رجحت الصحف العبرية أن يكون رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، قد طلب من وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، خلال لقائهما، أمس الإثنين، في بروكسل دعماً أميركياً لأي تحرك إسرائيلي محتمل ضد "حزب الله" أو الوجود الإيراني في سورية.
ويأتي ذلك مع عودة إسرائيل منذ سبتمبر/أيلول الماضي إلى التلويح بعمليات عسكرية في لبنان، لاستهداف ما تزعم إسرائيل أنه مصانع إيرانية لتطوير الترسانة الصاروخية لـ"حزب الله".
وقالت الصحف الإسرائيلية إن نتنياهو شكر بومبيو على تصريحاته ومواقفه الحازمة، ضد قيام إيران مؤخراً بتجربة إطلاق صواريخ باليستية، تدعي إسرائيل أنها تهدد أمنها وقادرة على الوصول حتى أوروبا.
في المقابل، نشر بومبيو تغريدة له على "تويتر" جدد فيها التزام أميركا بـ"الأمن القومي الإسرائيلي وبحق إسرائيل المطلق في الدفاع عن نفسها" على حد تعبيره.
وذكرت مصادر إسرائيلية مختلفة أن لقاء بومبيو مع نتنياهو تم تحديده في الأسبوع الماضي، وكان مقررا ليوم غد الأربعاء، لكن تم تبكير الموعد بفعل وفاة الرئيس الأميركي الأسبق، جورج بوش الأب.
ويستشف مما نشره عدد من المحللين في إسرائيل، أن دولة الاحتلال تتجه في الفترة الأخيرة لتركيز الأضواء على ما يحدث في لبنان، باعتباره جزءا من النشاط الإيراني في المنطقة، لتكريس النفوذ الإيراني. وقد أبرزت "هآرتس" في هذا السياق، أن لقاء بومبيو نتنياهو، يهدف أساسا لتوجيه رسالة للبنان عبر الولايات المتحدة، وربما فرنسا أيضا، للتحذير من رد إسرائيلي محتمل في حال واصلت إيران تطوير الترسانة الصاروخية لـ"حزب الله".
وفي هذا السياق، كان رئيس حكومة الاحتلال قد عرض في خطابه أمام الأمم المتحدة في سبتمبر الماضي صوراً لما ادعى أنه مواقع تابعة لـ"حزب الله" في بيروت، يتم فيها تطوير الصواريخ عبر تزويدها بأجهزة لتحسين دقة الإصابة.
وتركز الصحف الإسرائيلية مؤخرا على ما تسميه "تغيير إيران لتكتيكها العسكري لجهة نقل نشاطها إلى لبنان"، وهو ما أعلنه الجمعة الماضي مدير مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي، عاموس يادلين، عندما قال إن "الهجمات الإسرائيلية في سورية توقفت تقريبا وانخفضت إلى الصفر"، مشيرا إلى أن "روسيا استغلت حادثة إسقاط الطائرة الروسية في سبتمبر الماضي لممارسة ضغود على كل من إيران وإسرائيل، كل على انفراد، لتمكينها من مواصلة عملية تثبيت النظام السوري عبر فرض قيود على حرية الحركة التي تمتع بها سلاح الجو الإسرائيلي في الأجواء السورية، من جهة وفرض قيود على النشاط العسكري الإيراني في سورية". وتربط إسرائيل بين نشاط إيران في العراق تحديدا، ومشاريع تطوير ترسانة "حزب الله" في لبنان كجزء من التكتيك الإيراني الحالي.
ووفقا لعاموس هرئيل في "هآرتس"، فإن نتنياهو يحاول نقل الضغوط على لبنان إلى المستوى السياسي وعبر كل من الولايات المتحدة، التي تسلح الجيش اللبناني، والحكومة الفرنسية، لنقل رسائل تهديد واضحة للحكومة اللبنانية، وتكريس معادلة جديدة، بأنه في حال لم يتوقف نشاط "حزب الله" في تطوير ترسانته الصاروخية، فمن شأن إسرائيل أن تتحرك بنفسها لمواجهة ذلك، لذا فإن تصريح بومبيو بالتأكيد على "حق إسرائيل المطلق بالدفاع عن نفسها"، يكتسب دلالات عملياتية في السياق اللبناني.
وقد اعتبر محلل الشؤون العربية في "يسرائيل هيوم"، عوديد غرانوت، أن لقاء نتنياهو بومبيو، في ظل التغييرات الجارية في لبنان، وخاصة بدء عودة عناصر "حزب الله" إلى لبنان مع اقتراب تكريس عودة نظام بشار الأسد في سورية، هو بمثابة وضع الأصبع على زناد المسدس الموجه لـ"حزب الله".