اقتحمت الشرطة الإسبانية، صباح اليوم، عدداً من مراكز التصويت في كتالونيا، وصادرت بعض صناديق الاقتراع، ما أدى إلى اندلاع مواجهات بينها وبين مشاركين في استفتاء انفصال الإقليم.
وطوّقت شرطة مكافحة الشغب، مركز اقتراع في بلدة جيرونا الكتالونية، قبيل تصويت رئيس المنطقة الانفصالية في الاستفتاء على الاستقلال الذي حظرته مدريد. وقال مراسل لوكالة "فرانس برس"، إنّ مشاجرات وقعت لدى وصول الشرطة.
— Help Catalonia (@CataloniaHelp2) October 1, 2017
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
— Help Catalonia (@CataloniaHelp2) October 1, 2017
|
وأفادت أجهزة الطوارئ في إقليم كتالونيا، أنّها عالجت 38 شخصاً، أُصيبوا في عمليات تدخل للشرطة لمنع إجراء الاستفتاء حول استقلال هذه المنطقة.
وقالت الأجهزة، في تغريدتين على "توتير"، إنّه "من أصل مجموع الجرحى، 35 أُصيبوا بجروح طفيفة وثلاثة بجروح أكثر خطورة. توجّب نقل تسعة منهم إلى مركز طبي".
واندلعت اشتباكات بين الشرطة والناخبين الذين كانوا ينتظرون للتصويت، وفق ما أوردت "أسوشييتد برس".
واستخدم عناصر قوات الحرس المدني، الذين كانوا يرتدون خوذات ودروعا واقية، مطرقة لكسر زجاج البوابة الأمامية، واقتحموا مركز "سانت جوليا دي راميس" الرياضي، بالقرب من مدينة جيرونا.
وأُصيبت سيدة واحدة على الأقل خارج المبنى، ونقلها مسعفون إلى مكان بعيد.
— Help Catalonia (@CataloniaHelp2) October 1, 2017 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post — Help Catalonia (@CataloniaHelp2) October 1, 2017
|
واندلعت الاشتباكات بعد أقل من ساعة من بدء موعد التصويت، وقبل وقت قصير من إدلاء رئيس إقليم كتالونيا، كارليس بيغديمونت، بصوته.
وردد عمال داخل مركز الاقتراع بشكل سلمي، أغنيات وهتافات لتحدّي وجود قوات الشرطة.
ولاحقاً، صوّت بيغديمونت في الاستفتاء على استقلال المنطقة الذي أصرّ على تنظيمه رغم منعه من قبل القضاء الإسباني، كما ظهر في صور بثتها السلطة التنفيذية على حسابها على "تويتر".
وأعلنت الحكومة الكتالونية، أنّ بيغديمونت أدلى بصوته في كورنيا ديل تيري، على بعد كيلومترات عن المركز الذي كان يفترض أن يقترع فيه، والذي قامت شرطة مكافحة الشغب بإغلاقه.
— Carles Puigdemont (@KRLS) October 1, 2017 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post — Carles Puigdemont (@KRLS) October 1, 2017
|
وقالت السلطات الإقليمية، إنّ نائب الرئيس أوريول خونيكراس، وعدداً كبيراً من الكتالونيين أيضاً بدأوا التصويت.
وقال والي إقليم كتالونيا الإسباني، إنريك ميللو، اليوم الأحد، إنّ إصرار حكومة الإقليم على إجراء استفتاء الانفصال دفع الحكومة المركزية في مدريد إلى القيام بما لا ترغب فيه.
جاء ذلك في تصريح للصحافيين علّق فيه على مداهمة أفراد الشرطة والدرك الإسبانية مراكز الاقتراع في الإقليم، ومصادرة الصناديق والبطاقات الانتخابية ومنع إجراء الاستفتاء.
وأضاف ميللو، أنّ أفراد عناصر الشرطة والدرك، لم يعتدوا على سكان الإقليم، وأنهم اكتفوا بمصادرة الصناديق والبطاقات، وعرقلوا وصول الناخبين إلى مراكز الاقتراع.
وطلب منظمون عند أحد مراكز الاقتراع في مدرسة بمدينة برشلونة، من السكان، سد مدخل المركز واستخدام المقاومة السلبية إذا تدخلت الشرطة لمنع التصويت، والذي من المقرّر أن يبدأ في الساعة التاسعة صباحاً (07:00 بتوقيت غرينتش).
وتزامناً، غادرت قافلة مؤلفة من نحو 30 عربة تابعة لشرطة الحرس المدني، ومركبات لا تحمل علامات، وشاحنة مليئة برجال الشرطة، ميناء برشلونة، في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد.
وأُرسل آلاف من رجال الشرطة من كل أنحاء إسبانيا إلى كتالونيا، لمنع إجراء الاستفتاء.
في مقابل هذه الإجراءات من حكومة مدريد، أكدت الحكومة الإقليمية الكتالونية أنّها ماضية في إجراء استفتاء الانفصال عن إسبانيا، مشيرة إلى أنّه يمكن للناخبين التوجه لمراكز اقتراع بديلة في حال منعهم من التصويت.
ودعت 5.3 ملايين ناخب مؤهلين للإدلاء بأصواتهم، وتعهدت بإعلان الاستقلال عن إسبانيا في غضون 48 ساعة.
وأمس السبت، قالت وزارة الداخلية الإسبانية، إنّه تم إغلاق معظم الأبنية العامة التي كانت معدّة للاستخدام كمراكز للاقتراع.
وقال ممثل الحكومة الإسبانية في كتالونيا، أنريك ميو، إنّه "من أصل 2315 مركز تصويت (...) خُتم 1300 بالشمع الأحمر"، مضيفاً أنّ "163 من هذه المراكز يحتلّها ناشطون يحقّ لهم مغادرتها، لكن لا أحد يستطيع دخولها".
واحتل الانفصاليون الكتالونيون، عشرات المدارس التي تم اختيارها مراكز تصويت، بهدف منع الشرطة من إغلاقها.
وداهمت الشرطة الإسبانية، أمس السبت، مركز الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات التابع لحكومة إقليم كتالونيا، في إطار تعزيز تواجدها بالإقليم لوقف إجراء الاستفتاء.
ويثير الاستفتاء، خلافات في الإقليم الغني الواقع في شمال شرق إسبانيا، إذ يضع المسؤولين الكتالونيين في مواجهة مع الحكومة المركزية، في واحدة من أكبر الأزمات التي تشهدها إسبانيا منذ تفعيل الديمقراطية، بعد وفاة الدكتاتور فرانسيسكو فرانكو في 1975.
كما يثير انقسامات بين الكتالونيين أنفسهم، وإن كانت غالبية كبيرة منهم ترغب في تسوية المسألة في تصويت قانوني.
(العربي الجديد)