نبرة جديدة فلسطينية بمجلس الأمن.. والسفير الإسرائيلي يهاجم عباس

16 يناير 2015
الجلسة استمرت لأربع ساعات (فرانس برس)
+ الخط -

أعرب مساعد الأمين العام للشؤون السياسية، ينس أندريس توبيرغ فراندزن، عن أسفه "لعدم قيام الفلسطينيين والإسرائيليين بأي خطوات وقرارات جريئة من أجل ردم الهوة لانعدام الثقة الآخذة في الاتساع بين الطرفين". وجاءت تصريحات مساعد الأمين العام خلال إحاطة قدمها، اليوم الخميس، في نيويورك أمام مجلس الأمن. حيث ناقش المجلس لأكثر من أربع ساعات الوضع في فلسطين والشرق الأوسط. كما طالب سلطات الاحتلال بوقف سياسة هدم المنازل في فلسطين وبناء المستوطنات. وأكد أن مساعي إعادة إعمار قطاع غزة غير كافية وبطيئة.

وفي كلمته أمام المجلس تحدث السفير الفلسطيني للأمم المتحدة، رياض منصور، عن مشروع القرار الأخير الذي قدمه الفلسطينيون لمجلس الأمن وعن إخفاق المجلس في تبني قراراً ينهي الاحتلال في فترة زمنية محددة، مؤكداً أن الفلسطينيين سيقومون بتقديم مشروع قرار آخر في نفس السياق للمجلس. وفي "تصعيد" ملحوظ في لهجة الفلسطينيين أمام المجلس قال السفير الفلسطيني إنه "لم يعد بإمكان الفلسطينيين الانتظار أكثر، حيث أنهم ينتظرون منذ سبعة عقود.

لقد تماشى مشروع القرار الذي تقدم به الأردن مع قرارات سابقة لمجلس الأمن بخصوص فلسطين، وجاء المشروع لتقوية هذه القرارات". وأعرب السفير الفلسطيني عن أسفه أن مشروع القرار هوجم من دول أعضاء. وأضاف أنه "لقد تم التعامل مع القرار بشكل غير منطقي على أنه صدامي ووصف بأنه غير معقول وللأسف تمت إعاقة تبنيه". وأكد منصور، أن الفلسطينيين سيقومون بتقديم قرار جديد، من دون أن يحدد موعداً لذلك. وتساءل في هذا السياق عن السبب وراء مطالبة الفلسطينيين بوقف مجهوداتهم في هذا الاتجاه، فيما ما زالت معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال والظلم التاريخي مستمرة.

وانتقد منصور، بشكل غير مباشر، الاعتراضات الأميركية على انضمام الفلسطينيين لمعاهدة روما ومحكمة الجنايات الدولية واصفاً تلك الاعتراضات والخطوات تجاه الفلسطينيين بـ"الخاطئة وذات تأثير عكسي". وأكد منصور، أنه على المجتمع الدولي رؤية الوضع في فلسطين كوضع بين كيان استعماري يحتل شعباً يريد حريته عن طريق خطوات سلمية وقانونية على الرغم من الجرائم التي ترتكب في حقهم. وقال منصور، إنه "لم يعد بإمكاننا الانتظار بعد حوالي سبعة عقود على نكبتنا".

وأكد المبعوث الفلسطيني للأمم المتحدة، أن "إسرائيل تقوم بممارستها وجرائمها ضد الفلسطينيين من دون محاسبة دولية". كما وصف سياسة الاستيطان الإسرائيلية بالاستعمارية وتحدث عن الهجمات الانتقامية التي يقوم بها المستوطنون بدعم من حكومتهم. كما وصف الوضع في القدس بالمسموم. وحمل الحكومة الإسرائيلية تبعات الوضع المأساوي في غزة ومنعها دخول جميع المساعدات اللازمة لإعادة إعمار القطاع. وطالب المجتمع الدولي برفع الحصار عن غزة ودخول المساعدات الفورية وفتح الحدود أمام الغزاويين.

ووصف تجميد تحويل عائدات الضرائب الفلسطينية من قبل الحكومة الإسرائيلية بالسرقة والسوقيّة وغير القانونية، مطالباً المجتمع الدولي بعدم التسامح معها.

أما السفير الإسرائيلي للأمم المتحدة، رون برسور، خلط الحابل بالنابل عندما افتتح كلمته بالحديث عن أحداث "شارلي إيبدو"، التي قام بها متطرفون، واصفاً إياها بالهجمات ضد "قيمنا وحريتنا" قائلاً: "دعوني أبدأ حديثي عن الأحداث التراجيدية التي شهدتها فرنسا الأسبوع الماضي والتي قام متطرفون مسلمون بها ضد، طريقة حياتنا، التي تتبنى مبادئ الثورة الفرنسية، الحرية والمساواة والعدل". وقارب السفير الإسرائيلي بين الأعمال الإرهابية كتلك في فرنسا أو "بوكو حرام" في نيجيريا أو في باكستان والتي يرتكبها متطرفون وبين النضال الفلسطيني من أجل الحرية.  كما قال إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لا يسعى إلا إلى الحفاظ على كرسيه. وقال إن "عباس يتشبث بأحلام غير واقعيّة" في وصفه للمطالب الفلسطينية بحق العودة وقيام دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة عام 1967. كما وصف الدول التي قامت بتأييد مشروع القرار الفلسطيني الأخير بأنها تقوم بتشجيع الفلسطينيين على الاستمرار في أوهامهم. وأكد على المجتمع الدولي أن يقول للفلسطينيين إن "حق العودة؛ لا يمكن مناقشته أصلاً (للعودة للمفاوضات) وأن السلام يتطلب مساومات". كما وجه الاتهامات للسلطة الفلسطينية مدعيّاً أنها تعرقل وصول المساعدات إلى غزة. وقال إن "دول الخليج الغنية تقدم الوعود لإعادة الإعمار من دون تطبيقها فيما تقوم إسرائيل بمساعدة الغزاويين". كما وجه إصبع الاتهام لكل من قطر وإيران متهماً إياهما بتمويل "حماس" وتقديم الدعم لها.