نتنياهو يأمل بتمرير زيارة ترامب دون مواجهات

القدس المحتلة

نضال محمد وتد

نضال محمد وتد
22 مايو 2017
DD687A93-4C0E-4D6A-BBFE-49B60D45AB3F
+ الخط -


اكتفى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، خلال جلسة الحكومة الأسبوعية أمس الأحد، وجلسة وزراء "الليكود" في الحكومة، بالإشارة إلى أهمية الزيارة "التاريخية" التي سيقوم بها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب اليوم الإثنين، إلى إسرائيل، وسعيه إلى الحديث مع ترامب حول تعزيز العلاقات الأميركية الإسرائيلية وأهمية التحالف بين الطرفين، وسبل دفع السلام قدماً. في المقابل، وجد نتنياهو نفسه مضطراً إلى تأنيب وزراء الحكومة وإلزامهم جميعاً، بحضور مراسم استقبال ترامب في مطار بن غوريون في اللد، بعد أن تبيّن له أن عدداً من وزراء الحكومة لا يعتزمون المشاركة في المراسم، بحجة أن زيارة الرئيس الأميركي ليست رسمية.

في المقابل، تجاهل نتنياهو أي إشارة لزيارة ترامب إلى السعودية، وإلى الاتفاق بين واشنطن والرياض على شراء أسلحة أميركية متطورة بمبلغ يصل إلى 110 مليارات دولار من جهة، وإلى القمة التي عقدها ترامب مع رؤساء وزعماء الدول العربية والإسلامية في السعودية من جهة أخرى.
ورأى محللون في إسرائيل أن هذا الموقف، وما سبقه من صمت إسرائيلي وعدم صدور أي تعليق على إبرام الصفقة الأميركية-السعودية، وسلسلة التصريحات الأميركية التي نُسبت لمسؤولين في البيت الأبيض بشأن كون حائط البراق جزءاً من الضفة الغربية المحتلة، مؤشر إلى أن نتنياهو يسعى لتحقيق هدف أولي ووحيد خلال الزيارة، وهو ضمان مرورها من دون أي مواجهات أو أزمات مع الرئيس الأميركي، خصوصاً في ظل ما يبدو أنه تفاعل إيجابي بين ترامب وبين الأطراف العربية، ومع السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس.

وانتقد عدد من المحللين في الشأن الإسرائيلي، مثل شمعون شيفر، وبن كاسبيت وآخرين، هذا الصمت من قِبل نتنياهو، وذهبوا إلى القول إن ما يهم نتنياهو في المرحلة الحالية ألا يظهر بمظهر المعارض والطرف الذي أفشل بعناده ورفضه مبادرة ترامب حتى قبل طرحها، وصمته على موضوع بيع الأسلحة الأميركية للسعودية، ما من شأنه أن يكسر التوازن العسكري ويلغي التفوّق العسكري النوعي لإسرائيل على الجيوش العربية.


في المقابل، لفت وزير السياحة الإسرائيلي، يريف لفين، إلى أن تصريحات ترامب الأخيرة تحدثت عن احترام حق تقرير المصير للفلسطينيين، وهو تعبير بحسب رأي لفين، فضفاض وواسع ولا يعني بالضرورة إقامة دولة فلسطينية، وهو ما يتيح لإسرائيل مجالاً واسعاً للمناورة، في حال تم إطلاق مفاوضات رسمية بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. واعتبر لفين في مقابلة مع القناة الإسرائيلية الثانية أمس، أن الحكومة الإسرائيلية برئاسة نتنياهو لن تخضع لإملاءات أميركية بهذا الخصوص. فيما قالت وزيرة الخارجية السابقة، تسيبي ليفني، إن القرار المطلوب من نتنياهو اتخاذه هو السير نحو مفاوضات لتسوية سياسية، وإن اليسار الإسرائيلي سيدعم نتنياهو في حال اتجه نحو هذا المسار ولن يسمح بإسقاط حكومته.

في المقابل، بدت كل محاولات الحديث عن مأزق عند حكومة نتنياهو في تعاملها مع زيارة ترامب، بعيدة عن الواقع، خصوصاً بعد أن أعلن مسؤولون في البيت الأبيض، لصحيفة "هآرتس"، أن الرئيس الأميركي لا يحمل معه مبادرة سياسية مبلورة حالياً. وأشار هؤلاء إلى أن ما سيطلبه ترامب من نتنياهو بالأساس هو القيام بخطوات لبناء الثقة مع الطرف الفلسطيني تتمحور حول تحسين ظروف المعيشة والحياة للفلسطينيين في الأراضي المحتلة، من دون اشتراط أن يوقف ذلك البناء الاستيطاني في الضفة الغربية المحتلة، بل بتخفيف وتيرة هذا البناء، مقابل مطالبة الطرف الفلسطيني بوقف "التحريض ووقف دفع مخصصات لأهالي وعائلات الشهداء والأسرى الفلسطينيين". ووفقاً لما نشرته "هآرتس"، فإنه يبدو أن ترامب لا يعتزم إطلاق مبادرة سياسية خلال زيارته لإسرائيل، ولقائه المرتقب مع نتنياهو، ومن ثم مع عباس.

لكن مراقبين في إسرائيل أشاروا أيضاً إلى أن حالة الرئيس ترامب الداخلية، والأزمات التي يواجهها في واشنطن واحتمالات الاتجاه نحو إجراءات لعزله على خلفية التحقيق بعلاقة مقربين منه بروسيا وإقالته مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي جيمس كومي، تضع علامات تساؤل تشكك في قدرة ترامب على إطلاق مبادرة سياسية متكاملة وتحريك العملية السلمية.
في غضون ذلك، ذكر تقرير لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أن الحكومة الإسرائيلية لا تعرف كيف عليها أن تتعامل مع الصفقات التي تم إبرامها بين السعودية والولايات المتحدة، ولا كيف عليها تقييم ما يبدو أنه مرحلة جديدة من العلاقات السعودية-الأميركية، على الرغم من أن السعودية تحوّلت في الأعوام الأخيرة إلى حليف غير معلن لإسرائيل في مواجهة إيران، لكن الصفقة الأميركية السعودية تهدد مع ذلك بكسر التوازن الاستراتيجي في الشرق الأوسط.
ولفت التقرير إلى أن التفاهمات الأميركية الإسرائيلية تنص على وجوب حفظ التفوّق العسكري النوعي الإسرائيلي، وقد حافظت الإدارات الأميركية السابقة على هذا التفوّق والتزمت بعدم بيع أسلحة متطورة لدول تعتبرها الولايات المتحدة صديقة لها، في إشارة إلى السعودية ودول عربية أخرى في الخليج وخارجه مثل مصر. مع ذلك نقلت الصحيفة عن مصادر في أجهزة الأمن الإسرائيلي قولها، إن إسرائيل غير مطلعة حالياً على تفاصيل هذه الصفقة، وإنها لم تتلقَ أي تقرير رسمي حولها، وإنه "سيكون على إسرائيل في الأيام القريبة أن تعرف دلالات وتبعات هذه الصفقة".

ذات صلة

الصورة

سياسة

على الرغم من إعادة انتخاب دونالد ترامب رئيساً للولايات المتحدة، إلا أنه ما زال يواجه تهماً عديدة في قضايا مختلفة، وذلك في سابقة من نوعها في البلاد.
الصورة
هاريس تتحدث أمام تجمع النتخابي في واشنطن / 29 أكتوبر 2024 (Getty)

سياسة

حذرت المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس في خطاب أمام تجمع انتخابي حضره أكثر من 70 ألفاً في واشنطن من مخاطر فترة رئاسية ثانية لمنافسها الجمهوري دونالد ترامب.
الصورة
اجتماع مجلس الحرب الإسرائيلي بقيادة نتنياهو 14 إبريل 2024 (Getty)

سياسة

يجتمع المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون السياسية والأمنية (الكابينت)، ​​بعد ظهر اليوم الأحد، لمناقشة سلسلة من القضايا، أولها الهجوم المخطط له على إيران.
الصورة
اتخاذ تدابير أمنية بعد أن ضربت مسيرة مقر إقامة نتنياهو 19 أكتوبر 2024 (Getty)

سياسة

قال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اليوم السبت إنّ طائرة مسيّرة أُطلقت من لبنان باتجاه منزل نتنياهو في قيسارية ولم يكن موجوداً هو وعائلته فيه.