حرّكت دموع الفنانة الجزائرية بهية راشدي، خلال مشاركتها في أيّام قرطاج السينمائي بتونس وزيري الثقافة الجزائري والتونسي معًا؛ بسبب ما اعتبرته "إهانة" الوفد الجزائري، فاتصل الوزير الجزائري بنظيره التونسي، وقدّم الثاني اعتذارًا رسميًا للفنانة والوفد الجزائري المشارك معها، بل وزاد على ذلك أنه رافقها إلى المطار لتوديعها.
الفيديو الذي ظهرت فيه الفنانة راشدي، وهي تذرف الدموع وتشتكي من سوء التنظيم وعدم إدراج الأفلام الجزائرية في المسابقة الرسمية للتظاهرة، اختتامًا بتخصيص كراسي بلاستيكية للوفد الجزائري في الصفوف الأخيرة بالقاعة، عرف تداولًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وإن تباينت ردود الأفعال حول الحادثة، بين من يرى أن الفنانين الجزائريين لم يقدّموا شيئًا ذا بال، وبين من دافعوا عن الفنانة وأثنوا على مسارها الفني في السينما والتلفزيون.
ما حدث في أيام قرطاج السنيمائية، يحدث في كثير من التظاهرات الثقافية والفنية، فأنا أذكر أن المخرج الجزائري لخضر حامينا صاحب "السعفة الذهبية"، لم يجد كرسيًا في تظاهرة سينمائية أقيمت في بلاده، وليس في تظاهرة أجنبية، ومع ذلك تنازل أحدهم عن مكانه للمخرج في يوم الاختتام. وكان هذا بسبب تطفل بعض الحاضرين على الكراسي الأمامية في القاعة.
أما عن مستوى الإنتاج الجزائري وجودته، فهو عبء لا يتحمّله الفنان وحده، وهو فعلًا يستدعي تدخل وزيري الثقافة التونسي والجزائري بأسرع ممّا تدخّلا فيه في قضية الفنانة راشدي.
من المهم أيضًا، ألا يخلط الفنان بين التظاهرة وما تعرضه من أفلام وبين موظفي الاستقبال، صحيح أن الفنان له كبرياؤه ومكانته ويجب أن يُحترم مهما كان مستواه الفني، ولكن من المجحف أن يعيد الفنان ارتجالية المنظمين الذين ربّما لا يفقهون شيئًا عن الفن والسينما إلى فشل التظاهرة، بل ويجعل من الحادثة قضية شرف وكرامة وطنيين، وأن إهانة الفنان الجزائري هو إهانة للدولة الجزائرية.