أكوام من القمامة المحترقة ومخلفات الذبائح تؤرق سكان حي البطوار، شرقي العاصمة الموريتانية نواكشوط. ويتحدث سكان الحي عن معاناتهم من التلوث نتيجة تحول منطقتهم السكنية إلى مكب لنفايات العاصمة، ومخلفات سوق الحيوانات المجاور لهم.
المواطنة ميمونة بين يرك، وهي عجوز من سكان حي البطوار، تشكو لـ"العربي الجديد": "لا أحد يلتفت إلينا، قدمنا إلى هنا منذ عشر سنوات من النعمة، ونعيش في أعرشة، في منازل أقرب إلى الحفر ولم يسأل عنا أحد، وعمال البطوار يلقون بقايا الذبائح قربنا، وفي المساء تهب علينا الروائح النتنة".
أمّا المدرّس محمد ولد فاضل، فيشير إلى أنه يطلب من طلابه الانصراف حين تهب روائح القمامة، ويصف معاناتهم بأنها مزدوجة. ويقول لـ"العربي الجديد": "حرائق مكبات القمامة التي لا تنقطع، تضاف إليها الروائح النتنة المنبعثة من مصنع الجلود الذي يعمل فيه بعض الأجانب، وهناك مخلفات البطوار (سوق الحيوان) وبقايا الذبائح التي تُرمى بالقرب منا".
بدوره، يوضح أحمد ولد لولي، وهو أحد أعيان الحي، لـ"العربي الجديد"، أنهم تقدموا بشكوى للسلطات الموريتانية وأعضاء البرلمان، لكنهم لم يجدوا تجاوبا حتى الآن. ويناشد الرئيس الموريتاني "التدخل شخصياً لإنقاذ سكان الحي من كارثة حقيقية".
كما يؤكد وجود حالات صحية وأمراض نتيجة التلوث في منطقة البطوار، منها أمراض الربو والحكة، مشيراً إلى أن أطباء طلبوا ممن لديهم أمراض مزمنة من سكان الحي أن يغادروه فورا.
ونقلت السلطات الموريتانية سوق الحيوانات إلى خارج العاصمة، غير أن التوسع السكاني وصل إلى منطقة السوق خلال السنوات الماضية. ويزوّد البطوار العاصمة نواكشوط ومقاطعاتها يوميا باللحوم الحمراء.
وأنشأ عمال أفارقة مصنعا تقليديا للجلود، يعتبره السكان السبب في تلوث منطقتهم، نظراً إلى طريقة تجفيف الجلود البدائية، التي تُترك حتى تتعفن فترة من الزمن، مسبّبةً التلوث في المنطقة.
وتقطن حي البطوار مئات الأسر. وتشرف البلدية على "محل كبير للجزارة تذبح فيه الحيوانات وتسلخ، غير أن السكان يتهمون البلدية بأنها تجمع الضرائب دون الاهتمام بالمعايير الصحية في عملية نقل اللحوم، فضلاً عن رمي النفايات بالقرب من السكان".
وتعاني القرى الممتدة على طريق الأمل، القريبة من نواكشوط، من مكبات النفايات التي أنشأتها مجموعة نواكشوط الحضرية، والتي تنقل النفايات إليها يومياً.
وسبق أن تظاهر سكان المنطقة مراراً، داعين إلى إبعاد مكب النفايات عنهم، غير أن السلطات البلدية تعتبر أنّ المكب بعيد عن قراهم، وتعد بإنشاء مصنع لتدوير القمامة يستفيد منه سكان المنطقة.