لم ترق عمليات عودة المهجرين إلى حي الوعر، لعدد من موالي النظام السوري في مدينة حمص، وضجّت صفحات التواصل الاجتماعي بالشتائم والإهانات للعائدين والمسؤولين عن العملية، بمن فيهم محافظ حمص طلال البرازي، والتوعد بقتل الأهالي وتشريدهم كنوع من القصاص للمختفين والمقتولين من جنود النظام، الذين ذهبوا إثر المعارك والاستهدافات التي كان يقوم بها مسلحو المعارضة في داخل الحي.
كما دعا وجهاء تلك الأحياء الموالية لاعتصامات وتظاهرات وقطع للطرقات أمام حافلات العائدين إلى حي الوعر بحمص، وضد محافظ حمص والعاملين على هذا الملف، بسبب إعادة من قتل أبناءهم وبحماية من النظام ذاته بعد أن دفعوا الكثير من أبنائهم ثمناً لبقاء هذا النظام، والمطالبة بفتح ملف المختطفين لدى المعارضة والتحقيق مع العائدين لمعرفة مصيرهم، أو أخذ العائدين كأسرى لاستخدامهم كوسيلة ضغط على المعارضة.
وطالبت عدّة صفحات موالية لرئيس النظام السوري، بشار الأسد، بالتدخل الشخصي في هذا الأمر ومنع عودة الأهالي إلى الحي، بعد أن أصبح هذا الحي ملكاً لهم ولعناصرهم الأمنية، معتبرين أنه أصبح حقاً لهم بعد أن دفعوا من أجل إعادته العشرات من أبنائهم، بعد أن أطلقوا حملات تحت مسمى "أوقفوا عودة الإرهاب إلى حمص".
يأتي هذا في الوقت الذي أفادت فيه مصادر ميدانية في حي الوعر بحمص لـ"العربي الجديد"، بعودة مائة وخمسين عائلة يوم الثلاثاء الماضي، تضم ما يقارب 350 شخصاً، إلى منازلهم في حي الوعر بحمص، ممن هجّروا في الآونة الأخيرة خارج الحي في الاتفاق الأخير بين النظام ومسلحي المعارضة في شهر مايو/أيار من ذات العام.وتزامنت عودة الأهالي عقب وعود أطلقها النظام ومسؤوليه بضمان الأمان للعائدين وعدم السماح للأجهزة الأمنية بالاقتراب منهم، وإعادة جميع مقومات الحياة للحي في أقرب وقت ممكن، مما دفع تلك العائلات إلى العودة نظراً للظروف الصعبة التي كانوا يعيشونها في مخيمات بسيطة في مدينة جرابلس.
Facebook Post |
ويقول محمد الحمصي، الناطق الرسمي باسم مركز حمص الإعلامي، وهو أحد المهجرين من حي الوعر إثر الاتفاق الأخير، إن عودة الأهالي لحي الوعر جاءت مؤخراً بعد اتفاق عقد بين النظام ومحافظ حمص والقيادات الأمنية فيها مع الأهالي النازحين ممن قضت المعيشة السيئة على حظهّم في البقاء والاستمرار في مخيمات النزوح، التي خلت من أيّ من مقومات الحياة البسيطة، والذين آثروا العودة للحي رغم المخاطر الأمنية التي تحيط بهم جراء هذه العودة إلى قبضة النظام.
ويؤكد وصول مائة وخمسين عائلة يوم الثلاثاء الماضي إلى مدينة حمص بالقرب من قصر المحافظة الواقع في حي الملعب البلدي وسط المدينة، وسط ضمانات قام بتقديمها أدهم رجّوب، الذي كلف بمهمة رسمية من فرع أمن الدولة بالتواصل مع الأهالي وإعادتهم للعيش في حي الوعر وتأمين الحافلات المطلوبة لعمليات النقل، علماً بأن عمليات نقل العائلات جاءت بعد تواصل بين اللواء، سلطان مراد، أحد المكلفين من قيادات النظام بدمشق بإعادة الحياة للوعر مع الأهالي النازحين في جرابلس، والذي قام بضمان الوعود المبرمة من النظام بعودة آمنة لتلك العائلات وكذلك مقومات الحياة بأقصى سرعة.
وترافقت عودة الأهالي وعمليات تهدئة يقوم بها النظام مؤخراً في سورية، في عدد من المحافظات، إضافة إلى إزالة الحواجز من المدن التي يسيطر عليها ويعتبرها آمنة إلى حدّ ما، بدأ بمطالبة الأهالي النازحين من مناطقهم بالعودة إلى منازلهم وأحيائهم لإعادة الحياة إليها، ليظهر بأنه استطاع إعادة سورية كما كانت عليه قبيل الحرب.