وتضم الموجة، التي افتتحها المكتب الإعلامي الحكومي - وزارة الإعلام الفلسطيني في غزة، اليوم الثلاثاء، بحضور ممثلين عن قوى وفصائل ومؤسسات فلسطينية تُعنى بالأسرى، مجموعة لقاءات حوارية ومقاطع صوتية والأغاني الثورية والشعر، بهدف عكس تفاصيل حياة الأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، ومعاناتهم ومعاناة ذويهم.
وتأتي الموجة بمناسبة ذكرى يوم الأسير الفلسطيني الذي يوافق السابع عشر من نيسان من كل عام، وقد شارك فيها نحو 150 إذاعة محلية وعربية ودولية، للحديث عن ستة آلاف أسير فلسطيني، منهم 500 أسير حوكموا بالمؤبدات، إلى جانب قرابة 1800 حالة مرضية في سجون الاحتلال تعاني من الإهمال الطبي، والموت البطيء.
سجون الاحتلال الإسرائيلي التي لا يحظى فيها المرضى إلا بحبوب بسيطة، تضم بين جنباتها نحو 41 من الأسرى ذوي الاحتياجات الخاصة، إلى جانب 25 إصابة بمرض السرطان الخطير، وتضم أيضاً 58 أسيرة فلسطينية، منهن ثماني أمهات، وثماني جريحات، وثماني قاصرات.
وتهدف الموجة الإذاعية، حسب القائمين عليها، إلى نصرة الأسرى الفلسطينيين، وتسليط الضوء على معاناتهم داخل سجون الاحتلال، إلى جانب فضح الممارسات الإسرائيلية المتواصلة بحقهم، والتي تتمثل في مجموعة انتهاكات تتنافى مع مبادئ القوانين الدولية، وقوانين حقوق الإنسان.
واستضافت المذيعة فاطمة القاضي، التي بدأت الموجة من مدينة غزة، مجموعة من الضيوف للحديث عن الحياة اليومية للأسرى الفلسطينيين، وحرمانهم من العلاج والرعاية الصحية ومن مختلف تفاصيل الحياة، في ظل التعذيب المتواصل والعزل الانفرادي واستمرار الاعتقال الإداري، علاوة على الحديث عن حرمان أهلهم المتواصل من الزيارة.
ويقول رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، سلامة معروف، إن 150 إذاعة محلية ووطنية وعربية إلى جانب بعض الإذاعات الأجنبية من 20 دولة مشاركة في الموجة المفتوحة "الحرية لأسرى فلسطين"، والتي تأتي في ذكرى يوم الأسير الفلسطيني، بهدف وضع الجميع أمام المعاناة المتواصلة والمتفاقمة للأسرى الفلسطينيين، مبيناً أن رئيس اتحاد الإذاعات الإسلامية وجّه رسالة لأكثر من تسعين مؤسسة إعلامية منضوية تحت لواء الاتحاد للمشاركة.
ويوضح معروف، لـ"العربي الجديد"، أن الموجة جاءت ضمن الأنشطة الإعلامية التي ينظمها المكتب الإعلامي الحكومي لإحياء ذكرى يوم الأسير الفلسطيني كل عام، مضيفاً: "منذ أسابيع من التواصل والتنسيق مع عدد كبير من الأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، جرى التفكير في هذه الموجة".
ويبين أن ما يميز الموجة أن عددا من الأسرى الفلسطينيين شاركوا في تحديد المحاور وكتابة نصوص "البرومو" والمقاطع الصوتية، مشيراً إلى أن المحاور التي سيتم نقاشها، على مدار ست ساعات، وهي عُمر هذه الموجة، ستتناول كل جوانب الأسرى وذويهم خارج السجون، على النطاق الاجتماعي والاقتصادي، والمطلوب سياسياً، دعماً للأسرى، إلى جانب العديد من المحاور.
ويوضح أن الموجة، التي تأتي ضمن سلسلة فعاليات لإحياء ذكرى يوم الأسير، ترتكز على محورين أساسيين: الأول يتمثل في نقل صورة واضحة عما يعانيه الأسير الفلسطيني داخل سجون الاحتلال، وتندرج تحته الكثير من العناوين كالإهمال الطبي، الأسرى الأطفال، الأسرى النساء، العزل، والتعذيب وغيرها من الجوانب التي تعكس معاناة الأسرى. أما المحور الثاني، فهو البحث فيما هو مطلوب لدعم الأسرى على مختلف المستويات القانونية، السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، وما هو مطلوب من كل الجهات تجاه قضية الأسرى.
ويشير رئيس المكتب الإعلامي الحكومي إلى أن كل جهد إعلامي يواكب قضية الأسرى باعتبارها قضية الإنسان الفلسطيني، وأحد أبرز العناوين للقضية الفلسطينية، هو جهد مقدر، موضحاً أن أهمية الموجات المفتوحة تنبع من مخاطبة مختلف الشرائح العربية التي تستمع إلى تلك الإذاعات، والتي تغطي مساحات واسعة من الوطن العربي.