لم يكن الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي ـ إن، الذي خلف الرئيسة المعتقلة بتهمة الفساد، بارك جون ـ هيي، العام الماضي، يحلم بأنه سيقود بلاده في أكثر المراحل دقة في تاريخ كوريا الجنوبية وشبه الجزيرة الكورية. ليس غريباً أن الرئيس الحالي لكوريا، متحدّر من أصول كورية شمالية، وتحديداً المدينة الثالثة في الشمال: هونغنام. فأهله هجروا المدينة إلى بوسان الكورية الجنوبية، أثناء الحرب الكورية (1950 ـ 1953). ارتاد مدرسة كيونغنام، ثم جامعة كيونغ هي، متخرجاً بشهادة في القانون.
لمون تاريخ نضالي، فقد اعتُقل ونُفي بسبب مشاركته في الاحتجاجات على تعديل يوشين الدستوري، الذي سمح للرئيس بارك سونغ ـ هي بتجاوز الدستور والترشح لولاية رئاسية ثالثة بين عامي 1972 و1979. لاحقاً انتسب إلى القوات الكورية الجنوبية الخاصة، مشاركاً في "عملية بول بونيان" المشتركة بين الأميركيين والكوريين، والتي قطعت شجرة في استعراض للقوة في كوريا الشمالية، وذلك رداً على اغتيال الشمال جنديين أميركيين.
إثر ذلك عاد مون إلى العمل القانوني، منتسباً إلى معهد الأبحاث والتدريب القضائي، وعلى الرغم من حلوله ثانياً في الاختبار النهائي، إلا أنه لم يُقبل كقاضٍ رسمي في البلاد لدوره في مناهضة تعديل يوشين. وبعد أن أصبح محامياً، عمل مع الرئيس المستقبلي لكوريا الجنوبية روه مو ـ هيون (2003 ـ 2008)، معتنقاً قضايا حقوق الإنسان والحقوق المدنية، مدافعاً عن عشرات النشطاء والطلاب الذين ناهضوا الحكم العسكري الديكتاتوري في كوريا الجنوبية (1979 ـ 1987)، وكان عضواً في منظمة "مينبيون" العاملة من أجل ديمقراطية المجتمع، ومديراً لمكتب حقوق الإنسان في بوسان. كما أسس صحيفة "هانكورياه" في عام 1988.
اقــرأ أيضاً
ظلّ مون موالياً لروه، وأصبح مدير حملته الانتخابية، ثم السكرتير الرئاسي، وعمل كمبعوث رئاسي في مختلف القضايا الحقوقية والإنسانية، وشارك في الإعداد للقمة التاريخية الثانية بين كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية عام 2007. بعدها سطع نجمه سياسياً، وواجه الرئيسة السابقة بارك عام 2012، مدعوماً من الأجيال الشابة. وفي عام 2015، بات رئيساً لحزب "تحالف السياسات الجديدة من أجل الديمقراطية" (أن بي أي دي). وبعد صدامات داخلية، أعاد تسمية الحزب بـ"الحزب الديمقراطي الجديد". وفي عام 2017، شارك في الانتخابات الرئاسية الكورية الجنوبية، متنافساً مع 15 مرشحاً فنال 41.1 في المائة من الأصوات ليصبح الرئيس الـ17 للبلاد.
بدأ مون عهده بسلسلة إصلاحات، فأوجد آلاف الوظائف، ودعم الشركات المتوسطة، واضعاً نصب عينيه تأمين 810 آلاف وظيفة في مختلف القطاعات. كما عمل على نقل المقرّ الرئاسي من البيت الأزرق إلى مبنى حكومي في وسط سيول. ومع اعتماده سياسة الانفتاح على الشمال، أكد أنه "سيزور الشمال في أول زيارة رسمية له"، وذلك قبل أن تتقدّم العلاقات بين البلدين، مانحاً الفرصة لإعادة افتتاح الأعمال في منطقة كايسونغ الكورية الشمالية، والتي تستثمر فيها العشرات من شركات كوريا الجنوبية مصانع هناك بمشاركة يد عاملة كورية شمالية.
أما عن علاقته مع الأميركيين، فقال "أنا مناصر للأميركيين، لكن على كوريا الجنوبية اعتماد سياسة تستطيع أن تقول فيها (لا) للأميركيين"، مشدداً على "ضرورة أن تأخذ سيول دور القيادة في مسألة وحدة شبه الجزيرة الكورية"، من دون التخلي عن الأميركيين "الذين ساعدونا كي لا نقع في سياق التأثير الشيوعي من جهة، وفي نمو اقتصادنا من جهة أخرى". لم ينسَ مون مسألة حقوق الحيوان، فكان أول رئيس كوري جنوبي يتبنّى كلباً لتربيته في المقرّ الرئاسي، في رسالة رافضة لأكل لحم الكلاب. الأهم هو أن صانع الوحدة الكورية، شماليّ الأصول أيضاً.
إثر ذلك عاد مون إلى العمل القانوني، منتسباً إلى معهد الأبحاث والتدريب القضائي، وعلى الرغم من حلوله ثانياً في الاختبار النهائي، إلا أنه لم يُقبل كقاضٍ رسمي في البلاد لدوره في مناهضة تعديل يوشين. وبعد أن أصبح محامياً، عمل مع الرئيس المستقبلي لكوريا الجنوبية روه مو ـ هيون (2003 ـ 2008)، معتنقاً قضايا حقوق الإنسان والحقوق المدنية، مدافعاً عن عشرات النشطاء والطلاب الذين ناهضوا الحكم العسكري الديكتاتوري في كوريا الجنوبية (1979 ـ 1987)، وكان عضواً في منظمة "مينبيون" العاملة من أجل ديمقراطية المجتمع، ومديراً لمكتب حقوق الإنسان في بوسان. كما أسس صحيفة "هانكورياه" في عام 1988.
ظلّ مون موالياً لروه، وأصبح مدير حملته الانتخابية، ثم السكرتير الرئاسي، وعمل كمبعوث رئاسي في مختلف القضايا الحقوقية والإنسانية، وشارك في الإعداد للقمة التاريخية الثانية بين كوريا الجنوبية وكوريا الشمالية عام 2007. بعدها سطع نجمه سياسياً، وواجه الرئيسة السابقة بارك عام 2012، مدعوماً من الأجيال الشابة. وفي عام 2015، بات رئيساً لحزب "تحالف السياسات الجديدة من أجل الديمقراطية" (أن بي أي دي). وبعد صدامات داخلية، أعاد تسمية الحزب بـ"الحزب الديمقراطي الجديد". وفي عام 2017، شارك في الانتخابات الرئاسية الكورية الجنوبية، متنافساً مع 15 مرشحاً فنال 41.1 في المائة من الأصوات ليصبح الرئيس الـ17 للبلاد.
بدأ مون عهده بسلسلة إصلاحات، فأوجد آلاف الوظائف، ودعم الشركات المتوسطة، واضعاً نصب عينيه تأمين 810 آلاف وظيفة في مختلف القطاعات. كما عمل على نقل المقرّ الرئاسي من البيت الأزرق إلى مبنى حكومي في وسط سيول. ومع اعتماده سياسة الانفتاح على الشمال، أكد أنه "سيزور الشمال في أول زيارة رسمية له"، وذلك قبل أن تتقدّم العلاقات بين البلدين، مانحاً الفرصة لإعادة افتتاح الأعمال في منطقة كايسونغ الكورية الشمالية، والتي تستثمر فيها العشرات من شركات كوريا الجنوبية مصانع هناك بمشاركة يد عاملة كورية شمالية.