واضطرت السلطات الأمنية إلى نقل مكان استقبال البشير لساحة مدرسة السلام بمحلية بليل القريبة من معسكر "كلمة".
ولم يستطع البشير الوصول إلى مكان الاحتفال إلا عبر مروحية أقلته وعدداً من مرافقيه من مطار نيالا بسبب تظاهرات النازحين، والتي أدت إلى إغلاق الطريق الرئيسي في المدينة كما منعت الجهات المنظمة للزيارة عدداً من مراسلي وكالات الأنباء والقنوات الفضائية الأجنبية من مرافقة البشير عبر المروحية إلى مكان اللقاء الجماهيري.
ووفق شهود عيان، فإن أصوات المتظاهرين وهتافاتهم ضد البشير وصلت إلى مقر الاحتفال.
وسارعت حركات مسلحة وهيئات مناصرة لضحايا دارفور، بنشر قائمة بأسماء من قُتلوا وأصيبوا أثناء أحداث اليوم، فضلاً عن إدانة الخطوة واعتبارها تأكيداً على رفض النازحين لزيارة البشير لدارفور، واعتبروها انطلاقة لعاصفة الغضب ضد نظام الخرطوم.
وبدأ الرئيس السوداني منذ الأربعاء الفائت بسلسلة زيارات إلى ولايات دارفور المختلفة، في محاولة لإرسال رسائل إلى الخارج تفيد باستقرار الوضع الأمني بالمنطقة للإسهام إيجاباً في تمكين الرئيس الأميركي دونالد ترامب في اتخاذ قرار نهائي بإلغاء العقوبات الاقتصادية المفروضة على البلاد في الثاني عشر من أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
ويعدّ معسكر "كلمة" أحد أكبر المعسكرات في دارفور، ويوالي معظم قاطنيه الحركات المسلحة، ويصعُب على الحكومة طيلة السنوات الفائتة، والتي أعقبت اندلاع الحرب في دارفور قبل نحو اثني عشر عاماً، مجرد الاقتراب من المعسكر، والذي يمثل مصدر قلق للحكومة.
وعلى الرغم من أحداث اليوم، استطاع البشير أن يخطب في الجماهير التي احتشدت لاستقباله على بعد (2 كيلومتر) من المعسكر، مؤكداً على رغبته في زيارة المعسكر منذ زمن بعيد للوقوف على مشاكل أهله، وتوفير الأمن، داعياً في الوقت نفسه قاطني المعسكر إلى العودة الطوعية لمناطقهم بعدما تعهد بإعمارها.
وأكدت مصادر متطابقة أن البشير أبدى رغبة قوية في دخول معسكر "كلمة" وإلقاء خطاب جماهيري من هناك، إلا أن نافذين في الولاية نصحوه بالتراجع عن الخطوة. في حين، برر مسؤولون مخاطبة البشير لأهالي المعسكر على بعد مئات الأمتار من المقر لعدم سعة المعسكر لتلك الحشود التي احتشدت لاستقباله.
في المقابل، أكد شهود عيان أن الحشود التي استقبلت البشير، جاء معظمها من خارج المعسكر، إذ نُقلوا بالسيارات الكبيرة.
من جهتها، طالبت البعثة المشتركة للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي لحفظ السلام في درافور، "يوناميد" في بيان تلقى "العربي الجديد" نسخة منه، الأطراف الحكومية والنازحين لضبط النفس، وأعربت عن قلقها إزاء الاشتباكات التي نشبت بين الطرفين، وقالت إن الحادثة وقعت بعد تفريق الحكومة لمتظاهرين خرجوا احتجاجاً على زيارة البشير للمنطقة، مؤكدة أنها تبذل كل ما في وسعها لتخفيف حدة التصعيد بين الطرفين، وأنها تعمل حالياً مع الحكومة في ولاية جنوب دارفور وقادة النازحين لحل الأزمة سلمياً.