ظلت نابلس القديمة منذ عشرات السنوات، مركزا اقتصاديا في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، يجمع ما بين التجارة والصناعة والسياحة، رغم التحديات التي تواجهها في ظل تضييق الاحتلال الإسرائيلي عليها. وتسعى بلدية المدينة العريقة التي اشتهرت بصناعة الصابون النابلسي، إلى إعادة تنشيط الأسواق وإحياء السياحة والقطاعات المختلفة التي تراجعت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة.
وتشبه البلدة القديمة في نابلس من حيث العمران، المدينتين القديمتين، دمشق السورية، وإسطنبول التركية، ويعود الشكل الحالي لحاراتها ومبانيها ودكاكينها إلى الحقبة العثمانية، غير أن هناك عمرانا قديما أسفل المدينة، يعود إلى فترة الاحتلال الروماني في فلسطين، وحقب زمنية لاحقة.
وتمتد نابلس القديمة على مساحة (1.5 كيلومتر مربع)، وهي النواة التاريخية لمدينة نابلس، التي تعد ثاني أكبر المحافظات الفلسطينية في الضفة الغربية، ويبلغ عدد سكان البلدة القديمة من نابلس قرابة 30 ألفاً، وعرفت بـ "دمشق الصغرى"، نظرا لتشابه العمران وبعض العادات والتقاليد بين أهل نابلس وأهل الشام. ورغم صغر مساحتها ظلت نابلس القديمة في سنوات القرن الماضي، مركزا اقتصاديا، يجمع ما بين التجارة والصناعة والسياحة.
وفي هذا السياق، يقول رئيس بلدية نابلس عدلي يعيش، إن "المدينة كانت تضم في ستينيات القرن الماضي 39 صبّانة، (مصنع للصابون التقليدي) وكانت تصدر إلى العراق ودول الخليج أكثر من مليون كيلو في السنة".
وبسبب إجراءات الاحتلال الإسرائيلي، والغزو بمنتجات المصانع الحديثة، فقد الصابون النابلسي التقليدي الذي يتم إنتاجه من زيت الزيتون وبعض المواد الطبيعية، قدراته التنافسية، وبقي اليوم ثلاثة مصانع للصابون تنتج كميات محدودة للسوق المحلية، حسب يعيش.
وأزال العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية عام 2002، عن المدينة التاريخية بريقها الاقتصادي، وتسبب القصف المكثف بتدمير هائل طاول عددا من المنازل التراثية والدكاكين القديمة، وتذرع الاحتلال الإسرائيلي، في حينه بتحصن عشرات المقاومين الفلسطينيين في أزقتها. ومنذ ذلك التاريخ، عاشت نابلس القديمة سنوات عجافاً إلى أن بدأ مشروع طموح في عام 2009 بالشراكة ما بين مؤسسة "التعاون" الفلسطينية وبلدية نابلس لإعادة ترميمها.
و"التعاون" مؤسسة أهلية غير ربحية تأسست في ثمانينيات القرن الماضي، على أيدي شخصيات اقتصادية وفكرية فلسطينية وعربية، بهدف توفير المساعدات التنموية والإنسانية للفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة والتجمعات الفلسطينية في لبنان.
ويقول مدير أعمال الترميم في المؤسسة، سامر الرنتيسي لـ "العربي الجديد" إن "التعاون" رصدت 10 ملايين دولار، لإعادة ترميم البلدة القديمة في نابلس، وأخذت بعين الاعتبار جملة من المعايير على رأسها عدم المساس بالروح التاريخية والتراثية للمكان، ومتطلبات السكان للحياة الكريمة.
وأوضح أن المشروع أنجز ترميم عشرات المنازل والمحال التجارية، واستفادت منه 797 عائلة حتى الآن، ووفّر فرص عمل لعشرات من العمال والفنيين والمهندسين، فيما عُقدت عشرات الورشات التدريبية على هامش أعمال الترميم في مجال المعمار التراثي.
وتقول ابتسام قمحية من "حوش الرطروط" إن "أعمال الترميم، وإضافة البنية التحتية، غير المرئية وراء الجدران، أعادت جمع شمل عائلتها، في بيت يجمع ذكريات الآباء والأجداد، وتتوفر فيه وسائل الراحة، ويحافظ على طابعه وشكله التاريخي في الوقت نفسه". و"الحوش" شكل تقليدي من المعمار التراثي، وعادة ما يضم عددا من المنازل وفناء غير مسقوف، تقيم فيه عائلة واحدة ممتدة، ويجمع مساحات مشتركة.
ويلمس المتجول في الحارات التاريخية لبلدة نابلس القديمة عودة للحياة في الأزقة، بينما ينهمك عمال حرفيون في مهن توارثوها عن آبائهم وأجدادهم، ويعتقدون أنهم أصبحوا أمناء على استمراريتها بغض النظر عن جدواها الاقتصادية.
ويقول مدير مركز التنمية المجتمعية في نابلس القديمة أيمن الشكعة، لـ "العربي الجديد" إن "السياح الأجانب بدأوا بالعودة إلى البلدة، بعد سنوات من الغياب، وهو ما يبعث الأمل في نفوس التجار، وكافة الأهالي".
ولفت الشكعة إلى أن جهودا تبذل حاليا لإعادة افتتاح كل الدكاكين القديمة المغلقة، وتابع: "التحدي يكمن في أن العديد من أصحاب المهن التقليدية لا يستطيعون العودة إليها بعد أن فرضت الحدثة أسلوبا مختلفا للحياة وهو ما جعل العديد من المهن غير مجدية اقتصاديا لأصحابها".
وتحتل نابلس القديمة، نصيبا وافرا من السياحة الداخلية، خصوصا من الفلسطينيين القادمين من داخل الخط الأخضر (المدن العربية في داخل إسرائيل) إلى الضفة الغربية. وتعد "الكنافة النابلسية" أحد أشهر الحلويات التقليدية التي تجذب المتسوقين إلى نابلس. وتتكون الكنافة من سميد القمح وبعض الأصباغ الغذائية والجبنة البقرية، والسكر المذاب بالماء، وقد أبدع أهل نابلس في صناعتها، وانطلقوا بأسرار الصنعة إلى عدد من العواصم العربية.
اقــرأ أيضاً
وتشبه البلدة القديمة في نابلس من حيث العمران، المدينتين القديمتين، دمشق السورية، وإسطنبول التركية، ويعود الشكل الحالي لحاراتها ومبانيها ودكاكينها إلى الحقبة العثمانية، غير أن هناك عمرانا قديما أسفل المدينة، يعود إلى فترة الاحتلال الروماني في فلسطين، وحقب زمنية لاحقة.
وتمتد نابلس القديمة على مساحة (1.5 كيلومتر مربع)، وهي النواة التاريخية لمدينة نابلس، التي تعد ثاني أكبر المحافظات الفلسطينية في الضفة الغربية، ويبلغ عدد سكان البلدة القديمة من نابلس قرابة 30 ألفاً، وعرفت بـ "دمشق الصغرى"، نظرا لتشابه العمران وبعض العادات والتقاليد بين أهل نابلس وأهل الشام. ورغم صغر مساحتها ظلت نابلس القديمة في سنوات القرن الماضي، مركزا اقتصاديا، يجمع ما بين التجارة والصناعة والسياحة.
وفي هذا السياق، يقول رئيس بلدية نابلس عدلي يعيش، إن "المدينة كانت تضم في ستينيات القرن الماضي 39 صبّانة، (مصنع للصابون التقليدي) وكانت تصدر إلى العراق ودول الخليج أكثر من مليون كيلو في السنة".
وبسبب إجراءات الاحتلال الإسرائيلي، والغزو بمنتجات المصانع الحديثة، فقد الصابون النابلسي التقليدي الذي يتم إنتاجه من زيت الزيتون وبعض المواد الطبيعية، قدراته التنافسية، وبقي اليوم ثلاثة مصانع للصابون تنتج كميات محدودة للسوق المحلية، حسب يعيش.
وأزال العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية عام 2002، عن المدينة التاريخية بريقها الاقتصادي، وتسبب القصف المكثف بتدمير هائل طاول عددا من المنازل التراثية والدكاكين القديمة، وتذرع الاحتلال الإسرائيلي، في حينه بتحصن عشرات المقاومين الفلسطينيين في أزقتها. ومنذ ذلك التاريخ، عاشت نابلس القديمة سنوات عجافاً إلى أن بدأ مشروع طموح في عام 2009 بالشراكة ما بين مؤسسة "التعاون" الفلسطينية وبلدية نابلس لإعادة ترميمها.
و"التعاون" مؤسسة أهلية غير ربحية تأسست في ثمانينيات القرن الماضي، على أيدي شخصيات اقتصادية وفكرية فلسطينية وعربية، بهدف توفير المساعدات التنموية والإنسانية للفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة والتجمعات الفلسطينية في لبنان.
ويقول مدير أعمال الترميم في المؤسسة، سامر الرنتيسي لـ "العربي الجديد" إن "التعاون" رصدت 10 ملايين دولار، لإعادة ترميم البلدة القديمة في نابلس، وأخذت بعين الاعتبار جملة من المعايير على رأسها عدم المساس بالروح التاريخية والتراثية للمكان، ومتطلبات السكان للحياة الكريمة.
وأوضح أن المشروع أنجز ترميم عشرات المنازل والمحال التجارية، واستفادت منه 797 عائلة حتى الآن، ووفّر فرص عمل لعشرات من العمال والفنيين والمهندسين، فيما عُقدت عشرات الورشات التدريبية على هامش أعمال الترميم في مجال المعمار التراثي.
وتقول ابتسام قمحية من "حوش الرطروط" إن "أعمال الترميم، وإضافة البنية التحتية، غير المرئية وراء الجدران، أعادت جمع شمل عائلتها، في بيت يجمع ذكريات الآباء والأجداد، وتتوفر فيه وسائل الراحة، ويحافظ على طابعه وشكله التاريخي في الوقت نفسه". و"الحوش" شكل تقليدي من المعمار التراثي، وعادة ما يضم عددا من المنازل وفناء غير مسقوف، تقيم فيه عائلة واحدة ممتدة، ويجمع مساحات مشتركة.
ويلمس المتجول في الحارات التاريخية لبلدة نابلس القديمة عودة للحياة في الأزقة، بينما ينهمك عمال حرفيون في مهن توارثوها عن آبائهم وأجدادهم، ويعتقدون أنهم أصبحوا أمناء على استمراريتها بغض النظر عن جدواها الاقتصادية.
ويقول مدير مركز التنمية المجتمعية في نابلس القديمة أيمن الشكعة، لـ "العربي الجديد" إن "السياح الأجانب بدأوا بالعودة إلى البلدة، بعد سنوات من الغياب، وهو ما يبعث الأمل في نفوس التجار، وكافة الأهالي".
ولفت الشكعة إلى أن جهودا تبذل حاليا لإعادة افتتاح كل الدكاكين القديمة المغلقة، وتابع: "التحدي يكمن في أن العديد من أصحاب المهن التقليدية لا يستطيعون العودة إليها بعد أن فرضت الحدثة أسلوبا مختلفا للحياة وهو ما جعل العديد من المهن غير مجدية اقتصاديا لأصحابها".
وتحتل نابلس القديمة، نصيبا وافرا من السياحة الداخلية، خصوصا من الفلسطينيين القادمين من داخل الخط الأخضر (المدن العربية في داخل إسرائيل) إلى الضفة الغربية. وتعد "الكنافة النابلسية" أحد أشهر الحلويات التقليدية التي تجذب المتسوقين إلى نابلس. وتتكون الكنافة من سميد القمح وبعض الأصباغ الغذائية والجبنة البقرية، والسكر المذاب بالماء، وقد أبدع أهل نابلس في صناعتها، وانطلقوا بأسرار الصنعة إلى عدد من العواصم العربية.