عندما يتطّرق الحديث عن مهرجان النباتيين؛ قد يُظنّ للوهلة الأولى أنّه مجرد استعراض ممل للخضروات والفاكهة وأطباقها، لكن الحقيقة، أن مهرجان النباتيين هو كرنفال ديني يذهب إليه أتباع ديانة صينية للاحتفال بالآلهة الإمبراطورية التسعة، وإقامة الشعائر الدينية لذلك.
تعود أصول المهرجان إلى الصين، ويقام سنويّاً في الشهر القمري الصيني التاسع. وعلى الرغم من أن اسمه هو "المهرجان النباتي"؛ فإن من الحاضرين من يأكلون اللحوم في غذائهم عادة، ولكن حضور المهرجان يعني التخلي طواعية عن جميع منتجات اللحوم والأسماك والدواجن والألبان لمدة تسعة أيام، باعتبارها وسيلة لتطهير الجسد. كما يحرص بعض المشاركين على ارتداء اللون الأبيض من الرأس حتى أخمص القدمين، إظهاراً للتطهّر.
تقول الأسطورة، إن إحدى فرق الأوبرا الصينية في القرن التاسع عشر، سقطت فريسة للمرض أثناء قيامها بجولة ترفيهية لعمال مناجم القصدير في مدينة فوكيت التايلاندية. وفي لحظة أدركت إحدى الفنانات أن ما جرى كان بسبب أن الفرقة فشلت في إظهار التكريم للآلهة الإمبراطورية التسعة، وهو التقليد الذي يحدث في الأيام التسعة القمرية من الشهر التاسع القمري في الصين.
فوراً، عادت الفرقة للصين لتدعو الآلهة إلى زيارة فوكيت، ثم ذهبت الفرقة في حالة تظهر الإيمان والتعفف؛ ممتنعين في حالتهم تلك عن تناول اللحوم وإقامة العلاقات وشرب الخمر والتشاحن فيما بينهم. وبالفعل تحسنت صحتهم وكانت ولادة المهرجان مرتبطة بذلك الحدث. والحقيقة التي عرفت بعد ذلك أن جزيرة فوكيت في ذلك الوقت، كان يجتاحها وباء قاتل استمر لعدة أشهر، وكانت زيارة فرقة الأوبرا الصينية للجزيرة، تتزامن مع توقيت ذلك الوباء.
في الصين يعتقد أتباع الديانة الطاوية أن الآلهة الإمبراطورية التسعة كانت النجوم الفردية من مجموعة الدب الأكبر، إضافة إلى نجمين مجاورين أصغر قليلاً، وقد هبطت النجوم إلى الأرض وجلبوا معهم مياء الشفاء (المطر). وارتدى المحتفلون بنزول النجوم الآلهة الملابس البيضاء، وأطلقوا البخور والأضواء، وقرعوا أجراس الصلاة في موكب تشريف وتعظيم وصول الآلهة.
من يحضر المهرجان يجب أن يتوقع رؤية السائرين في موكب المهرجان وقد ثقب العديد منهم أفواههم ووضعوا فيها الدبابيس والسكاكين والآلات الحادة الكثيرة. واختلطت التقاليد المحلية والقصص القديمة بثقافات مهاجرة من أماكن أخرى، وكانت النتيجة بروز أفكار جديدة، لإظهار التطهر في المهرجان. لذلك، قد نرى بعض المشاركين وهم يتفنّنون في تشويه أنفسهم جسدياً خلال الأيام التسعة للتدليل على اعتقادهم الشديد، بأن الآلهة ستجلب لهم ماء الشفاء لتلتئم الجروح. المشهد صارخ وصادم لضعاف القلوب، فقد ترى إنساناً يسير وقد غرس في جسده أكثر من عشرين أداة حادة، والدم يسيل على قميصه، وبالرغم من ذلك، فحدوث وفيات لتلك الأسباب هو أمرٌ نادرة الحدوث.
المشاركون في المهرجان، والمعروفون باسم "ماه سونغ" أي الخيل، يُعتبَرون حسب الاعتقاد المحلي، أنهم الخيل التي تدعو الآلهة للدخول، بينما هم في حالة النشوة الناجمة عن طقوس ثقب الأجساد والسلخ والتشويه، وبينما ينزف الشخص ويشعر بالدوخة الناجمة عن فقدان الدم؛ يشعر أن الآلهة قد حلت في جسده، فيتوجه لزيارة المعابد وموائد الطعام الموضوعة في الشوارع، لمباركتها بالآلهة التي تتلبّس أتباعها.
اقــرأ أيضاً
تعود أصول المهرجان إلى الصين، ويقام سنويّاً في الشهر القمري الصيني التاسع. وعلى الرغم من أن اسمه هو "المهرجان النباتي"؛ فإن من الحاضرين من يأكلون اللحوم في غذائهم عادة، ولكن حضور المهرجان يعني التخلي طواعية عن جميع منتجات اللحوم والأسماك والدواجن والألبان لمدة تسعة أيام، باعتبارها وسيلة لتطهير الجسد. كما يحرص بعض المشاركين على ارتداء اللون الأبيض من الرأس حتى أخمص القدمين، إظهاراً للتطهّر.
تقول الأسطورة، إن إحدى فرق الأوبرا الصينية في القرن التاسع عشر، سقطت فريسة للمرض أثناء قيامها بجولة ترفيهية لعمال مناجم القصدير في مدينة فوكيت التايلاندية. وفي لحظة أدركت إحدى الفنانات أن ما جرى كان بسبب أن الفرقة فشلت في إظهار التكريم للآلهة الإمبراطورية التسعة، وهو التقليد الذي يحدث في الأيام التسعة القمرية من الشهر التاسع القمري في الصين.
فوراً، عادت الفرقة للصين لتدعو الآلهة إلى زيارة فوكيت، ثم ذهبت الفرقة في حالة تظهر الإيمان والتعفف؛ ممتنعين في حالتهم تلك عن تناول اللحوم وإقامة العلاقات وشرب الخمر والتشاحن فيما بينهم. وبالفعل تحسنت صحتهم وكانت ولادة المهرجان مرتبطة بذلك الحدث. والحقيقة التي عرفت بعد ذلك أن جزيرة فوكيت في ذلك الوقت، كان يجتاحها وباء قاتل استمر لعدة أشهر، وكانت زيارة فرقة الأوبرا الصينية للجزيرة، تتزامن مع توقيت ذلك الوباء.
في الصين يعتقد أتباع الديانة الطاوية أن الآلهة الإمبراطورية التسعة كانت النجوم الفردية من مجموعة الدب الأكبر، إضافة إلى نجمين مجاورين أصغر قليلاً، وقد هبطت النجوم إلى الأرض وجلبوا معهم مياء الشفاء (المطر). وارتدى المحتفلون بنزول النجوم الآلهة الملابس البيضاء، وأطلقوا البخور والأضواء، وقرعوا أجراس الصلاة في موكب تشريف وتعظيم وصول الآلهة.
من يحضر المهرجان يجب أن يتوقع رؤية السائرين في موكب المهرجان وقد ثقب العديد منهم أفواههم ووضعوا فيها الدبابيس والسكاكين والآلات الحادة الكثيرة. واختلطت التقاليد المحلية والقصص القديمة بثقافات مهاجرة من أماكن أخرى، وكانت النتيجة بروز أفكار جديدة، لإظهار التطهر في المهرجان. لذلك، قد نرى بعض المشاركين وهم يتفنّنون في تشويه أنفسهم جسدياً خلال الأيام التسعة للتدليل على اعتقادهم الشديد، بأن الآلهة ستجلب لهم ماء الشفاء لتلتئم الجروح. المشهد صارخ وصادم لضعاف القلوب، فقد ترى إنساناً يسير وقد غرس في جسده أكثر من عشرين أداة حادة، والدم يسيل على قميصه، وبالرغم من ذلك، فحدوث وفيات لتلك الأسباب هو أمرٌ نادرة الحدوث.
المشاركون في المهرجان، والمعروفون باسم "ماه سونغ" أي الخيل، يُعتبَرون حسب الاعتقاد المحلي، أنهم الخيل التي تدعو الآلهة للدخول، بينما هم في حالة النشوة الناجمة عن طقوس ثقب الأجساد والسلخ والتشويه، وبينما ينزف الشخص ويشعر بالدوخة الناجمة عن فقدان الدم؛ يشعر أن الآلهة قد حلت في جسده، فيتوجه لزيارة المعابد وموائد الطعام الموضوعة في الشوارع، لمباركتها بالآلهة التي تتلبّس أتباعها.