أعلن نادي الزمالك الانسحاب من بطولة الدوري المصري لكرة القدم للمرة الثانية هذا الموسم قبل تراجعه بعد ساعات، والغريب أنه في الوقت الذي يعلن فيه مرتضى منصور، رئيس النادي، الانسحاب، وغالبا ما يكون ذلك بسبب التحكيم، يكون الفريق في معسكره يستعد دون أن تخطره الإدارة بأي قرار ويتابع - أي الفريق - الموقف عبر وسائل الإعلام.
وأثناء مباراة الأهلي، متصدّر بطولة الدوري برصيد 68 نقطة، أمام المقاولون العرب في المرحلة الثلاثين من المسابقة، فاجأ الزمالك جماهير اللعبة بتصريحات من مرتضى منصور يعلن فيها الانسحاب من المسابقة بسبب طرد الحكم طارق سامي للاعبين من المقاولون اعترضا عليه بطريقة غير لائقة بعد هدف الأهلي الأول الذي سجله الغابوني ماليك إيفونا، ونشر الموقع الرسمي القرار مع بيان رسمي من الإدارة.
وصدر البيان أثناء وجود الفريق في معسكر ليلة مباراة إنبي، وفي اليوم التالي عقد مرتضى منصور مؤتمرا صحافيا أعلن فيه التراجع عن قرار الانسحاب، كما هي العادة.
وكان نادي الزمالك، وبالتحديد مرتضى منصور، تراجع عن قرار بالانسحاب من البطولة هذا الموسم أيضا على خلفية الخسارة 2-3 أمام طلائع الجيش في المباراة التي أقيمت بينهما في إطار المرحلة التاسعة للمسابقة.
"زمالك مرتضى".. ملك الانسحابات
الزمالك مع مرتضى منصور هو ملك الانسحابات - سواء كان عضوا في مجلس الإدارة أو نائبا لرئيس النادي أو رئيسا للنادي، فقد انسحب الزمالك أمام الأهلي عام 1996 قبل نهاية المباراة بحوالي خمس دقائق بدعوى تسلل حسام حسن، لاعب الأهلي في ذلك الوقت، في الهدف الثاني الذي أحرزه في مرمى الأبيض واحتسبه الحكم المصري قدري عبد العظيم.
وفي عام 1999، انسحب الزمالك أمام الأهلي أيضا بعد مرور خمس دقائق من بداية القمة اعتراضا على طرد لاعبه في ذلك الوقت أيمن عبد العزيز من قبل الحكم الفرنسي مارك باتا بعد اعتدائه بالضرب على إبراهيم حسن، لاعب الأهلي في ذلك الوقت.
وفي عام 2012، اتخذ الزمالك قرارا مشتركا مع الإسماعيلي بالانسحاب من مباراتهما معا بعد شوط واحد فقط بعد أن وصلت للفريقين بين الشوطين أنباء مذبحة مباراة الأهلي والمصري في بورسعيد.
حكايات الانسحاب الأهلاوية
وليس الزمالك وحده هو الذي أعلن الانسحاب أكثر من مرة من المسابقات المحلية، وإنما للأهلي أيضا حكايات مع الانسحاب والتهديد به لتنفيذ مطالبه، ففي إبريل/نيسان 2013، لعب لآخر مرة على استاد برج العرب بالإسكندرية عندما التقى مع فريق توسكر الكيني في إياب دور الـ32 من دوري أبطال أفريقيا في أول مباراة يحضرها أولتراس أهلاوي منذ أحداث مذبحة استاد بورسعيد الدامية.
وبعد حوالي 827 يوما، عاد النادي ليلتقي الزمالك في القمة 110 ويفوز بهدفين نظيفين على الملعب نفسه بعد تدخل المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء في ذلك الوقت، الذي استجاب لطلب الأحمر بعدم اللعب على استاد الجونة بسبب ارتفاع حرارة الجو وسوء أرضية الملعب مهددا بالانسحاب من بطولة الدوري الممتاز بالرغم من أن الأهلي لم يضع استاد برج العرب ضمن اختياراته للبديل في بيانه الرسمي الذي نص على ترشيح ملاعب السويس وبتر وسبورت وشرم الشيخ!
وتكرر الأمر نفسه في القمة 111، وبالرغم من تمسك الزمالك باللعب في القاهرة أو حتى السويس إلا أنه تمت الاستجابة لطلب الأهلي باللعب في استاد برج العرب وفاز بهدفين لماليك إيفونا وعمرو جمال.
وفي موسم 1954/ 1955، شهد لقاء الأحمر مع الترام أحداث شغب، وكان الأهلي فائزا 3/2 وقرر اتحاد الكرة إلغاء المباراة وإعادتها في طنطا، وهو ما رفضه الأهلي، فقرر اتحاد الكرة اعتباره مهزوما إذا لم يحضر، فرد الأهلي بسحب عضويته من الاتحاد وتسريح اللاعبين، وهنا تدخل المشير عبد الحكيم عامر وتم إلغاء المسابقة واعتماد فوز الأهلي وبالتالي فوزه باللقب.
وفي موسم 1982/ 1983، رفض الأهلي خوض مباراته مع الترسانة، وبالرغم من ذهاب الشواكيش إلى ملعب اللقاء وعدم حضور لاعبي القلعة الحمراء، إلا أنه تمت إعادتها ليفوز الأهلي بهدفين نظيفين.
وفي موسم 1996/ 1997، انسحب الأهلي احتجاجاً على قرارات مضادة لاتحاد الكرة، فسارع كمال الجنزوري، الذي كان يشغل منصب رئيس الوزراء ورئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة وقتها، وأقنع الأهلي باستكمال البطولة لما له من دور كبير على الساحة المصرية.