رفعت موجة الحر الشديد، التي ضربت سورية ولا تزال مستمرة، أسعار السلع الغذائية في الأسواق لنحو الضعف، لاسيما الخضروات والدواجن، بعد نفوق أعداد كبيرة منها.
ويقول المهندس الزراعي، أكرم برغل، من ريف إدلب الشرقي شمال شرق سورية في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن موجة الحر التي زادت عن 45 درجة مئوية أثرت على الزراعة الصيفية، فخفضت إنتاج البندورة (الطماطم) والخيار والباذنجان.
ويتوقع استمرار موجة الحر طيلة أغسطس/آب الجاري، الأمر الذي حذر معه متخصصون من تدمير موسم الخضروات، لأنها لن تكون قادرة على مقاومة الارتفاع الشديد في درجة الحرارة، ما يقلص من كميات الإنتاج فضلا عن التأثير على جودته.
وفي ريف حلب الجنوبي، يقول تركي المصطفى العامل بالشؤون الإغاثية "وصلت الخسائر لنحو نصف إنتاج الخضروات والأشجار المثمرة، وبدأت ملامح احتراق الثمر للعديد من الأصناف". وقال لـ"العربي الجديد": "الخسائر تتوالي بسبب اشتداد درجة الحرارة وغياب المرشدين والمتخصصين الرزراعيين، فضلاً عن قلة المياه، التي يمكن عبر السقاية أن تعوض ما تفقده الزراعات الصيفية".
وبحسب مصطفى المحمد، وهو مزارع من ناحية كنسبا بجبل التركمان في ريف اللاذقية غربي سورية، فإن تأثيرات الحر الشديد تجلت في اشتعال كثير من الحرائق في كل المحافظة، الأمر الذي أدى لاحتراق عشرات بساتين الفاكهة بمساحة تقدر بمئات الدونمات، كما جفت كثير من الينابيع التي تسقي أشجار اللوز والتفاح والرمان والزيتون.
وتنتج اللاذقية ما يقارب 75 ألف طن من التفاح سنوياً، لكن متخصصين يتوقعون انخفاض الكميات إلى أقل من 40 ألف طن بسبب ذبول الثمار وتساقطها بفعل موجة الحر التي ضربت الأشجار.
وزادت موجة الحر من معاناة ريف دمشق المحاصر منذ أكثر من عامين، وزادت الأسعار بأكثر من 50%، بحسب يوسف البستاني، الناطق باسم تنسيقيات الثورة بدمشق. ويضيف البستاني "حصدنا ثمن موجة الحر مضاعفة، ففضلاً عن الحصار وقلة دخول المواد الغذائية، بدأت أسعار الفواكه التي يعتاش عليها المحاصرون بالارتفاع".
كما أثرت موجة الحر على مردود إنتاج حليب الأبقار ونفوق أعداد كبيرة من الدواجن، بحسب تصريحات صحافية مؤخرا للمستشار الفني في اتحاد غرف الزراعة السورية، عبد الرحمن قرنفلة.
وكان قطاع الثروة الحيوانية في دمشق وريفها قد تعرض بالأساس لخسائر سنوية بنحو 20 مليار ليرة (91.6 مليون دولار) خلال الثورة، إضافة إلى 8 مليارات ليرة لقطاع الثروة النباتية، وفق ما أكده مدير زراعة دمشق وريفها، المهندس علي سعادات في تصريحات سابقة.
وامتد لهيب الطقس إلى مزارع الدواجن، وأثرت الحرارة على إنتاجها، حيث نفقت أعداد كبيرة بحسب المربي عبد الرحمن أبو حمزة من سرمين بريف إدلب الشرقي. وأضاف أبو حمزة لـ"العربي الجديد" إن الخسائر تصل إلى أكثر من 40%.
وكانت أسعار الفروج قد ارتفعت في أسواق العاصمة دمشق بنحو 50% خلال الأسبوعين الأخيرين، ليصل سعر الكيلوغرام لنحو 900 ليرة (4.1 دولارات)، وهو ما برره مدير المؤسسة العامة للدواجن، سراج خضر، بارتفاع درجات الحرارة وارتفاع أسعار الأعلاف وتكاليف التبريد.
وكان تقرير حديث أصدرته منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) وبرنامج الأغذية العالمي، قد ذكر أن عدد من يواجهون انعدام الأمن الغذائي في سورية ارتفع بصورة ملحوظة ووصل إلى نحو 9.8 ملايين شخص من بينهم 6.8 ملايين يعيشون حالات حادة من انعدام الأمن الغذائي.
وأضاف التقرير أن القطاع الحيواني، الذي طالما ساهم على نحو رئيسي في الاقتصاد الوطني لسورية وتجارتها الخارجية شهد انخفاضات حادة في الإنتاج.
وأشار إلى أن قطاع الزراعة ما يزال ممزقاً، بسبب النزاع، مؤكدا أن هناك حاجة إلى دعم عاجل من جانب المانحين لضمان أن يتمكن المزارعون من إتمام موسم زراعة الحبوب المقبل الذي يبدأ في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
ويفاقم من الأزمة نقص الوقود والعمالة والمدخلات الزراعية بما في ذلك البذور والأسمدة، ما يعوق الإنتاج الزراعي، الذي يؤدي إلى نقص المعروض في الأسواق واستمرار صعود الأسعار.
وشهدت أسعار المشتقات النفطية في سورية عدة زيادات منذ بداية الثورة في 2011، كما أُقرت زيادة في سعر السكر والأرز المدعومين بنسبة تصل إلى 100%، في موازاة رفع سعر الخبز بنسبة 66%.
ويحاول نظام الأسد، وفق خبراء، تأمين موارد لاستمرار الحرب ودفع الرواتب والأجور، بعد الحصار الاقتصادي، وتراجع الإنتاج الزراعي والصناعي، وفقدانه 60% من عائدات الضرائب، وخسارته موارد النفط التي كانت تساهم بنحو 24% من الناتج الإجمالي لسورية، ونحو 25% من عائدات الموازنة، ونحو 40% من عائدات التصدير.
اقرأ أيضا: استبدال الليرة السورية بالتركية..ضربة للنظام أم بداية تقسيم؟
ويتوقع استمرار موجة الحر طيلة أغسطس/آب الجاري، الأمر الذي حذر معه متخصصون من تدمير موسم الخضروات، لأنها لن تكون قادرة على مقاومة الارتفاع الشديد في درجة الحرارة، ما يقلص من كميات الإنتاج فضلا عن التأثير على جودته.
وفي ريف حلب الجنوبي، يقول تركي المصطفى العامل بالشؤون الإغاثية "وصلت الخسائر لنحو نصف إنتاج الخضروات والأشجار المثمرة، وبدأت ملامح احتراق الثمر للعديد من الأصناف". وقال لـ"العربي الجديد": "الخسائر تتوالي بسبب اشتداد درجة الحرارة وغياب المرشدين والمتخصصين الرزراعيين، فضلاً عن قلة المياه، التي يمكن عبر السقاية أن تعوض ما تفقده الزراعات الصيفية".
وبحسب مصطفى المحمد، وهو مزارع من ناحية كنسبا بجبل التركمان في ريف اللاذقية غربي سورية، فإن تأثيرات الحر الشديد تجلت في اشتعال كثير من الحرائق في كل المحافظة، الأمر الذي أدى لاحتراق عشرات بساتين الفاكهة بمساحة تقدر بمئات الدونمات، كما جفت كثير من الينابيع التي تسقي أشجار اللوز والتفاح والرمان والزيتون.
وتنتج اللاذقية ما يقارب 75 ألف طن من التفاح سنوياً، لكن متخصصين يتوقعون انخفاض الكميات إلى أقل من 40 ألف طن بسبب ذبول الثمار وتساقطها بفعل موجة الحر التي ضربت الأشجار.
وزادت موجة الحر من معاناة ريف دمشق المحاصر منذ أكثر من عامين، وزادت الأسعار بأكثر من 50%، بحسب يوسف البستاني، الناطق باسم تنسيقيات الثورة بدمشق. ويضيف البستاني "حصدنا ثمن موجة الحر مضاعفة، ففضلاً عن الحصار وقلة دخول المواد الغذائية، بدأت أسعار الفواكه التي يعتاش عليها المحاصرون بالارتفاع".
كما أثرت موجة الحر على مردود إنتاج حليب الأبقار ونفوق أعداد كبيرة من الدواجن، بحسب تصريحات صحافية مؤخرا للمستشار الفني في اتحاد غرف الزراعة السورية، عبد الرحمن قرنفلة.
وكان قطاع الثروة الحيوانية في دمشق وريفها قد تعرض بالأساس لخسائر سنوية بنحو 20 مليار ليرة (91.6 مليون دولار) خلال الثورة، إضافة إلى 8 مليارات ليرة لقطاع الثروة النباتية، وفق ما أكده مدير زراعة دمشق وريفها، المهندس علي سعادات في تصريحات سابقة.
وامتد لهيب الطقس إلى مزارع الدواجن، وأثرت الحرارة على إنتاجها، حيث نفقت أعداد كبيرة بحسب المربي عبد الرحمن أبو حمزة من سرمين بريف إدلب الشرقي. وأضاف أبو حمزة لـ"العربي الجديد" إن الخسائر تصل إلى أكثر من 40%.
وكانت أسعار الفروج قد ارتفعت في أسواق العاصمة دمشق بنحو 50% خلال الأسبوعين الأخيرين، ليصل سعر الكيلوغرام لنحو 900 ليرة (4.1 دولارات)، وهو ما برره مدير المؤسسة العامة للدواجن، سراج خضر، بارتفاع درجات الحرارة وارتفاع أسعار الأعلاف وتكاليف التبريد.
وكان تقرير حديث أصدرته منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) وبرنامج الأغذية العالمي، قد ذكر أن عدد من يواجهون انعدام الأمن الغذائي في سورية ارتفع بصورة ملحوظة ووصل إلى نحو 9.8 ملايين شخص من بينهم 6.8 ملايين يعيشون حالات حادة من انعدام الأمن الغذائي.
وأضاف التقرير أن القطاع الحيواني، الذي طالما ساهم على نحو رئيسي في الاقتصاد الوطني لسورية وتجارتها الخارجية شهد انخفاضات حادة في الإنتاج.
وأشار إلى أن قطاع الزراعة ما يزال ممزقاً، بسبب النزاع، مؤكدا أن هناك حاجة إلى دعم عاجل من جانب المانحين لضمان أن يتمكن المزارعون من إتمام موسم زراعة الحبوب المقبل الذي يبدأ في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
ويفاقم من الأزمة نقص الوقود والعمالة والمدخلات الزراعية بما في ذلك البذور والأسمدة، ما يعوق الإنتاج الزراعي، الذي يؤدي إلى نقص المعروض في الأسواق واستمرار صعود الأسعار.
وشهدت أسعار المشتقات النفطية في سورية عدة زيادات منذ بداية الثورة في 2011، كما أُقرت زيادة في سعر السكر والأرز المدعومين بنسبة تصل إلى 100%، في موازاة رفع سعر الخبز بنسبة 66%.
ويحاول نظام الأسد، وفق خبراء، تأمين موارد لاستمرار الحرب ودفع الرواتب والأجور، بعد الحصار الاقتصادي، وتراجع الإنتاج الزراعي والصناعي، وفقدانه 60% من عائدات الضرائب، وخسارته موارد النفط التي كانت تساهم بنحو 24% من الناتج الإجمالي لسورية، ونحو 25% من عائدات الموازنة، ونحو 40% من عائدات التصدير.
اقرأ أيضا: استبدال الليرة السورية بالتركية..ضربة للنظام أم بداية تقسيم؟