري، بعد إعلان لافتة مفيش.
وبعد طول تفكير، قرر الأسطى حوده أنه لا بد من أن يكون أحد من الناس قد صنع له سحراً، فمن غير المعقول أن يتعقبه المرور وحده، من دون بقية السيارات، فالكل يمشي بأمان وسلام إلا هو، نعم لا بد من أن يكون أحد من الناس قد سحر له ولسيارته.
توجه الأسطى حوده مسرعاً إلى السيد فضيلة الشيخ المعين من الأوقاف، في مسابقة الألف خطيب، المعينين في الأصل قبل المسابقة من تحت لتحت، وقص عليه حكايته.
تنهد الشيخ، ثم قال فزعاً: استغفر الله يا حوده، ما كل هذا الشر الذي في قلوب البشر؟ إنه سحر أسود، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، إنه سحر أسود، صنعه جني فر من مقبرة في صعيد مصر، كانت مهربة إلى الخارج، منذ ثلاثة أشهر، ولم تستطع شرطة الآثار ضبطه، والعجيب يا حوده أنك أول واحد صنع له سحراً، والعجيب أنه ربط لك هذا السحر على رأس غراب أسود، حلّ على مصر من سنة تقريباً.
ارتعد حوده قائلاً: وماذا أفعل يا فضيلة الشيخ؟
فضيلة الشيخ: كل مشكلة ولها حل بإذن الله، لا تقلق يا حوده، سنحاول تحضير الجن السفلي، ونطلب منه العفو عنك، لكن هذا سيكلفك 150 جنيهاً، يعني ثمن كيلو ونص لحمة للأسياد يا حوده.
الأسطى حوده: ماشي يا فضيلة الشيخ ماشي.
حضَّر الشيخ البخور والدخان والدف وأخذ ينادي: عفرتوش عفرتوش احضر، ولك 10% في شهر يوليوش، احضر ماتخفوش.
كان حوده في غاية الرعب، والعرق والمياه تصب من كل مكان من جسمه، ثم سمع الشيخ يتممتم بكلمات لم يفهمها، ثم قال له في النهاية: اذهب يا حوده، فقد انفك السحر عندك، ولن يراك أفراد المرور بعد اليوم.
خرج حوده فرحاً بعد أن دفع المائة والخمسين جنيهاً، لكنه تذكر أنه لو كان قد خرج بالسيارة لدفع خمسين جنيهاً ووفر مائة. لعنة الله على السحر الأسود والجن الهارب.
وبعد طول تفكير، قرر الأسطى حوده أنه لا بد من أن يكون أحد من الناس قد صنع له سحراً، فمن غير المعقول أن يتعقبه المرور وحده، من دون بقية السيارات، فالكل يمشي بأمان وسلام إلا هو، نعم لا بد من أن يكون أحد من الناس قد سحر له ولسيارته.
توجه الأسطى حوده مسرعاً إلى السيد فضيلة الشيخ المعين من الأوقاف، في مسابقة الألف خطيب، المعينين في الأصل قبل المسابقة من تحت لتحت، وقص عليه حكايته.
تنهد الشيخ، ثم قال فزعاً: استغفر الله يا حوده، ما كل هذا الشر الذي في قلوب البشر؟ إنه سحر أسود، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، إنه سحر أسود، صنعه جني فر من مقبرة في صعيد مصر، كانت مهربة إلى الخارج، منذ ثلاثة أشهر، ولم تستطع شرطة الآثار ضبطه، والعجيب يا حوده أنك أول واحد صنع له سحراً، والعجيب أنه ربط لك هذا السحر على رأس غراب أسود، حلّ على مصر من سنة تقريباً.
ارتعد حوده قائلاً: وماذا أفعل يا فضيلة الشيخ؟
فضيلة الشيخ: كل مشكلة ولها حل بإذن الله، لا تقلق يا حوده، سنحاول تحضير الجن السفلي، ونطلب منه العفو عنك، لكن هذا سيكلفك 150 جنيهاً، يعني ثمن كيلو ونص لحمة للأسياد يا حوده.
الأسطى حوده: ماشي يا فضيلة الشيخ ماشي.
حضَّر الشيخ البخور والدخان والدف وأخذ ينادي: عفرتوش عفرتوش احضر، ولك 10% في شهر يوليوش، احضر ماتخفوش.
كان حوده في غاية الرعب، والعرق والمياه تصب من كل مكان من جسمه، ثم سمع الشيخ يتممتم بكلمات لم يفهمها، ثم قال له في النهاية: اذهب يا حوده، فقد انفك السحر عندك، ولن يراك أفراد المرور بعد اليوم.
خرج حوده فرحاً بعد أن دفع المائة والخمسين جنيهاً، لكنه تذكر أنه لو كان قد خرج بالسيارة لدفع خمسين جنيهاً ووفر مائة. لعنة الله على السحر الأسود والجن الهارب.