مهرجان "كوميك كون" الدولي

يعد مهرجان الكوميك كون أهم مهرجان لفنون الكوميكس المصورة، لكن البعض يرى فيه مهرجاناً للمهووسين؛ بينما يراه عشاق هذا الفن فرصة عظيمة تستمر لأربعة أيام، حيث يمكنهم مقابلة نجوم فن الكوميكس وأرباب الصناعة الذين يفدون إلى سان دييغو، وهم يعرضون أدوارا محببة إلى النفوس في وسط المدينة الجميلة. الكرنفال المشحون بالأحداث يستقطب جمهوراً كبيراً من المواطنين والفنانين، وتتابعه وسائل الإعلام العالمية لرصد الجديد والطريف في هذا العالم الإبداعي.

عبر سنوات أصبح "كوميك كون" حدثا رئيسيا لتجمعات الكوميكس، يشمل مبدعي الشخصيات ومؤلفي روايات الخيال العلمي والفانتازيا، ومخرجي السينما والتلفزيون، والمنتجين ومشجعي كل هذه الأنواع من الفنون الشعبية المشهورة. كما يحضر أيضا من يريدون استلهام شخصيات جديدة تخرج من رحم المهرجان.
ولمهرجان سان دييغو للكوميكس جدول للبرنامج الحافل يحتوي على 600 حدث منفصل، تضم ورش عمل وبرمجة تعليمية وأكاديمية وعروضا لأفلام أنيميشن وألعاب فيديو، وساحة يتجمع فيها المشاهير، ومكاناً للتعليقات على الأحداث، ومعرضاً للفنون. ومسابقة للأزياء التنكرية، واحتفالاً بهذه الأزياء، وحفل توزيع لجوائز "ويل إيسنر" لصناعة الكوميكس؛ كل ذلك في أربعة أيام فقط.
يستثمر الزوار الأجواء السياحية الصيفية الرائعة لمدينة سان دييغو، فتتوافد الجموع التي تتجاوز أكثر من 100 ألف زائر سنوياً، ومع انتشار الأكواخ وعربات الطعام ومنافذ بيع الهدايا التذكارية والمنتجات الغريبة، وأكشاك كتب ومجلات الكوميكس نشأت سوق كبيرة، كما نشأت سوق أخرى للأعداد النادرة من المجلات الهزلية القديمة، ومعرض للكتاب المتخصص في الحكايات المصورة.

يمتاز المهرجان أيضاً بتوفير الفرصة للذين يريدون السير في الشوارع وهم يرتدون ملابس شخصيات الأفلام وكتب الخيال العلمي، حيث يحاكون أشكال الكوميكس الكثيرة والمختلفة؛ فهناك لا يشعر أحد منهم بأنه يفعل شيئاً غريباً، فالجميع أتى للمكان من أجل المشاهدة أو المشاركة أو حتى تجربة شيء لا يقدر على فعله في مكان آخر.

يذكر أن أول ظهور لفن الكوميكس كان في القرن التاسع عشر في أوروبا والولايات المتحدة، وبمرور الوقت انتشرت قصص مصورة اشتهرت لأجيال عديدة، ولا تزال بعض شخصياتها تلهب خيال الكتاب، وتُصنع لها الأفلام بأعلى الإمكانات والموارد المالية وتحقق أرباحا وإيرادات خيالية؛ مثل سوبرمان والرجل الوطواط والرجل العنكبوت وتان تان وميكي ماوس. كما اشتهرت في اليابان قصص المانغا التي عرفها العالم عن طريق أفلام الكارتون والأنيميشن، ويرجع تاريخ الكوميكس الياباني إلى أوائل القرن الثاني عشر الميلادي، وقد ظهرت الأشكال الحديثة منه في القرن العشرين بعد الحرب العالمية الثانية عبر المجلات الهزلية، ومع نهاية القرن العشرين كانت قد بدأت تلقى قبولا واسعا في أوساط الجمهور.