بدأ موسم الحرائق في لبنان. جاءت البداية هذا العام مبكرة. فكلّ عامٍ، يخسر لبنان عشرات آلاف الأمتار المربعة من أحراجه نتيجة حرائق، لا يُعلن سببها. لا أحد يُحدد ما إذا كانت مفتعلة أو نتجت عن إهمال.
فقد اندلع حريق فجر اليوم الإثنين في وادي شحرور، قضاء بعبدا (جبل لبنان). امتدت الحرائق إلى أحراج بلدة بطشاي وصولاً الى محمية خندق الرهبان. وأوضح رئيس الحركة البيئية اللبنانية بول أبي راشد لـ"العربي الجديد" أن محمية خندق الرهبان خسرت اليوم أكثر من 80% من مساحتها أي حوالى 80 ألف متر مربع من الأشجار وهي "لم تحترق بهذا الشكل حتى في عز الحرب".
وأضاف أبو راشد "أن إخماد الحرائق كانت مهمة صعبة من قبل الدفاع المدني والجيش اللبناني، عدا إهمال بعض بلديات المنطقة إذ تأخروا بمتابعة الحريق". وبحسب أبي راشد، فإنه على "السلطات الفاشلة تمويل البلديات بمعدات الحرائق، وليس بمشاريع خاصة يستفيدون منها لجيوبهم".
وعن أسباب الحريق يقول أبو راشد إنه لا يوجد إرشادات للمواطنين، فهنالك "من يرمي الزجاج بين الأشجار، ومن يرمي أعقاب السجائر، إلى جانب الألعاب النارية وترك زوار الأحراج خلفهم جمراً مشتعلاً".
اقترب الحريق من القصر الرئاسي في بعبدا، ما أجبر المسؤولين على إخلاء أحد مواقف السيارات. كذلك، قررت بعض المدارس إعادة الطلاب إلى منازلهم قبل نهاية اليوم الدراسي.
تتكرر هذه الحرائق بشكل دوري كل سنة، منذ شهر يونيو/حزيران إلى شهر أكتوبر/تشرين الأول، وذلك بحسب دراسة نشرتها وزارة البيئة في لبنان. لكن هذا العام، بدأت الحرائق، شهراً قبل الموعد المحدد.
ويخسر لبنان نتيجتها مساحات إضافيّة من الغطاء الأخضر الذي له أهميّة بيئيّة وسياحيّة واقتصاديّة. وتقول بعض الجهات المعنيّة بالشأن البيئي إن هذا الأمر هو أحد أسباب التحولات المناخية التي يعيشها لبنان، وانخفاض منسوب هطول الأمطار.
وتنقل وزارة البيئة اللبنانيّة عن دراسة للبنك الدولي صدرت عام 2004، أن كلفة التدهور البيئي المتعلّق بالأرض والحياة البريّة تُقدّر بمئة مليون دولار سنوياً أو ما يوازي 0.6 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في لبنان.
وكما تتكرر الحرائق سنوياً، تتكرر المعزوفة الحكوميّة، بأن هناك عمل لشراء معدات خاصة لإطفاء الحرائق، وأبرزها طائرات متخصصة في هذا المجال، لكن شيئاً من هذا الكلام لم يُترجم إلى واقع.
وتراجعت المساحات الخضراء إلى 13 في المئة من مجمل مساحة الأراضي اللبنانية، بحسب موقع وزارة البيئة اللبنانية الإلكتروني. وبحسب الأرقام المنشورة على الموقع فإن لبنان يخسر سنوياً نحو 40 كيلومتراً مربعاً من مساحته الخضراء.