موريتانيا: بيرام ولد عبيدي يهاجم نظام "تكريس العبودية"

26 اغسطس 2014
تراجعت العلاقة بين ولد اعبيدي والمعارضة (فرانس برس/ Getty)
+ الخط -

هاجم المرشح الرئاسي السابق، وزعيم حركة "إيرا" المدافعة عن الأرقاء السابقين في موريتانيا، بيرام ولد اعبيدي، النظام والمعارضة ورجال الدين، واتهمهم بتكريس العبودية والوقوف ضدّ المستعبدين.

وقال في مؤتمر صحافي إن "وزير الشؤون الإسلامية الجديد، أحمد ولد أهل داوود، برر خصي العبيد وإذلالهم، في محاضرة سابقة له، ما يجعل تعيينه في هذا الموقع إعلان حرب من "البيظان" (ويعني العرب والبربر البيض ومن لحق بهم من ذوي البشرة السمراء) على "لحراطين" (ويعني الرق السابقين من ذوي البشرة السمراء) والإنسانية".

ورأى ولد اعبيدي أن النظام السياسي الموريتاني، بكافة أحزابه وهيئاته، مسيطر عليه من قبل شريحة "البيظان" ذات الأغلبية السكانية، ورغم الاختلافات بين الأحزاب والهيئات، فإنها متفقة على تهميش شريحة "لحراطين" وتكريس العبودية، عبر التستر على ممارسات محددة، غالباً ما يتم تبرئة المتورطين فيها. يضاف إلى ذلك أن رجال الدين يُنظّرون للعبودية ويُبررونها في دروسهم وكتبهم، ما يجعل هذا التحالف بين مؤسسات الدولة والأحزاب السياسية ورجال الدين، عائقاً أمام محاولات القضاء على العبودية في موريتانيا.

وتأتي اتهامات ولد اعبيدي هذه، بعد زيارته للولايات المتحدة، حيث حصل على جائزة "صدى أفريقيا" للعام 2014، وهي أعلى وسام تمنحه أميركا للناشطين في مجال مكافحة العبودية. وتشير هذه التصريحات إلى تردي العلاقة بينه وبين نظام الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، بعد مرحلة جيدة، أدت إلى ترشحه في الانتخابات الرئاسية في 21 من يونيو/ تموز الماضي، رغم مقاطعة المعارضة.

وكان الرئيس الموريتاني قد تعهد في خطاب تنصيبه، بمحاربة دعوات التفرقة العنصرية، وتعزيز الوحدة الوطنية، ما اعتبره ولد اعبيدي، في تصريحاته أمس الإثنين، استهدافاً له ولحركته، مبدياً استعداده لـ"مواجهة النظام".

ويكشف هجوم المرشح الرئاسي السابق، أيضاً، طبيعة العلاقة المتردية بينها وبين المعارضة، إذ اتهمها بالتواطؤ مع النظام وشريحة "البيظان"، لاستعباد "لحراطين" وتهميشهم.

ومن الواضح أن ولد اعبيدي، سيركز على الطابع الحقوقي، المدافع عن شريحة "لحراطين" ولن تجرفه السياسة ومصالحها، كما توقع بعض المراقبين، غداة حصوله على المرتبة الثانية في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وقد بدا ذلك واضحاً، في مواصلته لخطابه الراديكالي، ضد النظام والمعارضة، اللذين يعتبرهما تكريساً لسيطرة شريحة "البيظان" على الدولة واستمراراً للعبودية في موريتانيا.

وانتقد عدد من المحللين الموريتانيين ضعف تمثيل "لحراطين" في الحكومة الموريتانية الجديدة، والذي اقتصر على وزير التعليم العالي، سيد ولد سالم.

وفي هذا السياق، قال الكاتب الصحافي محمد الأمين ولد سيد مولود، إن "فرز الوزراء في الحكومات يأتي على أسس قبلية وجهوية واضحة ومعروفة، لكن الطريف، أن الغالبية تسكت على هذا الخلل الذي يضرّ الوطن ويقوّض الدولة".

من جهته، أصدر حزب "التحالف الشعبي التقدمي"، برئاسة مسعود ولد بلخير، وهو زعيم تاريخي لشريحة "لحراطين"، بياناً أكد خلاله أن "البلاد تعيش أزمة متعددة الأبعاد، لأن المؤسسات السياسية القائمة، وهي وليدة انتخابات غير نزيهة، أقصت جزءاً كبيراً من القوى السياسية".

 

دلالات