في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في صيدا، جنوب لبنان، تعلّمت الممرضة نادية سرية مهنة التوليد في دورة استمرت عاماً كاملاً وأشرف عليها متخصصون أجانب. وباتت منذ 15 عاماً قابلة قانونية، أو ما تشيع تسميته داية.
تعمل سرية في مستشفى الهمشري في صيدا، من خلال جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني. تقول: "أحب هذه المهنة، وقد رفضت من أجلها العمل في أماكن أخرى في اختصاصي الأساسي كممرضة".
تضيف: "عملي يتركز في المستشفى غالباً، ولا أجري عمليات ولادة في المنازل إلاّ في حالات نادرة وطارئة. فالمستشفى مجهزة بكل الأدوات اللازمة في حال حدوث أي طارئ". تتابع: "حتى اللواتي يرغبن بالولادة في المنزل أقنعهن بالذهاب إلى المستشفى، وإذا كان العائق مادياً، أساعدهن في الحصول على حسم". كما تشير إلى أنّ في المستشفى طبيب أطفال يجري الفحوصات اللازمة للمولود. وقد تحدث مضاعفات طبية خارجة عن إرادة الأم، كالنزيف خلال عملية الإنجاب، الذي يمكن علاجه في المستشفى فوراً بعكس المنزل.
أما عن حالات الإنجاب في المنازل التي كانت شائعة قديماً، فتؤكد سرية ارتفاع وفيات الأمهات والمواليد فيها، وحجة الداية الدائمة كانت "انتهى عمره.. أو عمرها". أما في المستشفى، فتقول: "ممنوع أن يموت الطفل نتيجة الولادة، إلا إذا كان هناك مشاكل صحية معروفة سلفاً. فتعالج كافة الحالات، كانسداد المصران وتسارع النبض وما إلى ذلك".
ومع ذلك، تشير إلى أنّ بعض النساء ما زلن يلجأن إلى الإنجاب في المنزل، بسبب العائق المادي بشكل أساسي، خصوصاً بالنسبة للنازحين من سورية. كما أنّ هنالك عوامل دينية، فبعض النساء يرفضن وجود طبيب. وتقول: "في المستشفى نرفض أن تتم الولادة بغير تواجد الطبيب في غرفة الولادة، لأنّ خبرته أكبر من خبرتي، ودراسته تخوله الإشراف على العملية. فقد تحتاج المرأة إلى عملية قيصرية فجائية، لا تستطيع القابلة إجراءها، لأنّ مهمتها الأساسية مساعدة الطبيب في الولادة".
وتقارن سريّة بين الأمس واليوم، فتقول: "كانت مهنتنا بالوراثة، لتصبح اليوم بالدراسة والعلم والمتابعة. فنحن نخضع كل 3 أشهر لدورات علمية في كيفية التعامل مع الحالات الطارئة، والتعرّف على كل جديد في هذا المجال".