الحرب في سورية هجّرت الكثير من أبنائها. من بينهم الطفل موسى السعدي ووالداه الذين غادروا حمص حيث دمرت القذائف بيتهم. بعد نزوحهم إلى منطقة تعمير عين الحلوة في صيدا، جنوب لبنان، بعامين ماتت والدته.
السعدي في العاشرة من عمره. بسبب نزوح العائلة، ترك المدرسة وهو في الصف الثالث الأساسي ولم يعد إليها. بدلاً منها بات يعمل ماسحاً لزجاج السيارات في شوارع صيدا.
في العمل اليومي يحمل مساحة صغيرة وزجاجة مياه بالصابون، يرشها على الزجاج ويبدأ في المسح. مكانه المعتاد عند الطريق الشرقي الرئيسي في المدينة. يرصد الإشارة الضوئية، وحين يضيء أحمرها يقترب من السيارات، ويعرض خدماته على السائقين لقاء أجر. منهم من يصده ومنهم من يرأف بحال طفولته فيوافق على مسح زجاج سيارته. يتسخ الزجاج أكثر غالباً بعد تنظيف السعدي المفترض له. وعند الانتهاء يقدم له السائق مبلغاً بسيطاً جداً سقفه ألف ليرة لبنانية (0.67 دولار أميركي). يفرح الطفل به ويحرص على إدخاله في جيبه، كي لا يضيع أيّ مبلغ منه مهما كان ضئيلاً.
يعدو سريعاً من رصيف إلى آخر بين السيارات. هاجسه الأكبر قوى الأمن الداخلي، أي الدرك، الذين يمنعونه من الوقوف هناك ويلاحقونه بهدف طرده، كما يلاحقون بائعي العلكة والمياه وغيرهم من البائعين الصغار في المكان. يعتبره الدرك متسولاً. لكنّهم في الوقت عينه لا يأخذون الأطفال إلى مؤسسة رعاية، بل يطردونهم فقط.
والد السعدي لا يتمكن من توفير أيّ حياة كريمة له كما يخبره. يعلق الطفل: "أرغب في أن أكون في المدرسة كرفاقي الذين يذهبون إليها، لكني لا أستطيع ذلك، لأنّنا لا نملك المال. والدي لا يستطيع العمل ليؤمنه لي، فهو مصاب بداء السكري، وليس لدي أخوة ولا أم. يجب أن أعمل حتى أؤمن إيجار الغرفة التي نسكن فيها أنا وأبي، إيجارها 100 ألف ليرة كاملة (67 دولاراً). وكذلك أتمكن من خلال العمل من تأمين طعامنا البسيط ودواء أبي".
يتابع: "والدي هو الذي يعد لي الطعام. أخرج من الصباح الباكر من البيت حتى حلول المغرب. أعمل طوال النهار لأتمكن من تحصيل خمسة عشر ألف ليرة (10 دولارات) تقريباً". يغوص أكثر في أوضاعهما المعيشية: "القنابل التي سقطت على بيتنا حرمتنا مسكننا، فبتنا بلا مسكن أو وطن. بل حرمت من مدرستي ومن أمي أيضاً. أرغب في الدراسة مثل كلّ الأطفال في سني، ولا أتمنى إلا أن تنتهي الحرب في سورية، وأعود إلى حمص، حيث سأتمكن من الالتحاق بالمدرسة مجدداً".
اقــرأ أيضاً
السعدي في العاشرة من عمره. بسبب نزوح العائلة، ترك المدرسة وهو في الصف الثالث الأساسي ولم يعد إليها. بدلاً منها بات يعمل ماسحاً لزجاج السيارات في شوارع صيدا.
في العمل اليومي يحمل مساحة صغيرة وزجاجة مياه بالصابون، يرشها على الزجاج ويبدأ في المسح. مكانه المعتاد عند الطريق الشرقي الرئيسي في المدينة. يرصد الإشارة الضوئية، وحين يضيء أحمرها يقترب من السيارات، ويعرض خدماته على السائقين لقاء أجر. منهم من يصده ومنهم من يرأف بحال طفولته فيوافق على مسح زجاج سيارته. يتسخ الزجاج أكثر غالباً بعد تنظيف السعدي المفترض له. وعند الانتهاء يقدم له السائق مبلغاً بسيطاً جداً سقفه ألف ليرة لبنانية (0.67 دولار أميركي). يفرح الطفل به ويحرص على إدخاله في جيبه، كي لا يضيع أيّ مبلغ منه مهما كان ضئيلاً.
يعدو سريعاً من رصيف إلى آخر بين السيارات. هاجسه الأكبر قوى الأمن الداخلي، أي الدرك، الذين يمنعونه من الوقوف هناك ويلاحقونه بهدف طرده، كما يلاحقون بائعي العلكة والمياه وغيرهم من البائعين الصغار في المكان. يعتبره الدرك متسولاً. لكنّهم في الوقت عينه لا يأخذون الأطفال إلى مؤسسة رعاية، بل يطردونهم فقط.
والد السعدي لا يتمكن من توفير أيّ حياة كريمة له كما يخبره. يعلق الطفل: "أرغب في أن أكون في المدرسة كرفاقي الذين يذهبون إليها، لكني لا أستطيع ذلك، لأنّنا لا نملك المال. والدي لا يستطيع العمل ليؤمنه لي، فهو مصاب بداء السكري، وليس لدي أخوة ولا أم. يجب أن أعمل حتى أؤمن إيجار الغرفة التي نسكن فيها أنا وأبي، إيجارها 100 ألف ليرة كاملة (67 دولاراً). وكذلك أتمكن من خلال العمل من تأمين طعامنا البسيط ودواء أبي".
يتابع: "والدي هو الذي يعد لي الطعام. أخرج من الصباح الباكر من البيت حتى حلول المغرب. أعمل طوال النهار لأتمكن من تحصيل خمسة عشر ألف ليرة (10 دولارات) تقريباً". يغوص أكثر في أوضاعهما المعيشية: "القنابل التي سقطت على بيتنا حرمتنا مسكننا، فبتنا بلا مسكن أو وطن. بل حرمت من مدرستي ومن أمي أيضاً. أرغب في الدراسة مثل كلّ الأطفال في سني، ولا أتمنى إلا أن تنتهي الحرب في سورية، وأعود إلى حمص، حيث سأتمكن من الالتحاق بالمدرسة مجدداً".