يندر تقديم الفنّ الجزائري في المشاهد الثقافية البريطانية، أو قد يمثّل تمثيلاً ناقصاً. لذلك قد يغيب الإبداع الجزائري عن بال الكثيرين في بريطانيا، على الرّغم من أنّ هذه الدولة الأفريقية، قد أنجبت فنّانين مميزين، طوّروا أعمالهم في مجالات فنية وثقافية متنوعة.
تنظّم "مرسم" (شركة تعمل على تعزيز الثقافة الغنية والمتنوعة في العالم العربي في جميع أنحاء المملكة المتحدة)، مهرجاناً جزائرياً بعنوان "مواقف" الأول من نوعه، في لندن بتاريخ 10 فبراير/شباط. ويعتبر هذا المهرجان نادراً إذ قلّما نشهد مثيله في مدينة الضباب، خاصّة أنّه مفتوح للعامة ومجّاني بأكمله، باستثناء الحفلة المسائية.
يستكشف المهرجان، البعد الأفريقي للهوية الجزائرية، في وقت نواجه فيه قضايا ساخنة ومنها كراهية الأجانب والجدل العرقي. ويقدّم عروضاً مذهلة في التصوير والمسرح والتصميم والأفلام الروائية وورش العمل. منها: مشاهدة فيلم روائي جزائري بعنوان "Les Bienheureux"، تليه أسئلة وأجوبة مع المديرة صوفيا دجاما، فضلاً عن عرض "قنديل البحر" فيلم قصير مع الكاتبة والمدونة الجزائرية رشيدة لامري. ولا تخلو البرامج من مواضيع تؤثّر في العالم، مثل حلقة نقاش حول أثر تغيّر المناخ في الجزائر، وورشة عمل عن قضايا المرأة والجنس، وأخرى عبارة عن ورشة قرع الطبول للأطفال.
"إنّ فكرة اختصار الشعب الجزائري بالعرب فقط، إنّما تنم عن قلّة معرفة بتاريخ الشعوب"، يقول وليد خليفي، المخرج والمصور الجزائري، لـ "العربي الجديد"، ويتابع، إنّه من المعروف انّ الأمازيغ أو البربر هم الشعوب الأصلية في الجزائر، طبعاً من دون نفي وجود إثنيات مختلفة تكوّن النسيج الجزائري المتنوّع. بيد أنّ الايديولوجيا السياسية التي جاءت مع جمال عبد الناصر حوّلت جميع سكّان المنطقة إلى عرب، وألغت الأعراق الأخرى الأصيلة في هذه البلاد.
يرى خليفي أنّه كمصوّر ومخرج أفلام، يعتبر أنّ قضية تجاهل العنصر الأفريقي في هويته الجزائرية، ليست محط نقاش بل هي واقع وحقيقة. خاصّة أنّ الجزائر محاطة بدول أفريقية مثل موريتانيا ومالي ونيجيريا. ويعلّق أنّ الإعلام الغربي لعب دوراً كبيراً في التقليل من شأن الافريقيين، حتى ارتبطت المجاعة والفقر بأذهاننا عنهم. لذلك قد يرفض الكثيرون من أبناء شعبنا ربط أنفسهم بالهوية الافريقية، على الرّغم من أنّ هناك دولاً أفريقية أوضاعها أفضل من الجزائر. قد يكون ذلك نوعاً من العنصرية عن غير وعي أو قلّة معرفة.
هناك أسطورة تقول إنّ جميع الأفارقة هم من ذوي البشرة السوداء، وجاءت هذه الفكرة من الاستعمار الغربي، يقول خليفي، ويعتبرها أنّها رؤية بسيطة تكمن خلفها نظرة استعمارية.
لذلك، يسعى المهرجان إلى تبديل نظرة الناس إلى الشعوب الأفريقية، ويرى أنّ هناك تجاوباً من قبل الكثير من الأشخاص الذين تبدّلت مواقفهم. ويلفت خليفي إلى أنّه يحب اللغة العربية كما يؤكّد على "أنّ العروبة تثرينا"، وهو لا ينفي وجودها، لكن ينبغي النظر إلى الواقع بطريقة علمية.
يسبق المهرجان معرض صور وتصاميم، تسلط الضوء على التأثيرات البصرية والموضوعية للهوية والانتماء، وهي عبارة عن ثلاثين عملاً موزعة بين ثلاثة فنّانين جزائريين ناشئين، لولا خلفا ووليد خليفي وهشام قاوة المعروف بـ "الموستاش".
ويختتم المهرجان بحفل مسائي مميز من شمال وغرب أفريقيا؛ منطقتين من النادر أن تجتمعا على مسرح واحد.
تنظّم "مرسم" (شركة تعمل على تعزيز الثقافة الغنية والمتنوعة في العالم العربي في جميع أنحاء المملكة المتحدة)، مهرجاناً جزائرياً بعنوان "مواقف" الأول من نوعه، في لندن بتاريخ 10 فبراير/شباط. ويعتبر هذا المهرجان نادراً إذ قلّما نشهد مثيله في مدينة الضباب، خاصّة أنّه مفتوح للعامة ومجّاني بأكمله، باستثناء الحفلة المسائية.
يستكشف المهرجان، البعد الأفريقي للهوية الجزائرية، في وقت نواجه فيه قضايا ساخنة ومنها كراهية الأجانب والجدل العرقي. ويقدّم عروضاً مذهلة في التصوير والمسرح والتصميم والأفلام الروائية وورش العمل. منها: مشاهدة فيلم روائي جزائري بعنوان "Les Bienheureux"، تليه أسئلة وأجوبة مع المديرة صوفيا دجاما، فضلاً عن عرض "قنديل البحر" فيلم قصير مع الكاتبة والمدونة الجزائرية رشيدة لامري. ولا تخلو البرامج من مواضيع تؤثّر في العالم، مثل حلقة نقاش حول أثر تغيّر المناخ في الجزائر، وورشة عمل عن قضايا المرأة والجنس، وأخرى عبارة عن ورشة قرع الطبول للأطفال.
"إنّ فكرة اختصار الشعب الجزائري بالعرب فقط، إنّما تنم عن قلّة معرفة بتاريخ الشعوب"، يقول وليد خليفي، المخرج والمصور الجزائري، لـ "العربي الجديد"، ويتابع، إنّه من المعروف انّ الأمازيغ أو البربر هم الشعوب الأصلية في الجزائر، طبعاً من دون نفي وجود إثنيات مختلفة تكوّن النسيج الجزائري المتنوّع. بيد أنّ الايديولوجيا السياسية التي جاءت مع جمال عبد الناصر حوّلت جميع سكّان المنطقة إلى عرب، وألغت الأعراق الأخرى الأصيلة في هذه البلاد.
يرى خليفي أنّه كمصوّر ومخرج أفلام، يعتبر أنّ قضية تجاهل العنصر الأفريقي في هويته الجزائرية، ليست محط نقاش بل هي واقع وحقيقة. خاصّة أنّ الجزائر محاطة بدول أفريقية مثل موريتانيا ومالي ونيجيريا. ويعلّق أنّ الإعلام الغربي لعب دوراً كبيراً في التقليل من شأن الافريقيين، حتى ارتبطت المجاعة والفقر بأذهاننا عنهم. لذلك قد يرفض الكثيرون من أبناء شعبنا ربط أنفسهم بالهوية الافريقية، على الرّغم من أنّ هناك دولاً أفريقية أوضاعها أفضل من الجزائر. قد يكون ذلك نوعاً من العنصرية عن غير وعي أو قلّة معرفة.
هناك أسطورة تقول إنّ جميع الأفارقة هم من ذوي البشرة السوداء، وجاءت هذه الفكرة من الاستعمار الغربي، يقول خليفي، ويعتبرها أنّها رؤية بسيطة تكمن خلفها نظرة استعمارية.
لذلك، يسعى المهرجان إلى تبديل نظرة الناس إلى الشعوب الأفريقية، ويرى أنّ هناك تجاوباً من قبل الكثير من الأشخاص الذين تبدّلت مواقفهم. ويلفت خليفي إلى أنّه يحب اللغة العربية كما يؤكّد على "أنّ العروبة تثرينا"، وهو لا ينفي وجودها، لكن ينبغي النظر إلى الواقع بطريقة علمية.
يسبق المهرجان معرض صور وتصاميم، تسلط الضوء على التأثيرات البصرية والموضوعية للهوية والانتماء، وهي عبارة عن ثلاثين عملاً موزعة بين ثلاثة فنّانين جزائريين ناشئين، لولا خلفا ووليد خليفي وهشام قاوة المعروف بـ "الموستاش".
ويختتم المهرجان بحفل مسائي مميز من شمال وغرب أفريقيا؛ منطقتين من النادر أن تجتمعا على مسرح واحد.