يبدو أن تحسن الأجواء بعد انتهاء الشتاء، أغرى الكثيرين بإمكانية تحقق أحلامهم التي ربطوها ببلاد الشمال فيما وراء المتوسط، فخلال يومين فقط، وقعت خمس حوادث أسفرت عن غرق 54 حلما كانوا يأملون في حياة أفضل في أوروبا.
بينما نقلت رويترز عن المتحدث باسم البحرية الليبية أيوب قاسم أن هناك موجة غير متوقعة من الهجرة غير الشرعية هذه الأيام، وأن السلطات ليس لديها علم بالسبب وراء ما حدث بعد، شهد اليوم الإثنين ثلاث حوادث مختلفة، أسفرت عن وفاة 14 مهاجرا، وإنقاذ ما يزيد على 690 مهاجرا كانوا عرضة للغرق.
آخر هذه الحوادث حتى الآن، هو ما أعلنت عنه السلطات الإيطالية مساء اليوم الإثنين، من أن القطع البحرية الإيطالية انتشلت 14 جثة، وأنقذت نحو 200 شخص، كانوا على متن قارب يحمل مهاجرين غير شرعيين غرق في المياه بين ليبيا وصقلية، ولم يتضح بعد عدد الناجين الآخرين أو الجثث التي قد تكون باقية في المياه حتى الآن، إذ تشير بعض التقارير الإعلامية الإيطالية إلى أن القارب ربما كان يحمل 400 شخص حين غرق على بعد نحو 97 كيلومترا شمال الساحل الليبي.
والحادث الآخر، نقلته الأسوشييتد برس عن مسؤول ليبي أن البحرية الليبية تمكنت من إنقاذ 450 مهاجرا قبالة السواحل الليبية، كانوا على متن زورق في رحلة هجرة غير شرعية لأوروبا، موضحا أن المهاجرين أُنقذوا في وقت مبكر صباح اليوم الإثنين، في المياه الليبية قرب زوارة (على بعد 110 كيلومترات غرب طرابلس)، وأضاف أن معظم المهاجرين من إريتريا وسورية وبعضهم من الأراضي الفلسطينية، وأن نساء وأطفالا كانوا بين المهاجرين السوريين.
والحادثة الثالثة لهذا اليوم، ما أعلنته السلطات اليونانية من أنها أنقذت 40 مهاجرا كانوا يحاولون دخول البلاد بطريقة غير شرعية عبر إحدى جزر بحر إيجه في الشرق، وأن المهاجرين سافروا عبر زورق من تركيا المجاورة، واعتقلتهم قوات خفر السواحل صباح اليوم الإثنين قبالة جزيرة ليسفوس، بعد أن استدعى أحدهم سلطات الطوارئ عبر مكالمة هاتفية، وفقا لوزارة البحرية التجارية اليونانية، وأضافت الوزارة أن جميع المهاجرين في حالة صحية جيدة، لكنها لم تدل بأي تفاصيل حول جنسيتهم.
تأتي هذه الحوادث بعد أقل من يوم واحد على حادث غرق 40 شخصا على الأقل في محاولة هجرة غير شرعية من السواحل الليبية، أمس الأحد.
والتي تبعتها حادثة أخرى مساء أمس الأحد، حيث قال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع
التونسية، العميد توفيق الرحموني إن "المصطبة البترولية العائمة" في صفاقس، رصدت ليلة أمس الأحد، زورقاً مطاطياً عائماً، وتمكنت من انتشال 40 مهاجراً كانوا على متنه، في حين رفض البقية الصعود، وواصلوا إبحارهم نحو السواحل الإيطالية.
ولاحقت قوات من خفر السواحل التونسي الزورق المطاطي، وتمكنت من القبض على البقية وعددهم 39 مهاجراً إفريقياً غير شرعي.
وأفاد الرحموني، في تصريحات لوكالة الأنباء التونسية، أن كامل المجموعة سلّمت للحرس الوطني.
وأفادت أنباء، بأن المهاجرين كانوا قادمين من ليبيا، وجرى تجميعهم في القاعدة البحرية للجيش الوطني، لإتمام الإجراءات القانونية في انتظار تسليمهم إلى المفوضية العليا لشؤون اللاجئين في تونس التابعة للأمم المتحدة.
وتدفق ما يزيد على أربعة آلاف مهاجر على السواحل الإيطالية الأسبوع الماضي وحده، إذ تكتظ معظم القوارب التي تنطلق من السواحل الليبية -التي تعتبر نقطة عبور نحو شمال المتوسط- بمهاجرين يسعون للفرار من حروب أو ظروف معيشية بالغة الصعوبة في بلدانهم.
وشهدت سواحل اليونان مصرع اثنين وعشرين شخصا -معظمهم من الصومال وسورية- عندما انقلب قاربان في الخامس من مايو/أيار الجاري قرب سواحل اليونان، فيما تتكرر حوادث مشابهة على مدار العام.