يقبع آلاف المهجرين من جنوب دمشق وريف حمص الشمالي لليوم الثاني على التوالي، عند معبر "أبو الزندين" غربي مدينة الباب شمال شرق حلب، وسط أجواء جوية قاسية، بعد منعهم من العبور إلى مخيمات الاستقبال في ريف حلب من جانب السلطات التركية.
وقال الناشط الإعلامي أبو أسعد الحمصي لـ"العربي الجديد"، إن "ثلاثة قوافل من المهجرين عالقة عند آخر حاجز للنظام قبل مدينة الباب في ريف حلب الشمالي، وإن قافلتي جنوب دمشق تضمان أكثر من ألفي شخص، والثالثة من ريف حمص الشمالي تضم 3 آلاف شخص، فضلا عن قافلة رابعة دخلت إلى المناطق التي يسيطر عليها الجيش الحر، لكن لم يسمح لها بالتوجه إلى المخيمات حتى الآن".
وحول أسباب المنع التركي للقوافل من العبور إلى المخيمات، أوضح الحمصي أن الأتراك يقولون إنه لا توجد أماكن للقادمين الجدد، وأن روسيا لم تنسق معهم بشأن استقبال هؤلاء المهجرين.
وقال الناشط أيهم العمر لـ"العربي الجديد"، إن ممثلين عن الروس حضروا إلى مكان تجمع القوافل العالقة، واجتمعوا مع الوجهاء وأبلغوهم أن الجانب التركي يرفض بشكل قاطع دخول القوافل، مضيفا أن "الوضع سيئ جداً لأن الأهالي في العراء منذ 36 ساعة، ولا توجد مراحيض ولا أماكن للراحة، وبينهم حالات مرضية، كما زاد الوضع سوءاً تساقط الأمطار.
وأوضح أن الروس اقترحوا أن يذهب الجميع إلى إدلب، أو أن يقوم بتوفير كرافانات مؤقتة لهم في أماكنهم، لكن أغلب الناس يرفضون الذهاب إلى إدلب لأن بعضهم مطلوبين لهيئة تحرير الشام.
وكانت الدفعة الثانية من مهجّري ريفي حمص وحماة وصلت فجر اليوم، إلى معبر أبو زندين من جهة سيطرة النظام، على متن 68 حافلة، وبلغ العدد بحسب بيان لمنسقي استجابة شمال سورية، 2308 أشخاص، بينهم 1079 طفلاً و723 سيّدة. كما أن القافلتين القادمتين من جنوب دمشق تضمان نحو 1750، ما يرفع العدد الاجمالي للعالقين على طرفي المعبر إلى أكثر من 5 آلاف شخص.
وقال أيهم العمر، الموجود مع قافلة جنوب دمشق، إنّ القافلة تضم العديد من الحالات المرضية، "حضر الهلال الأحمر السوري ظهر اليوم، ونقل بعض الحالات إلى المستشفى، كما قام بتوزيع وجبات غذائية على المهجرين، ووضع صهريج مياه في المنطقة، والقافلة أمضت حتى الآن أكثر من 28 ساعة على الحاجز".
وقال ناشطون من منطقة الحولة في ريف حمص الشمالي، إن الدفعة الثالثة من مهجّري حمص وحماة التي كان مقرّراً خروجها اليوم باتجاه جرابلس تم تأجيل تحركها بسبب ازدحام قوافل المهجّرين على معبر أبو الزندين.
واستقبل ريف حلب الشمالي، الخاضع لسيطرة فصائل "الجيش الحر" بإشراف تركي، خلال الأيام الماضية، الآلاف من مهجري المناطق السورية مثل القدم، والغوطة الشرقية، والقلمون الشرقي، وتوزع معظم المهجرين على المخيمات المنتشرة في المنطقة، والتي أقامها الهلال الأحمر التركي كخطوة استباقية قبل وصولهم.
وأوردت وسائل إعلام محلية أن روسيا أكدت في وقت سابق أنها تواصلت مع تركيا ونسقت دخول المهجرين، إلا أن الجانب التركي نفى وجود هذا التنسيق بعد وصول قافلتي المهجرين إلى معبر أبو الزندين غرب مدينة الباب.
ونظم العشرات من أهالي مدينة الباب مظاهرة للتنديد بمنع السلطات التركية دخول المهجرين العالقين عند المعبر.