تعقد "مجموعة الدعم الدولية" الخاصة بالملف السوري، اليوم الخميس، في مدينة ميونيخ الألمانية، على هامش مؤتمر الأمن الدولي، اجتماعها حول سورية على وقع ضغط أميركي يتولاه وزير الخارجية جون كيري لوقف إطلاق النار وفق التفسير الروسي للمصطلح. وقف للنار سبق أن اعتبرت المعارضة السورية أنه لا يعني سوى إجهاض الثورة السورية إن حصل قبل إطاحة رئيس النظام بشار الأسد، بما أنه يعني تثبيت المعادلات الميدانية التي حققها تحالف النظام ــ روسيا ــ إيران ــ حزب الله ــ المليشيات العراقية. كل ذلك مع استمرار تهميش القرار الدولي 2254 الذي ينص في بنديه 12 و13 على أولوية وقف استهداف المدنيين من قبل قوات النظام وروسيا وفك الحصار عن المناطق المحاصرة وإدخال فوري للمساعدات إلى المدنيين الذي يموتون جوعاً ومرضاً.
ضغط كيري في هذا السياق يفسّر التصريحات العديدة التي خرجت يوم أمس استعداداً لاجتماع ألمانيا اليوم، ليظهر مجدداً أن النظرة الروسية ــ الأميركية حيال ما تسميه واشنطن وموسكو "الحل"، متشابه إلى حد بعيد، وهو ما كشفه البيان الروسي الذي أوجز مضمون المكالمة الهاتفية بين كيري ونظيره سيرغي لافروف أمس الأربعاء. وجاء في بيان الوزارة أن لافروف وكيري "اتفقا على ضرورة التوصل إلى وقف لإطلاق النار وضمان الوصول الإنساني للمناطق المحاصرة في سورية". ونقل البيان عن الوزيرين أن "أحكام القرار الدولي 2254 حول صيغة المفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة، لا تسمح بطرح أي شروط مسبقة"، في إشارة إلى تشديد المعارضة على ضرورة فك الحصار عن المدنيين ووقف قتلهم من قبل روسيا والنظام السوري قبل أي مفاوضات.
أما أحاديث كيري عن "الخطة ب" في حال فشل محادثات جنيف، فظلت غامضة بلا أي إفصاح عن بنودها، سوى أن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أعاد التلويح بها أمس من المغرب، عندما قال إن "الخطة ب موجودة في حال فشل العملية السياسية في سورية ولا أستطيع التحدث عن هذه الخطة". وشدد على أن اجتماع ميونيخ "سيسعى لإعادة إحياء المباحثات السورية وفق مبادئ اجتماع جنيف -1، أي انتقال السلطة ولا مكان للأسد"، وهو ما تعتبره واشنطن وموسكو بمثابة شروط مسبقة مرفوضة. وارتأى الجبير تكرار استعداد بلاده لإرسال قوات خاصة إلى سورية "إذا قرر التحالف الدولي نشر قوات برية لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية"، في ثاني إشارة من جانب الجبير منذ التقى نظيره كيري في واشنطن يوم الاثنين الماضي. وأضاف الجبير من الرباط أن المملكة "ستبحث التفاصيل مع خبراء من الدول المعنية لتحديد طبيعة المشاركة".
اقرأ أيضاً سورية: دير الزور بين الجوع والفساد وحملات الاعتقال
والمسؤولية الأميركية عن جزء من الكارثة السورية لم يعد عبارة عن تحليلات، وقد انضم وزير الخارجية الفرنسية المستقيل لوران فابيوس إلى قافلة متهِمي واشنطن، إذ شكك، في خطاب استقالته أمس، في مدى التزام الولايات المتحدة بحل الأزمة السورية وقال إن "سياستها الغامضة تساهم في المشكلة". والغموض الذي يتحدث عنه فابيوس زاد منسوبه مع نقل وكالة "رويترز" عن مسؤول في الإدارة الأميركية قوله إن "واشنطن ملتزمة بالتوصل لوقف لإطلاق النار في سورية، لكن ينبغي دراسة خيارات إذا فشلت الدبلوماسية"، وهو ما يصب مجدداً في خانة "الخطة ب" التي يتحدث عنها الجبير وكيري، والتي يرى البعض أنها تختصر بتدخل بري يبدأ بعنوان محاربة "داعش"، ويصبّ في خانة تحجيم النفوذ الروسي ــ الإيراني الذي حال حتى الآن دون سقوط نظام الأسد.
من هنا، لا يتوقع كثيرون خروج المؤتمر بأي جديد مقارنة بالفشل في جنيف، وسط ما يشبه الاتفاق الروسي الأميركي على حساب الثورة السورية. واقع ربما يدركه جيداً المتحدثون باسم المعارضة، وهو ما يستشف من كلام منسق الهيئة العليا للمفاوضات، رياض حجاب، الذي بدا، من لندن، أمس الأربعاء، متفائلاً إزاء استرداد فصائل المعارضة المناطق التي خسرتها أخيراً في الشمال والجنوب السوريين، وذلك بعد أقل من 24 ساعة من لقاء عقده مع فصائل من الجيش الحر في أنقرة، بهدف "توحيد عمل الفصائل المسلحة". وأعاد حجاب التذكير بأن "استمرار العمليات الإيرانية والروسية في سورية عائق أساسي في طريق المفاوضات"، متعهداً بأن تستمر المعارك "حتى إعادة التوازن على الأرض". وتابع حجاب قائلاً: "ستسمعون وترون انتصارات يقدمها الجيش الحر، تدحر القوات والمليشيات الأجنبية والمرتزقة"، معرباً عن ثقته بأن "النظام لن يتمكن من السيطرة على حلب". وعن الجولة الثانية المقررة لمحادثات جنيف في 25 فبراير/شباط الحالي، حدد حجاب موقف المعارضة الذي يفيد بضرورة أن تتخذ إجراءات قبل الدخول في العملية التفاوضية، "تجنبًا لما حدث في الجولة الأولى، من خلال تهرب النظام وداعميه من استحقاقات العملية السياسية، وبالتالي إفشالها بعمليات القصف". وما لم يقله حجاب توقف عنده المتحدث باسم الوفد السوري المعارض، سالم المسلط، الذي جزم بأنه "إذا حصلت المعارضة على صواريخ مضادة للطائرات، فسيحل ذلك مشكلة سورية". وأضاف المسلط أن الصواريخ أرض - جو ستساهم في مواجهة الطائرات التي تهاجم المدنيين بما فيها الروسية. وتابع قوله إن المعارضة تضمن أن تظل هذه الأسلحة "لدى المعارضة المعتدلة تحت بصر أصدقائها، سواء كانوا الأوروبيين منهم أو الأميركيين وألا تقع في أيدي أي جهات أخرى".
في هذا الوقت، كانت روسيا تعيد إحياء محاولاتها لاختراق الوفد السوري المفاوض من خلال شخصيات مما بات يعرف بـ"جماعة موسكو". والتقى نائب وزير الخارجية الروسية، ميخائيل بوغدانوف، مع زعيم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي صالح مسلم، في العاصمة الفرنسية باريس، أمس الأربعاء، بموازاة تأكيد المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن "تجاهل الأكراد في تسوية الأزمة السورية هو طريق مسدود، وموسكو ترفض استثناء حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي من محادثات جنيف". وأشارت زاخاروفا إلى أن "موسكو كانت تدعو دائماً إلى ضرورة إشراك كافة القوى غير الإرهابية على الأرض في العملية السياسية".
أما أحاديث كيري عن "الخطة ب" في حال فشل محادثات جنيف، فظلت غامضة بلا أي إفصاح عن بنودها، سوى أن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أعاد التلويح بها أمس من المغرب، عندما قال إن "الخطة ب موجودة في حال فشل العملية السياسية في سورية ولا أستطيع التحدث عن هذه الخطة". وشدد على أن اجتماع ميونيخ "سيسعى لإعادة إحياء المباحثات السورية وفق مبادئ اجتماع جنيف -1، أي انتقال السلطة ولا مكان للأسد"، وهو ما تعتبره واشنطن وموسكو بمثابة شروط مسبقة مرفوضة. وارتأى الجبير تكرار استعداد بلاده لإرسال قوات خاصة إلى سورية "إذا قرر التحالف الدولي نشر قوات برية لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية"، في ثاني إشارة من جانب الجبير منذ التقى نظيره كيري في واشنطن يوم الاثنين الماضي. وأضاف الجبير من الرباط أن المملكة "ستبحث التفاصيل مع خبراء من الدول المعنية لتحديد طبيعة المشاركة".
اقرأ أيضاً سورية: دير الزور بين الجوع والفساد وحملات الاعتقال
والمسؤولية الأميركية عن جزء من الكارثة السورية لم يعد عبارة عن تحليلات، وقد انضم وزير الخارجية الفرنسية المستقيل لوران فابيوس إلى قافلة متهِمي واشنطن، إذ شكك، في خطاب استقالته أمس، في مدى التزام الولايات المتحدة بحل الأزمة السورية وقال إن "سياستها الغامضة تساهم في المشكلة". والغموض الذي يتحدث عنه فابيوس زاد منسوبه مع نقل وكالة "رويترز" عن مسؤول في الإدارة الأميركية قوله إن "واشنطن ملتزمة بالتوصل لوقف لإطلاق النار في سورية، لكن ينبغي دراسة خيارات إذا فشلت الدبلوماسية"، وهو ما يصب مجدداً في خانة "الخطة ب" التي يتحدث عنها الجبير وكيري، والتي يرى البعض أنها تختصر بتدخل بري يبدأ بعنوان محاربة "داعش"، ويصبّ في خانة تحجيم النفوذ الروسي ــ الإيراني الذي حال حتى الآن دون سقوط نظام الأسد.
من هنا، لا يتوقع كثيرون خروج المؤتمر بأي جديد مقارنة بالفشل في جنيف، وسط ما يشبه الاتفاق الروسي الأميركي على حساب الثورة السورية. واقع ربما يدركه جيداً المتحدثون باسم المعارضة، وهو ما يستشف من كلام منسق الهيئة العليا للمفاوضات، رياض حجاب، الذي بدا، من لندن، أمس الأربعاء، متفائلاً إزاء استرداد فصائل المعارضة المناطق التي خسرتها أخيراً في الشمال والجنوب السوريين، وذلك بعد أقل من 24 ساعة من لقاء عقده مع فصائل من الجيش الحر في أنقرة، بهدف "توحيد عمل الفصائل المسلحة". وأعاد حجاب التذكير بأن "استمرار العمليات الإيرانية والروسية في سورية عائق أساسي في طريق المفاوضات"، متعهداً بأن تستمر المعارك "حتى إعادة التوازن على الأرض". وتابع حجاب قائلاً: "ستسمعون وترون انتصارات يقدمها الجيش الحر، تدحر القوات والمليشيات الأجنبية والمرتزقة"، معرباً عن ثقته بأن "النظام لن يتمكن من السيطرة على حلب". وعن الجولة الثانية المقررة لمحادثات جنيف في 25 فبراير/شباط الحالي، حدد حجاب موقف المعارضة الذي يفيد بضرورة أن تتخذ إجراءات قبل الدخول في العملية التفاوضية، "تجنبًا لما حدث في الجولة الأولى، من خلال تهرب النظام وداعميه من استحقاقات العملية السياسية، وبالتالي إفشالها بعمليات القصف". وما لم يقله حجاب توقف عنده المتحدث باسم الوفد السوري المعارض، سالم المسلط، الذي جزم بأنه "إذا حصلت المعارضة على صواريخ مضادة للطائرات، فسيحل ذلك مشكلة سورية". وأضاف المسلط أن الصواريخ أرض - جو ستساهم في مواجهة الطائرات التي تهاجم المدنيين بما فيها الروسية. وتابع قوله إن المعارضة تضمن أن تظل هذه الأسلحة "لدى المعارضة المعتدلة تحت بصر أصدقائها، سواء كانوا الأوروبيين منهم أو الأميركيين وألا تقع في أيدي أي جهات أخرى".
أما الوزير المقال من حكومة النظام، قدري جميل، المقرّب جداً من روسيا والمقيم في موسكو، فرأى أن "لدى الأكراد فرصة للمشاركة في المفاوضات السورية في جنيف"، مؤكداً أن "حركته (جبهة التغيير والتحرير) تلقت دعوة للمشاركة".
في هذا الصدد، أشار وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أمس الأربعاء، إلى أن "بعض الدول لا تخفي نيتها المراهنة على الحلول العسكرية في سورية، في حال فشل المفاوضات السلمية". هذا التصعيد السياسي والميداني لموسكو جعلها غير متفائلة بمباحثات "مجموعة الدعم"، إذ قالت زاخاروفا إنه "من غير المرجح أن تتوصل موسكو وواشنطن إلى اتفاق كامل حول سورية، إلا أن هناك توافقاً بشأن الهدف النهائي المتمثل في تحقيق تسوية سياسية في سورية، وكذلك وجود الخطر الإرهابي في هذا البلد".
اقرأ أيضاً المعارضة السورية تطالب بضمانات مكتوبة...وروسيا تعرض "خطتها" على واشنطن