وقال نتنياهو، إنه "يجب إلغاء مؤسسة اللجوء، ويجب أخذ هذه الأموال واستخدامها في إعادة تأهيل اللاجئين، الذين لا يتعدى عددهم الحقيقي جزءًا صغيرا من الأعداد التي تدعيها وكالة أونروا. قرار الرئيس ترامب هو تغيير مبارك ومهم".
ويشكل قرار ترامب هدية لحكومة الاحتلال التي ترفض الاعتراف بحق العودة للاجئين الفلسطينيين، وتعارض منذ سنوات نشاطات وكالة الغوث، بادعاء أنها تكرس حالة اللجوء الفلسطيني بدلًا من العمل على توطين اللاجئين في البلدان التي لجؤوا إليها.
وتشكل هذه المواقف أحد الثوابت في السياسة الإسرائيلية منذ النكبة، لكن الحرب على وكالة الغوث اتخذت شكل الحرب المباشرة منذ عودة نتنياهو للحكم في العام 2008، وكان ممثل إسرائيل الأسبق في الأمم المتحدة، داني أيالون، رأس الحربة في هذا المضمار، وشن حربًا إعلامية ودبلوماسية ضد وكالة الغوث بادعاء أنه لا يمكن تكريس حالة اللجوء ومنح "مكانة" لجوء بالوراثة.
وحاول نتنياهو، في تصريحاته اليوم، المساواة بين استجلاب دولة الاحتلال لليهود من مختلف أنحاء العالم وبين اللاجئين الفلسطينيين الذين طردوا من وطنهم في حرب النكبة، وزاد عندما قارن بين اللاجئين الفلسطينيين وبين قيام حكومة الاحتلال باستيعاب مستوطني غزة بعد تفكيك المستوطنات الإسرائيلية في العام 2005، والانسحاب الإسرائيلي من القطاع، مدعيًا أن دولة إسرائيل ومواطنيها تكاتفوا حتى لا يتحول مستوطنو القطاع بعد الانسحاب منه إلى "لاجئين في وطنهم". وجاءت تصريحات نتنياهو هذه بالرغم من أن قسمًا كبيرًا من مستوطني القطاع قد نقلته دولة الاحتلال للعيش في مستوطنات في الضفة الغربية المحتلة.
وادعى نتنياهو أنه "تم قبل سبعين عامًا إنشاء مؤسسة خاصة ليس من أجل استيعاب اللاجئين، وإنما من أجل تكريس حالتهم كلاجئين".
وترى دولة الاحتلال في قرار ترامب مقدمة نحو محاولة إلغاء حق العودة الفلسطيني عبر إلغاء صفة اللجوء عن مئات آلاف اللاجئين الفلسطينيين من الجيل الثاني والثالث.