وأكدت الإذاعة الإسرائيلية أن قرار نتنياهو هذا، جاء في ظل "انحياز أميركي للموقف الإسرائيلي. وذلك بعد معرفة أن كيري يقبل بالشروط الإسرائيلية الرئيسية، وفي مقدمتها إدراج شرط الاعتراف بيهودية الدولة، وإسقاط حق العودة، وعدم اشتراط أن تكون القدس عاصمة للدولة الفلسطينية واستبدال ذلك ببيت حنينا".
وأشارت الإذاعة العبرية في هذا السياق، إلى أن الموقف الفلسطيني المعلن، خصوصاً بعد اللقاء الأخير بين الرئيس محمود عباس وكيري، والذي ظهر فيه أن العروض الأميركية مرفوضة فلسطينياً، سهّل على نتنياهو الاتجاه نحو القبول بمقترحات كيري، لأن ذلك يجنّب إسرائيل مسؤولية إفشال المفاوضات مع الفلسطينيين.
وقال مراسل الإذاعة، تشيكو منشيه، إن نتنياهو "تمكن على ما يبدو من إقناع الأميركيين بالمواقف الإسرائيلية، خصوصاً في ظل دعم رئيسة الوفد الإسرائيلي للمفاوضات تسيبي ليفني له من جهة، والضجة التي أثارها اليمين الإسرائيلي خلال الاشهر الأخيرة من جهة ثانية". ووفق منشيه، صوّرت هذه الضجّة نتنياهو "كأنه يواجه ضغوطاً داخلية كبيرة بسبب إصراره على المضي في المفاوضات".
فضلاً عن ذلك، لفتت صحيفة "هآرتس" إلى تصريح نسبته صحيفة "نيويورك تايمز" إلى أحد مستشاري أوباما، يفيد بأن الهدف من مقترحات كيري سيكون بالأساس "تحديد مبادئ لحل القضايا الجوهرية المختلفة، وتشكيل وثيقة كيري أساساً لتمديد المفاوضات بين الطرفين حتى نهاية العام الجاري". وبحسب "هآرتس"، بإمكان نتنياهو إعلان موافقة عامة على مقترحات كيري، مشروطة بتحفظات عامة، ويُتوقّع أن يلقى بعض الاستنكار والمعارضة من قبل أقطاب اليمين في حزبه وحزب "البيت اليهودي"، "إلا أنه يُقدَّر أن أحداً من المعارضين لن يسارع إلى ترك الحكومة الحالية".
وكان وزير الاقتصاد، زعيم حزب "البيت اليهودي"، نفتالي بينيت، قد صرح أكثر من مرة في الفترة الأخيرة، بأن جلّ ما يريده نتنياهو هو تمكين الأميركيين من الوصول إلى نقطة تتيح استمرار المفاوضات لعام إضافي ليس أكثر، وبالتالي "لا حاجة إلى المسارعة لترك الحكومة". أما نائبة وزير الاتصالات، تسيبي حوطيفيلي، فكشفت أن نتنياهو أبلغ أعضاء كتلة "الليكود" في الكنيست، أنه دخل المفاوضات "فقط من أجل المحافظة على الحوار الإستراتيجي مع الولايات المتحدة".
وسبق لصحيفة "معاريف" أن أقرّت، قبل أسبوعين، وقبل بدء الضغوط على الطرف الفلسطيني، بأنّ الورقة الأميركية منحازة لإسرائيل، لأنها تتضمن الشروط الإسرائيلية كلها، بدءاً من رفض الانسحاب من غور الأردن، مروراً برفض حق العودة، واشتراط الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، وعدم جعل القدس عاصمة للدولة الفلسطينية.