عناوين تتناقلها وسائل الإعلام عن قطع أشجار الغابات، وتوسيع رقعة الأراضي المزروعة بعلف المواشي، وإقامة السدود على الأنهار، وحفر المناجم، من دون أن يشار إلى الضحايا الذين يسقطون في الدفاع عن أراضيهم وبيوتهم وغاباتهم التي تقتطعها الشركات الكبرى، بأعمال قتل مدبرة ومقصودة لإزاحة المعارضين وإخماد مطالبهم.
فقد أشار تقرير Deadly Environment البيئة القاتلة، الصادر عن موقع "الشاهد العالمي" أو Global Witness المنقح مطلع العام الجاري 2016، بعد إصداره الأول عام 2014، إلى أن الناشطين البيئيين باتوا عرضة للقتل أكثر مع تزايد الطلب على سلع أساسية مثل الأخشاب ولحم البقر وزيت النخيل والمعادن وغيرها، ومع مساعي الشركات للحصول على مزيد من الأراضي، غير آبهة بالناس الذين يعيشون عليها.
وذكر أن وتيرة قتل الناشطين البيئيين تصاعدت خلال العقد الماضي، وأن عام 2012 شهد ارتفاعاً بعدد القتلى بين الناشطين المدافعين عن قضايا البيئة ثلاثة أضعاف مقارنة بعام 2002، لافتاً إلى أن 147 عملية قتل سجلت في 2012 مقارنة بـ 51 عام 2002، وأن 908 ناشطين على الأقل قتلوا بين 2002 و2013 في 35 دولة، تمت إدانة القتلة في عشر حالات منها فقط.
اقرأ أيضاً: علماء يطلقون جرس إنذار الانبعاثات الكربونية
وقدّر أن أعمال قتل الناشطين باتت بمعدل شخصين كل أسبوع في السنوات الأربع الماضية، موثقاً اختفاء 17 ناشطاً اختفاءً قسرياً، معتبراً أنهم في عداد القتلى.
أما لماذا يُقتل النشطاء البيئيون؟ فيعزو التقرير السبب لأنهم يدافعون عن أراضيهم وعن الغابات والممرات المائية ضد التوسع في الزراعة، وضد إقامة السدود وأعمال التعدين وقطع الأشجار وغيرها من التهديدات التي تمعن في تخريب البيئة وتزيد من الأخطار المحدقة بها من تصحر وتغير مناخي.
ولفت إلى أن المعارضين لتهديدات الشركات الكبرى والعصابات المأجورة كثيراً ما يجدون أنفسهم مجبرين على ترك بيوتهم أو يقفون شهود عيان على الضرر اللاحق بمناطقهم وبيئتهم، منهم من يقتل خلال عمليات الاحتجاج والتظاهر، ومنهم من تزهق أرواحهم على أيدي قتلة مأجورين لأنهم يعيشون في أراضٍ مرغوب فيها.
اقرأ أيضاً: اغتيال ناشطة بيئية في هندوراس..سبقه تهديد من السلطات
آخر الجرائم ذهبت ضحيتها الناشطة البيئية الهندوراسية بيرتا كاثيريس، والتي اغتيلت في 4 مارس/ آذار الماضي بثماني رصاصات في منزل عائلتها وهي نائمة، وهي الحائزة على جائزة غولدمان الأميركية للأعمال المخصصة للدفاع عن البيئة في 2015. وكانت بيرتا قد دافعت عن غوالكاركي النهر الواقع في منطقة سانتا بربارا (شمال غرب)، إذ تريد شركة صينية بناء سد لتوليد الكهرباء عليه، ما يهدد بحرمان مئات السكان من المياه.
— Penny Davies (@pdavies5) September 21, 2014 " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
ويعدد التقرير أمثلة كثيرة عن ناشطين كانوا قد جاهروا في معارضتهم لاستغلال أرضهم وخسارتها لصالح المشاريع الكبرى المدمرة للبيئة في أميركا الجنوبية وبلدان شرق آسيا، وقتلوا لهذه الأسباب ومنهم أربعة مدافعين عن البيئة وجدت جثثهم في أعماق الغابات المطيرة في بيرو منهم الناشط إدوين شوتا عام 2014. كما أشار إلى أن بيرو البلد الرابع الأكثر خطورة على المدافعين عن البيئة، وقتل فيها 54 ناشطاً بين 2002 و2014.
وتشح المعلومات التي يتضمنها التقرير عن القارة الأفريقية، مشيراً إلى وفاة مدافعين بيئيين نتيجة الصراع على الموارد في كل من نيجيريا وزيمبابوي وجمهورية أفريقيا الوسطى من دون تحديد أرقام دقيقة لعدم ورودها في السجلات العامة. كما لفت إلى الرقابة وضعف حقوق الإنسان في كل من بورما وبلدان آسيا الوسطى والصين ما يجعل الأرقام الحقيقية مخفية.
اقرأ أيضاً: أمراض التعدين تضرب الموريتانيين