يعبر الناشطون البيئيون عن حساسيتهم تجاه الجانب البيئي من "مهرجان كانّ السينمائي الدولي"، ويقولون إن أيام المهرجان تسبب "فوضى كبيرة" في مدينة الريفييرا الفرنسية.
فعلى مدار اثني عشر يوماً تنقلب المدينة كلياً، وتزداد أعداد البشر الذين ينتظرون رؤية نجومهم السينمائيين. أسطول من اليخوت الفخمة والطائرات الخاصة، وسيارات ليموزين تقود النجوم على بعد بضع مئات من الأمتار.
يقول المخرج السينمائي والناشط في مجال المناخ سيريل ديون "من دون شك، هناك مبلغ ضخم يجب أن يدفعه منظمو المهرجان لجعله أكثر ملاءمة للبيئة"، وفق ما نقلت وكالة "فرانس برس".
وبالنسبة إلى منظمة بيئية محلية فإن أكبر مهرجان سينمائي في العالم يحدث تلوثًا هائلاً.
وقال جينيفيف هوشت مسؤول المنظمة: "خلال المهرجان ، يتضاعف عدد السكان، ويتعين على كل هؤلاء الناس السفر، ويغادر الضيوف والنجوم إلى مطاري كانّ أو نيس في قوافل من المركبات تقودها الدراجات النارية في كثير من الأحيان تنطلق صافرات الإنذار، إضافة إلى اليخوت الضخمة في الخليج حيث تعمل محركاتها طوال اليوم"، في حديثه لـ "فرانس برس".
كل يوم ، تتغير السجادة الحمراء ثلاث أو أربع مرات ، ويطبع المهرجان عدداً لا يحصى من الآلاف من النشرات التي تعلن عن قوائم الأفلام اليومية، والتي تنتهي في بعض الأحيان في البحر.
وهذا من دون ذكر الأعداد الهائلة من المجلات اللامعة المطبوعة كل يوم للأسبوع الأول أو نحو ذلك من المهرجان، مع النسخ اليومية الصادرة عن هوليوود ريبورتر، سكرين ، فارايتي ولومان فرانسيس وغيرها.
كل هذا يرقى إلى "الاستهلاك المحموم" ، كما يقول هوتشيت.
|
يتحدث البيئيون عن رغبات النجوم التي ييجب أن تلبى من كميات الزهور الهائلة وزخرفة أجنحتهم، وقوائم الطعام المطلوبة، وما يترك من فضلات هذا الطعام الكثير.
وفي الخارج، تضاء الأضواء الخاصة على متن اليخوت وتقدم العروض المثيرة للإعجاب للألعاب النارية ليلا، وتُرسل غيوم من جزيئات الغبار الناعمة في الهواء إلى البحر، مما يشكل مخاطر على الطيور البحرية وغيرها من الحياة البحرية.
لكن أكثر من أي شيء آخر، فإن الحركة الجوية المستمرة هي التي تزعج معظم سكان كان، التي تبدأ بجدية مع المهرجان وتستمر حتى الصيف.
في العام الماضي، سجل مطار كانّ 1700 عملية إقلاع وهبوط في مايو/أيار، بمتوسط 54 يومياً مقارنة بألف في إبريل/ نيسان وأكثر من 2000 خلال أشهر الصيف.
ويشير الممتعضون من الضوضاء إلى أن الطائرات التي تقلع وتهبط يمكن أن تصل ضوضاؤها إلى 80 ديسيبل، في حين أن المستويات الطبيعية المحيطة تقل عن 50 ديسيبل.
ويصر رئيس بلدية كان دافيد ليسنارد على أن البلدة تفعل ما في وسعها لتخفيف التأثير البيئي للعرض السينمائي.
|
"ويضيف على عكس الرأي العام، لا أعتقد أن هناك الكثير من النفايات خلال المهرجان" ، مشيراً إلى أن السجادة الحمراء مصنوعة من مواد قابلة لإعادة التدوير وأن هناك عملية تنظيف بحرية. بعد أي ألعاب نارية.
واعترف ليزنارد بأن "العديد من النجوم يصورون أنفسهم كمدافعين عن البيئة بينما في الواقع، هناك عدة مفارقات".
وأضاف رئيس البلدية "هناك نجوم كثر يدعون أنهم مدافعون عن البيئة لكن بعض الوقائع تشير إلى عكس ذلك"، رافضاً أي تساهل حيال الشخصيات المعروفة.
وقال "إذا أقدم الممثل ليوناردو دي كابريو المعروف بأنه نصير للبيئة على إفراغ خزانات يخته في خليج كان، فسيحرر محضر في حقه، شأنه شأن الآخرين".