وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بوقوع إصابة خطيرة جداً بالصدر خلال المواجهات مع الاحتلال في بلدة العيزرية شرقي مدينة القدس المحتلة.
كما استشهد فتى فلسطيني، مساء اليوم السبت، بعد انفجار جسم مشبوه من مخلفات الاحتلال الإسرائيلي بالقرب منه في خربة ابزيق بالأغوار الشمالية في مدينة طوباس، شمال الضفة الغربية المحتلة.
وقال مسؤول ملف الأغوار في طوباس، معتز بشارات لـ"العربي الجديد" إن الفتى عدي عزيز نواجعة والبالغ من العمر (18 عاماً) استشهد، وذلك عقب انفجار لغم فيه، في منطقة خربة ابزيق، حيث كان يرعى المواشي في المنطقة.
وأشار إلى أن الفتى أصيب بجراح بالغة، حيث نقلته طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني إلى المستشفى التركي بمدينة طوباس، إلا أنه فارق الحياة هناك.
وأكد بشارات أن المنطقة التي استشهد فيها الفتى نواجعة، هي من المناطق التي تستخدمها قوات الاحتلال لتكون مسرحاً للتدريبات العسكرية المثكفة، حيث يتعرض الأهالي هناك لكثير من الأذى بسبب مخلفات الاحتلال والقنابل والأسلحة الثقيلة.
إلى ذلك، أدى مئات المقدسيين صلاة العصر، اليوم السبت، مقابل باب الأسباط في القدس المحتلة، رفضاً للبوابات الإلكترونية التي ثبتت على أبواب المسجد.
وانتشرت قوات الاحتلال الإسرائيلي حول المصلين، عند باب الأسباط ومدخله الرئيسي، منذ موعد صلاة الظهر وأبعدت كافة الصحافيين عن منطقة باب الأسباط، ومنعتهم من تصوير الصلاة.
وعم الإضراب قريتي الطور وسلوان، حيث مسقط رأس شهيدي جمعة الغضب (محمد أبو غنام ومحمد شرف)، فيما عم الإضراب الجزئي شوارع مدينة القدس وأسواق البلدة القديمة.
في هذه الأثناء، أصيب عدد من الشبان الفلسطينيين، ما بين إصابات بالاختناق وبجروح برصاص الاحتلال الإسرائيلي، خلال مواجهات شهدتها قرية كوبر شمال غرب رام الله وسط الضفة الغربية، وهي مسقط رأس الشاب عمر عبد الجليل محمد العبد، منفذ عملية الطعن التي وقعت، مساء الجمعة، في مستوطنة "حلميش" المقامة على أراضي رام الله، والتي قتل فيها ثلاثة مستوطنين طعناً بالسكين وأصيب المنفذ وجرى اعتقاله.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن "طواقمه تعاملت مع 15 إصابة ما بين حالات اختناق المسيل للدموع وبجروح بالرصاص المطاط، وأصيب أحدهم بكسر في أنفه نتيجة الإصابة بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، علاوة على إصابة شاب بالرصاص الحي".
وأوضحت مصادر محلية في كوبر، لـ"العربي الجديد"، أن تلك المواجهات اندلعت بين شبان من القرية وقوات الاحتلال، حينما حاولت جرافة عسكرية للاحتلال ترافقها دوريات عسكرية أخرى حفر شوارع المداخل الرئيسية للقرية وإغلاقها، حيث شددت قوات الاحتلال من حصارها للقرية وأغلقت المدخلين الرئيسين للقرية (المدخل الجنوبي المؤدي إلى رام الله، والمدخل الشرقي المؤدي لقرية برهام المجاورة)، بعدما كانت قد أقامت حواجزها العسكرية ومنعت الجميع من دخولها سوى أهلها، كذلك منعت الجميع من الخروج منها منذ فجر اليوم".
ولفتت تلك المصادر إلى أن ما تبقى من جهات لكوبر ليست مداخل للقرية وإنما أحدها باتجاه مستوطنة حلميش، والآخر مدخل ترابي وطرق زراعية، فيما لفتت كذلك إلى أن جرافة الاحتلال تلك حطمت سواتر حديدية لبعض المنازل خلال إغلاق مداخل القرية.
على صعيد متصل، دعت القوى الوطنية والإسلامية في محافظة رام الله والبيرة، إلى إعلان يوم غد الأحد، "يوم تصعيد شامل" في وجه الاحتلال ومستوطنيه في أرجاء المحافظة وقراها وعلى كافة الطرق والمحاور فيها، وذلك رفضاً لإجراءات الاحتلال في القدس والمسجد الأقصى.
ودعت تلك القوى، في بيان، وبشكل خاص، لأوسع مشاركة في الفعالية على حاجز قلنديا العسكري الإسرائيلي شمال القدس، يوم غد الأحد، حيث سيكون التجمع على مدخل مخيم قلنديا الساعة الخامسة مساء، وسيتم الإعلان عن سلسلة من الفعاليات التي أقرت خلال اليومين المقبلين.
كذلك دعت القوى إلى أوسع مشاركة في الفعالية المقررة، اليوم السبت، عند الساعة السابعة مساء، إذ سيكون التجمع على دوار المنارة في رام الله، تأكيداً على تمسك الشعب بالقدس عاصمة أبدية للدولة الفلسطينية، ورفضاً لكل إجراءات الاحتلال من بوابات، ومنع الحركة والصلاة في الأقصى، وسياسات الاقتلاع وهدم البيوت والتطهير العرقي التي تتكثف يومياً عبر مخططات الاحتلال الرامية لتصفية الوجود العربي الفلسطيني.
سياسياً، طالب رئيس الوزراء الفلسطيني، رامي الحمد الله، "دول العالم وقواه المؤثرة، خاصة الأمم المتحدة، بالتدخل العاجل والفاعل لنجدة القدس وتوفير الحماية الدولية لأبناء شعبنا فيها، والذين يمارس جنود الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنوه ضدهم أبشع أعمال القتل والتنكيل، والتي كان آخرها جريمة قتل ثلاثة شبان في القدس".
على المستوى الدولي، بحث الرئيسان التركي، رجب طيب أردوغان، والفرنسي، إيمانويل ماكرون، في اتصال هاتفي، الانتهاكات الإسرائيلية بحق الفلسطينيين. وأعربا عن قلقهما إزاء التوتر الحاصل بسبب القيود التي فرضتها السلطات الإسرائيلية على الفلسطينيين في المسجد الأقصى، والخسائر البشرية التي وقعت هناك.
واتفق الرئيسان على بذل جهود مشتركة من أجل التوصل إلى تهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأكدا على ضرورة اتخاذ خطوات من شأنها إنهاء التوتر بأقرب وقت ممكن في القدس.