يواصل آلاف المواطنين العرب الهجرة، أو بالأحرى النزوح، تجاه الشمال، هرباً من الموت في بلدانهم المنكوبة بحكام يحرصون على قتل شعوبهم لمواصلة حكم البلاد، حتى باتت مقاعد الحكام منصوبة فوق جماجم الشعوب.
يهرب العرب من الموت في بلادهم إلى أوروبا ظناً أن الحلم الجميل بالحياة الرغيدة قد يتحقق، واعتقاداً بصحة ما تم ترويجه لهم على مدار عقود في حكايات الأجداد والجدات أو عبر أفلام السينما والرسوم المتحركة عن القارة الحريصة على رفاهية وحرية مواطنيها والفرص السانحة لكل مثابر أياً كان جنسه أو لونه أو دينه.
ربما تكون الحكايات صحيحة في بعض الأحيان، وربما يعيش مواطنو أوروبا حياة كريمة، يطمح إلى قدر منها مواطنو الشرق الأوسط، لكن الواقع ليس وردياً إلى هذه الدرجة على الإطلاق.
في الأعوام الأخيرة تحوّلت مراكب الهجرة عبر البحر المتوسط المفترض أنها وسيلة النجاة، إلى مراكب موت. في الشهر الأخير وحده لقي أكثر من مائتي مهاجر مصرعه غرقاً في المتوسط. حتى من يستطيعون النجاة من عبور البحر يتعرّض بعضهم للموت لاحقاً، وما شاحنة الأموات التي عثر عليها مؤخراً في النمسا إلا مثال مريع.
هناك في قارة المهرب، أو قارة النجاة كما يظن النازحون، لا يحصل اللاجئ العربي على حقوقه المنتظرة. لا يعامل أبداً مثل أقرانه من مواطني تلك البلدان. يصطدم فور وصوله بإجراءات معقدة تمنعه من التحوّل إلى مواطن، ويواجه بكراهية متصاعدة تجاه كل قادم من الجنوب، وتفاجئه تظاهرات عنصرية تطالب بإبعاد المهاجرين، أو ترفض بقاء العرب والمسلمين.
يصارع النازح الأمواج والبرد والخطر للوصول إلى بلد يظن أنه سيحترم آدميته، ولا يعامله بنفس الطريقة التي يعامل بها في بلاده، ليكتشف سريعاً أن حلمه بالنجاة استحال وهماً، وأن ما تم ترويجه طويلاً حول الحرية والرفاهية لا يعدو كونه شائعات.
رغم كل هذه المخاطر يواصل المئات يومياً رحلة الهرب من الموت في بلادهم إلى المجهول في أوروبا، بينما يواصل مسؤولون أوروبيون إطلاق تصريحات متضاربة، بعضهم يطالب باحتواء النازحين من مناطق الحروب أو الدمار، وبعضهم يطالب بوقف الهجرة وطرد المهاجرين. وبينما تخصّص دول أوروبية معسكرات إيواء للنازحين، تبني دول أخرى أسواراً وحواجز لمنعهم.
المحصلة أن الأزمة ليست في أوروبا، وإنما في الداخل العربي حيث تدفع ظروف قاهرة المواطنين إلى هجرة محفوفة بالمخاطر. لكن أوروبا ليست بريئة أيضاً، فهي مسؤولة عن دعم حكام عرب يقتلون شعوبهم، وربما نزوح العرب إليها جزء من جرس الإنذار بأنّ جزءاً من الكارثة العربية التي يدعمون استمرارها سيطالهم.
إقرأ أيضاً: البؤس العربي
يهرب العرب من الموت في بلادهم إلى أوروبا ظناً أن الحلم الجميل بالحياة الرغيدة قد يتحقق، واعتقاداً بصحة ما تم ترويجه لهم على مدار عقود في حكايات الأجداد والجدات أو عبر أفلام السينما والرسوم المتحركة عن القارة الحريصة على رفاهية وحرية مواطنيها والفرص السانحة لكل مثابر أياً كان جنسه أو لونه أو دينه.
ربما تكون الحكايات صحيحة في بعض الأحيان، وربما يعيش مواطنو أوروبا حياة كريمة، يطمح إلى قدر منها مواطنو الشرق الأوسط، لكن الواقع ليس وردياً إلى هذه الدرجة على الإطلاق.
في الأعوام الأخيرة تحوّلت مراكب الهجرة عبر البحر المتوسط المفترض أنها وسيلة النجاة، إلى مراكب موت. في الشهر الأخير وحده لقي أكثر من مائتي مهاجر مصرعه غرقاً في المتوسط. حتى من يستطيعون النجاة من عبور البحر يتعرّض بعضهم للموت لاحقاً، وما شاحنة الأموات التي عثر عليها مؤخراً في النمسا إلا مثال مريع.
هناك في قارة المهرب، أو قارة النجاة كما يظن النازحون، لا يحصل اللاجئ العربي على حقوقه المنتظرة. لا يعامل أبداً مثل أقرانه من مواطني تلك البلدان. يصطدم فور وصوله بإجراءات معقدة تمنعه من التحوّل إلى مواطن، ويواجه بكراهية متصاعدة تجاه كل قادم من الجنوب، وتفاجئه تظاهرات عنصرية تطالب بإبعاد المهاجرين، أو ترفض بقاء العرب والمسلمين.
يصارع النازح الأمواج والبرد والخطر للوصول إلى بلد يظن أنه سيحترم آدميته، ولا يعامله بنفس الطريقة التي يعامل بها في بلاده، ليكتشف سريعاً أن حلمه بالنجاة استحال وهماً، وأن ما تم ترويجه طويلاً حول الحرية والرفاهية لا يعدو كونه شائعات.
رغم كل هذه المخاطر يواصل المئات يومياً رحلة الهرب من الموت في بلادهم إلى المجهول في أوروبا، بينما يواصل مسؤولون أوروبيون إطلاق تصريحات متضاربة، بعضهم يطالب باحتواء النازحين من مناطق الحروب أو الدمار، وبعضهم يطالب بوقف الهجرة وطرد المهاجرين. وبينما تخصّص دول أوروبية معسكرات إيواء للنازحين، تبني دول أخرى أسواراً وحواجز لمنعهم.
المحصلة أن الأزمة ليست في أوروبا، وإنما في الداخل العربي حيث تدفع ظروف قاهرة المواطنين إلى هجرة محفوفة بالمخاطر. لكن أوروبا ليست بريئة أيضاً، فهي مسؤولة عن دعم حكام عرب يقتلون شعوبهم، وربما نزوح العرب إليها جزء من جرس الإنذار بأنّ جزءاً من الكارثة العربية التي يدعمون استمرارها سيطالهم.
إقرأ أيضاً: البؤس العربي