اعتقلت قوى الأمن الفلسطينية الطفل الفلسطيني يامن زاهدة (3 سنوات)، بصحبة والده الناشط صهيب زاهدة (37 سنة)، من مدينة الخليل، أمس الثلاثاء، بعدما أعتدت على الوالد أمام طفله، ثم أخذتهما إلى مقر الأمن الوقائي.
وقال صهيب زاهدة لـ"العربي الجديد"، عقب الإفراج عنه اليوم، الأربعاء: "كنت في أحد محال البقالة قرب منزلي في منطقة عين سارة، وفوجئت بقوة من الأمن الوقائي تدخل المحل عند الساعة الثانية والنصف ظهراً، وأخبروني بأنهم جاؤوا لاعتقالي، فرددت بالقول إن طفلي معي، ويجب أن أوصله إلى المنزل، فما كان من أحد الضباط إلا أن أمسكني من عنقي، وقام بجرّي أمام طفلي الذي شرع بالبكاء، وحصل كل ذلك وأنا أمسك بطفلي يامن، لكنه أدخلني إلى المركبة أنا والطفل".
وكرر زاهدة مطلبه لقوى الأمن بضرورة إرجاع طفله، لكنهم رفضوا، وقال: "أدخلوني إلى مقر الأمن الوقائي مع طفلي الذي لم يتوقف عن البكاء، وكان مرتعباً مما شاهده، خاصة بعد الاعتداء علي، وبعد جدال طويل عرضوا علي أن يقوموا هم بإعادة الطفل، فرفضت، ثم أرجعوني بصحبة الطفل إلى أقرب شارع من منزلي، ورفضوا أن أوصله إلى المنزل، وتركوه في الشارع، ثم عادوا بي وسلموني إلى القوة المشتركة التي سلمتني بدورها إلى المباحث العامة".
تعرض الطفل يامن لصدمة نفسية بعد مشاهدة والده يتعرض للضرب والاعتقال العنيف
واعتقل زاهدة قبيل تنفيذ اعتصام مساء أمس في وسط مدينة الخليل، وهو أحد المنظمين للاعتصام بصفته منسقاً للحراك العمالي في المدينة، وتواجد نحو مائة عنصر من قوى الأمن في منطقة "دوار ابن رشد"، وحالوا دون تنظيم الاعتصام المطالب بالإفراج عن قرابة 20 ناشطا اعتقلتهم قوى الأمن الفلسطينية قبيل تنفيذ وقفة بعنوان "طفح الكيل" ضد الفساد في مدينة رام الله الأحد الماضي.
وأوضح الناشط الفلسطيني أن الطفل تعرض لصدمة نفسية بعد مشاهدة والده يتعرض للضرب والاعتقال العنيف، وأضاف: "تعرضت للضرب بقوة على الرأس رغم أني لم أقاوم اعتقالي، ولم يكن هناك مبرر للاعتداء علي، ولا ترك طفلي في الشارع، والذي ما زال يعاني من نوبات بكاء ورعشة بسبب الخوف. أثناء هجوم الضابط علي كان عقلي مشغولاً فقط بابني يامن، وحاولت طيلة الوقت حمايته بيدي حتى لا يصيبه أذى، كما عرضته عائلتي على فريق طبي عقب اعتقالي المخالف للقانون".
واتهم صهيب زاهدة بتنظيم الاعتصام في الخليل، والتحريض ضد السلطة على مواقع التواصل الاجتماعي، وكان قد اعتقل بالتهم نفسها العام الماضي، وخلال الأعوام القليلة الماضية اعتقله الأمن الفلسطيني أربع مرات، كما اعتقله الاحتلال الإسرائيلي عام 2014، بتهمة التحريض عبر وسائل التواصل الاجتماعي بالتزامن مع العدوان على قطاع غزة.
ويعتقد زاهدة أن الإفراج السريع عنه جاء نتيجة ضعط الشارع الفلسطيني، واستنكار الناس لواقعة اعتقاله برفقة طفله، وترك الطفل وحيداً في الشارع.