موريتانيا: اعتقال صحافي إثر مشادة مع الرئيس

14 ديسمبر 2014
الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز (فرانس برس)
+ الخط -

ساعاتٌ قصيرةٌ فحسب من الحرية، هي كل ما يفصل بين الاعتقال الأول والثاني، للصحافي الشاب آبيه ولد محمد لفظل، حيث ذكر موقع "الوسط الإخباري" الموريتاني، حسب مصدر مقرب من الصحافي المعتقل: "إن مسؤولاً في القصر الرئاسي حضر إلى مفوضية الشرطة محتجاً على إطلاق سراح "آبيه"، وطالب بإعادة اعتقاله بسرعة، ومنع أي أحد من زيارته، وهو ما نفذته الشرطة بالفعل".

اعتُقل آبيه قبل أيامٍ عدة، على خلفية مشادة كلامية جرت بينه وبين رئيس البلاد الموريتاني، ولد عبد العزيز، أثناء زيارة الأخير لمقر وكالة التضامن، يوم الثلاثاء في 9 ديسمبر/كانون الأول، أي قبل يومٍ واحد من ذكرى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

وفي التفاصيل، ذكرت بعض الأوساط الصحافية الموريتانية، نقلًا عن شهود عيان، أن الصحافي آبيه حاول يومها تسليم الرئيس ملفاً كان بحوزته، فاعترض طريقَه أحدُ الحراس، الأمر الذي دفع "آبيه" إلى الصراخ متهماً الرئيس وحكومته بالفساد، ومنتقداً الوضع الذي آلت إليه البلاد في ظل حكمه، إذ قال له: "لقد أفسدتم البلد، والرشوة مستشرية"، فردّ عليه ولد عبد العزيز: "طير". ويبدو أن تلك العبارة، كانت بمثابة ضوءٍ أخضر لمرافق الرئيس، حيث أخذ بتلابيب الصحافي، وسلمه إلى الشرطة، التي نقلته بدورها إلى مفوضية لكصر 2.

كما ذكر موقع "البيان الإخباري" الموريتاني، حسب مصدر مقرب من المعتقل، أن الشرطة وبأمر من النيابة أطلقت سراحه بعد أيامٍ عدة، لعدم توافر تهمة موجهة إليه، أو شكوى مقدمة ضده، وكل ما في الأمر أن الحرس الرئاسي سلمه إليهم، مضيفاً: إن من أعاد اعتقاله هو ضابط الحرس الرئاسي نفسه، الذي اعتقله من "وكالة التضامن"، بعد أن وبّخ الشرطة على إطلاق سراحه.

والصحافي آبيه ولد محمد لفظل، هو مدير صحيفة "الليل" الموريتانية والموقع الإلكتروني المستقل "أخبار الوطن". وروى الموقع القصة من زاوية مختلفة، وجاء فيها: "إن الرئيس الموريتاني أجاب بعبارات نابية على أسئلة آبيه، وتساءل الموقع عن طبيعة الأخلاق التي يمثلها أعلى قمة في هرم السلطة. وذكر أن مفوضية الشرطة منعت طاقم الموقع وأفراد عائلة آبيه من رؤيته، أو الاطمئنان عليه". كما أطلق حملةً تُطالب بالإفراج عنه تحت عنوان: "التعبير عن الرأي ليس جريمة".
دلالات
المساهمون