ورفع المحتجون لافتات كتب على بعضها "خمس سنوات ولا يزال بشار الكيماوي حرّاً طليقاً برعاية دولية"، و"عبثكم في قبور ضحايا الكيماوي دليلٌ واضح على جريمتكم".
من جهتها، أصدرت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" تقريراً، أمس الإثنين، قالت فيه إن النظام السوري نفذ 183 هجوماً بالأسلحة الكيميائية في سورية بعد مجزرة الكيميائي التي ارتكبتها قواته في الغوطة الشرقية.
من جهته، قال "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إنه حصل على معلومات عن سعي النظام السوري لطمس الأدلة والحقائق التي تثبت تنفيذه المجزرة، حيث تعمل قواته منذ سيطرتها على الغوطة الشرقية والانتهاء من عمليات التمشيط والتعفيش والمداهمة والاعتقال، على ملف مجزرة الكيميائي، إذ تمّ استدعاء العشرات ممن كانوا في المنطقة خلال المجزرة وبعدها، بما يشمل كل من وثق وصوَّر وشارك في تكفين القتلى ودفنهم، وكل من شارك في علاج المصابين، وجرى التحقيق بشكل مفصل عبر سؤالهم عن كامل حيثيات المجزرة وتفاصيلها، ومن ثم وصل الأمر إلى حد قيام سلطات النظام باستدعاء المسؤولين عن مقابر زملكا وعين ترما وعربين، ليجري الاستدلال منهم على مكان مقابر الضحايا.
وقالت مصادر عدة أخيراً إن قوات النظام عمدت إلى نبش القبور، وانتشال الرفات ونقلها إلى مناطق أخرى مجهولة، ما يشير إلى نية واضحة لطمس معالم الجريمة.
وتقول معلومات تكشفت حديثاً إن هجوم النظام الكيميائي على الغوطة جاء بعدما حصل على معلومات بأن فصائل المعارضة التي كانت تسيطر على الغوطة كانت تحضر لعملية عسكرية واسعة ضد قوات النظام عبر هجوم مكثف وعنيف يهدف للدخول إلى دمشق والسيطرة عليها والبدء بحرب عصابات داخلها، إلا أن سلطة النظام الأمنية والعسكرية تمكنت من الحصول على معلومات حول التحضير للهجوم الذي كان سيشارك فيه آلاف المقاتلين، بينما قوات النظام في تلك المرحلة لم تكن في كامل جهوزيتها لمثل هذا الهجوم الذي جرى التحضير له بشكل كبير ودقيق من قبل الفصائل، فما كان منها إلا أن عاجلت مركز انطلاق العملية العسكرية ضد دمشق بصواريخ تحمل مواد كيميائية، أطلقت بأوامر من ماهر الأسد، شقيق رئيس النظام السوري والقائد الحالي للفرقة الرابعة، بعد تعيينه في نيسان/ إبريل من العام 2018 في منصبه، وجرى تنفيذ الأمر من قبل لواء يتحدر من منطقة صافيتا في ريف محافظة طرطوس الساحلية، بحسب المرصد.