كنت أزور شقيقتي أحلام في الثامن من يوليو/تموز العام الماضي، حين سمعنا أصوات انفجارات قريبة، هرعنا للنوافذ والشرفات كي نرى ما الذي يجري، لم نجد حينها إلا غباراً أسود وأصوات استغاثات".. هكذا تصف المواطنة سميرة ضهير اللحظة الأولى للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، العام الماضي.
ضهير، التي أصيبت لاحقا إصابات خطيرة في بطنها وأقدامها، واستشهد شقيقها حامد، كانت واحدة من نحو مليوني فلسطيني ذاقوا ويلات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الصيف الماضي، والذي استمر 51 يوما، والذي كان الأقسى والأصعب على الإطلاق.
وتقول ضهير لـ"العربي الجديد": "في اليوم الأول رجعت لمنزلي مسرعة، كنت قلقة على زوجي وأطفالي وأهلي، كان زوجي يحاول الاتصال بي، لكن شبكة الاتصال كانت رديئة وشبه متوقفة بسبب انقطاع الكهرباء عن أجزاء كبيرة من المدينة، فور دخولي المنزل اتصلت بأهلي للاطمئنان إليهم".
التوتر بدا واضحا على ملامح ضهير التي أكملت: "في الأسبوع الثالث للحرب قصفت طائرات الاحتلال الحربية سيارة أمام منزلي، أصبت في معظم أنحاء جسدي، وأصيب طفلي محمد في رأسه، وبعد ثلاثة أيام كانت الفاجعة، عندما استهدفت قوات الاحتلال منزل جيران أهلي في مجزرة بشعة، استشهد فيها شقيقي حامد وسبعة من الجيران، وأصيب 5 من أهلي إصابات مختلفة".
وتضيف وهي تلملم دمعا حبسته منذ بداية الحديث: "كانت أياما خيالية، شعرنا حينها وكأننا في كابوس طويل لا ينتهي، لكن عزيمتنا كانت قوية رغم كل الأحداث والجرائم الجماعية التي كنا نراها، كنا على يقين بأن الحرب ستنتهي، رغم الخسائر التي أوجعتنا".
ويكمل الحديث زوجها عادل الذي قال: "كنت أصلي في مسجد قريب، سمعنا أصوات الانفجارات والتكبيرات وأصوات المواطنين التي علت في ذلك الوقت (الحرب بدأت.. الحرب بدأت)، خرجت مسرعاً للملمة أطفالي، وحاولت الاتصال بزوجتي، لكنني لم أتمكن من ذلك، حتى عادت بعد ساعة من بداية القصف".
الصدمة والذهول كانا أكبر في مناطق أخرى تعرضت لضربات عنيفة من الطائرات الحربية والمدفعية الإسرائيلية، مسحت على إثرها عائلات بأكملها من السجل المدني، وأبيدت مناطق كاملة، وتهدمت بيوت على رؤوس ساكنيها بعد أن "كانت" آمنة مستقرة، ما أدى إلى استشهاد نحو 2147 فلسطينيا، بينهم 530 طفلا و302 امرأة، وجرح ما يزيد على 10870 فلسطينيا.
ويقول المواطن الفلسطيني صهيب شرف: "كنا منذ بداية رمضان الماضي ونحن نسمع أصوات قصف إسرائيلي متفرق، لكن ما حدث في الثامن من شهر يوليو/تموز كان مروعاً بكل ما تحمل الكلمة من معان، رأيت الدماء والأشلاء ورائحة الموت منتشرة في كل مكان".
ويتابع لـ"العربي الجديد": القصف الجنوني استهدف عائلات بأكملها في منطقتنا بحي الدرج شرق مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد 6 من أفراد عائلتي وأبناء عمومتي، مضيفا: "تم قصف منزلنا بصاروخين من الطائرات الحربية، لكن لحسن الحظ، أهلي غادروا المنزل قبل لحظات من قصفه".
وعن أجواء الحرب خلال واحد وخمسين يوما، يقول شرف: "لا شك أنها كانت أياما صعبة، وأن الخسائر طاولت كل شخص من شمال القطاع حتى جنوبه، لكن في الوقت ذاته، كنت أرى الصمود والتحدي واضحاً في ملامح المواطنين، الذين كانوا يكبرون ويسجدون لله شكراً بعد نجاح أية عملية من عمليات المقاومة الفلسطينية".
اقرأ أيضاً: عام على حرب غزة وجراح مُصابيها لم تندمل
أهالي قطاع غزة المحاصر من الاحتلال الإسرائيلي برا وبحرا وجوا منذ ثمانية أعوام، اعتادوا على الممارسات العدائية الإسرائيلية بحقهم على مدار الوقت، لكنهم لم يتوقعوا للحظة أن يصل الإجرام إلى حد نسف مناطق بأكملها على رؤوس ساكنيها، وقتل وإصابة عشرات الآلاف.
حصر الجرائم الإسرائيلية خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة الصغير جغرافيا غير ممكن في سطور قليلة، أو حتى كثيرة، فالاعتداءات لم تتوقف في رمضان أو العيد، مستهدفة البيوت والمساجد والمدارس والمؤسسات وتجمعات المواطنين والأسواق وكل متحرك.
عيد الفطر السابق مَرّ على الفلسطينيين مُراً، عندما اخترقت طائرات الاحتلال الإسرائيلي الهدنة الإنسانية التي تم إقرارها لساعات حتى يلتقط أهالي غزة أنفاسهم، التي حبست فيما بعد عندما تم استهداف مجموعة أطفال كانوا يلهون على أرجوحة صغيرة في مخيم الشاطئ للاجئين، واستشهد عشرة منهم.
اقرأ أيضاً: أطفال غزة...كوابيس وخوف واضطراب بعد عدوان إسرائيل
أحمد الحلو، والد الطفل أسامة الذي استشهد خلال عملية القصف على أرجوحة الأطفال، يقول: "كنت عائداً للتو من زيارة شقيقاتي لتهنئتهم بالعيد، سمعت صوت انفجار قريب جداً، تفقدت أطفالي فلم أجد أسامة ورامي، خرجت مسرعاً لأصدم بابني الصغير أسامة غارقاً في دمه".
ويتابع لـ"العربي الجديد": لم أحتمل الصدمة، كنت سأسقط من هولها، لكني تداركت نفسي وذهبت للبحث عن طفلي الثاني، تضاعف ألمي لأنه كان مفقوداً حينها، ذهبنا للبحث عنه في المستشفيات، إلى أن وجدناه في مستشفى الشفاء وقد أصيب إصابات خطيرة في جميع أنحاء جسده".
ضهير، التي أصيبت لاحقا إصابات خطيرة في بطنها وأقدامها، واستشهد شقيقها حامد، كانت واحدة من نحو مليوني فلسطيني ذاقوا ويلات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الصيف الماضي، والذي استمر 51 يوما، والذي كان الأقسى والأصعب على الإطلاق.
وتقول ضهير لـ"العربي الجديد": "في اليوم الأول رجعت لمنزلي مسرعة، كنت قلقة على زوجي وأطفالي وأهلي، كان زوجي يحاول الاتصال بي، لكن شبكة الاتصال كانت رديئة وشبه متوقفة بسبب انقطاع الكهرباء عن أجزاء كبيرة من المدينة، فور دخولي المنزل اتصلت بأهلي للاطمئنان إليهم".
التوتر بدا واضحا على ملامح ضهير التي أكملت: "في الأسبوع الثالث للحرب قصفت طائرات الاحتلال الحربية سيارة أمام منزلي، أصبت في معظم أنحاء جسدي، وأصيب طفلي محمد في رأسه، وبعد ثلاثة أيام كانت الفاجعة، عندما استهدفت قوات الاحتلال منزل جيران أهلي في مجزرة بشعة، استشهد فيها شقيقي حامد وسبعة من الجيران، وأصيب 5 من أهلي إصابات مختلفة".
وتضيف وهي تلملم دمعا حبسته منذ بداية الحديث: "كانت أياما خيالية، شعرنا حينها وكأننا في كابوس طويل لا ينتهي، لكن عزيمتنا كانت قوية رغم كل الأحداث والجرائم الجماعية التي كنا نراها، كنا على يقين بأن الحرب ستنتهي، رغم الخسائر التي أوجعتنا".
ويكمل الحديث زوجها عادل الذي قال: "كنت أصلي في مسجد قريب، سمعنا أصوات الانفجارات والتكبيرات وأصوات المواطنين التي علت في ذلك الوقت (الحرب بدأت.. الحرب بدأت)، خرجت مسرعاً للملمة أطفالي، وحاولت الاتصال بزوجتي، لكنني لم أتمكن من ذلك، حتى عادت بعد ساعة من بداية القصف".
الصدمة والذهول كانا أكبر في مناطق أخرى تعرضت لضربات عنيفة من الطائرات الحربية والمدفعية الإسرائيلية، مسحت على إثرها عائلات بأكملها من السجل المدني، وأبيدت مناطق كاملة، وتهدمت بيوت على رؤوس ساكنيها بعد أن "كانت" آمنة مستقرة، ما أدى إلى استشهاد نحو 2147 فلسطينيا، بينهم 530 طفلا و302 امرأة، وجرح ما يزيد على 10870 فلسطينيا.
ويقول المواطن الفلسطيني صهيب شرف: "كنا منذ بداية رمضان الماضي ونحن نسمع أصوات قصف إسرائيلي متفرق، لكن ما حدث في الثامن من شهر يوليو/تموز كان مروعاً بكل ما تحمل الكلمة من معان، رأيت الدماء والأشلاء ورائحة الموت منتشرة في كل مكان".
ويتابع لـ"العربي الجديد": القصف الجنوني استهدف عائلات بأكملها في منطقتنا بحي الدرج شرق مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد 6 من أفراد عائلتي وأبناء عمومتي، مضيفا: "تم قصف منزلنا بصاروخين من الطائرات الحربية، لكن لحسن الحظ، أهلي غادروا المنزل قبل لحظات من قصفه".
وعن أجواء الحرب خلال واحد وخمسين يوما، يقول شرف: "لا شك أنها كانت أياما صعبة، وأن الخسائر طاولت كل شخص من شمال القطاع حتى جنوبه، لكن في الوقت ذاته، كنت أرى الصمود والتحدي واضحاً في ملامح المواطنين، الذين كانوا يكبرون ويسجدون لله شكراً بعد نجاح أية عملية من عمليات المقاومة الفلسطينية".
اقرأ أيضاً: عام على حرب غزة وجراح مُصابيها لم تندمل
أهالي قطاع غزة المحاصر من الاحتلال الإسرائيلي برا وبحرا وجوا منذ ثمانية أعوام، اعتادوا على الممارسات العدائية الإسرائيلية بحقهم على مدار الوقت، لكنهم لم يتوقعوا للحظة أن يصل الإجرام إلى حد نسف مناطق بأكملها على رؤوس ساكنيها، وقتل وإصابة عشرات الآلاف.
حصر الجرائم الإسرائيلية خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة الصغير جغرافيا غير ممكن في سطور قليلة، أو حتى كثيرة، فالاعتداءات لم تتوقف في رمضان أو العيد، مستهدفة البيوت والمساجد والمدارس والمؤسسات وتجمعات المواطنين والأسواق وكل متحرك.
عيد الفطر السابق مَرّ على الفلسطينيين مُراً، عندما اخترقت طائرات الاحتلال الإسرائيلي الهدنة الإنسانية التي تم إقرارها لساعات حتى يلتقط أهالي غزة أنفاسهم، التي حبست فيما بعد عندما تم استهداف مجموعة أطفال كانوا يلهون على أرجوحة صغيرة في مخيم الشاطئ للاجئين، واستشهد عشرة منهم.
اقرأ أيضاً: أطفال غزة...كوابيس وخوف واضطراب بعد عدوان إسرائيل
أحمد الحلو، والد الطفل أسامة الذي استشهد خلال عملية القصف على أرجوحة الأطفال، يقول: "كنت عائداً للتو من زيارة شقيقاتي لتهنئتهم بالعيد، سمعت صوت انفجار قريب جداً، تفقدت أطفالي فلم أجد أسامة ورامي، خرجت مسرعاً لأصدم بابني الصغير أسامة غارقاً في دمه".
ويتابع لـ"العربي الجديد": لم أحتمل الصدمة، كنت سأسقط من هولها، لكني تداركت نفسي وذهبت للبحث عن طفلي الثاني، تضاعف ألمي لأنه كان مفقوداً حينها، ذهبنا للبحث عنه في المستشفيات، إلى أن وجدناه في مستشفى الشفاء وقد أصيب إصابات خطيرة في جميع أنحاء جسده".
اقرأ أيضاً: غزّة 2014.. عام من الدمار