يشتكي السوريون من أوقات عصيبة يعيشونها، في ظل الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة، الذي تشهده معظم المناطق السورية، ويحرمهم انقطاع الكهرباء، شبه المتواصل عن بيوتهم، من الاستفادة من المكيفات أو المراوح الكهربائية للتخفيف من وطأة الحر.
تقول سلمى عودة، من دمشق، إنها لم تستطع اليوم البقاء خارج المنزل أكثر من ساعة واحدة، واضطرت للعودة إليه وإلغاء الأعمال التي خططت للقيام بها، وتضيف: "شعرت بشعور الفرّوج (الدجاج) المشوي وهو يتقلب تحت لهيب النار. عدت إلى البيت لأبقى في الظل على الأقل، رغم أن لهيب الحر في كل مكان. الكهرباء لا تأتي أكثر من 3 ساعات، ولا يمكن الاعتماد على المراوح الكهربائية. عدنا لاستعمال مراوح اليد".
أما طه، من حلب، فيقول: "يتسبب لي الحرّ الشديد بحالة من العصبية الدائمة، أشعر أني منهك وعاجز عن القيام بشيء. في بيتنا 200 ليتر من الماء مخصصة لأسبوع كامل، لا توجد مراوح ولا يمكن أن نأخذ حماماً. المشهد داخل بيتنا كوميدي، لكل منا بخاخ ماء صغير، نقضي نصف نهارنا مستلقين على البلاط".
ويضيف طه: "نسمي شهر الآب (أغسطس/ آب) باللّهّاب، إذ تشتد فيه الحرارة أكثر من كل أيام السنة. المشكلة هذا العام هي غياب الكهرباء والماء كأننا نعيش في الصحراء".
مديرية الأرصاد الجوية في سورية قالت إن درجات الحرارة اليوم هي أعلى من معدلاتها بحوالى 4-6 درجات مئوية، وأن البلاد متأثرة بامتداد المنخفض الموسمي الهندي السطحي، الذي يترافق بامتداد مرتفع جوي مداري في طبقات الجو العليا.
اقرأ أيضاً: التجفاف: لا تجعل حرارة الصيف تضر صحتك
وتوقعت الأرصاد أن تستمر موجة الحر خلال الأيام القادمة، وأن تواصل درجات الحرارة ارتفاعها غداً، لتصبح أعلى من معدلاتها بحوالى 5-7 درجات مئوية.
اقرأ أيضاً: غزّيون يهربون من ارتفاع درجات الحرارة إلى البحر
ويشير أحمد العيسى، وهو طبيب في ريف حمص، إلى أن "درجات الحرارة تتخطى المعلن عنها، فقد وصلت إلى 47 درجة اليوم". ويضيف: "هناك عشرات الإصابات بضربة الشمس. عدد من الإغماءات وصلت إلى المستشفى ظهر اليوم مع أعراض ارتفاع حرارة الجسم وتعرق شديد. نشرنا تعليمات بعدم التعرض للشمس قدر الإمكان، وشرب المياه بكميات أكبر، وتجنب الخروج في ساعات الذروة، خاصة الأطفال".
اقرأ أيضاً: كيف تحمي جسمك من أضرار حرارة الصيف؟