يعاني معظم العاملين، في مختلف القطاعات، من الضغط النفسي والاكتئاب والقلق في بريطانيا. ومع ذلك، فإنّ ما يصل إلى ثلثي المدراء والرؤساء التنفيذيين، يعتقدون أنّ ذلك غير كاف لحصول الموظف على إجازة لاستجماع طاقته، بحسب دراسة صادرة عن شركة "أكسا" للتأمين.
وتشير الدراسة إلى أنّ غالبية المدراء يبدون اهتماماً حول معرفة كيفية انعكاس الجهد الذهني والمرض النفسي على أسلوب إدارتهم، ومدى أثر ذلك على قدرة العاملين على تأدية عملهم، فيما يظهرون عدم مبالاتهم بمعاناة الموظفين النفسية. ويعبرون عن قلقهم حيال غياب الموظفين وكيفية إنجاز أعمال الموظف الغائب.
من جهتهم، يبدي نحو ثلث العاملين فقط عن استعدادهم للتبليغ عن معاناتهم من الاكتئاب أو الضغط النفسي أو القلق للمدراء، في حال الإحساس بتلك العوارض، فيما تفضل النسبة الباقية عدم التبليغ، لدوافع عديدة منها الخوف.
ويعبّر كثير من الموظفين عن مثل هذا الخوف. يقول بسام لـ"العربي الجديد": "لا أصرّح بخصوص مشاكلي حتى لو أصبت بانهيار عصبي، لأنّ المدراء لن يتفّهموا حجم المعاناة. وإن لم يروا الدم والمرض الجسدي فلن يكترثوا". وتقول موظفة أخرى إنّها لن تصرّح بذلك كي لا توصف بالضعف، أو يستخدم الموقف ضدها.
في المقابل، يقول بيتر هيوز، وهو مدير في شركة عقارات، لـ "العربي الجديد"، إنّ تفهّم المدير للموظف "يعتمد على أداء الموظف ونسبة غيابه، ولا يمكن التعميم بهذا الخصوص".
وبالعودة إلى الدراسة، فإنّها تشير إلى أنّ 46 بالمائة من العاملين يعتقدون أنّ أصحاب العمل يتجاهلون المعاناة النفسية أو الذهنية للعامل، ولا يولونها اهتماماً كافياً، فيما تشير نصف عينة الموظفين المستطلعين إلى أنّ استجابة المدراء لتلك المشاكل تحسنت في الأعوام الـ15 الأخيرة.
من جهته، يلفت مدير علم النفس السريري في شركة "أكسا"، مارك وينوود، ، إلى أنّه في ظلّ وجود واحد من أصل ستّة من السكّان يعاني من أمراض ذهنية، قد تلعب الشركات دوراً هاماً في مساعدة أولئك وتحسين الأداء الوظيفي. ويتابع أنّ الافتقار إلى وعي المشكلة وفهم وضع الموظف يولّد نوعاً من الخوف لديه. ويدعو إلى ضرورة نشر المزيد من الوعي وتفهّم حجم المشاكل الذهنية والنفسية التي يتعرّض لها الموظفون في الشركات.
ويضيف أنّ باستطاعة أصحاب العمل البدء بتغييرات بسيطة لكن هامّة. ومنها الترويج لثقافة الصراحة بخصوص المشاكل النفسية والذهنية والنقاش بشأنها بحريّة ومن دون خوف.