لم يصدر أي تعقيب إسرائيلي حول قصف أهداف في القنيطرة السورية، أدى إلى مقتل عناصر من " حزب الله" اللبناني، بينهم جهاد مغنية، ابن القائد السابق في الحزب، عماد مغنية، الذي اغتالته اسرائيل عام 2008 على الأراضي السورية، ويرى مراقبون أن عمليات من هذا النوع، رغم عدم تبنيها من قبل إسرائيل رسمياً، قد تصب في مصلحة نتنياهو في انتخابات الكنيست التي ستجري يوم 17 مارس/ آذار المقبل.
وكان مصدر أمني إسرائيلي، رفض الكشف عن اسمه، قد قال إن مروحية إسرائيلية شنت غارة على "إرهابيين" في الجولان السوري "كانوا يخططون لشن هجوم على إسرائيل"، في حين رفض الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي التعقيب على الموضوع، بذريعة أن إسرائيل لا تعلق عادة على ما تورده وسائل إعلام أجنبية.
ويسعى نتنياهو إلى تقديم نفسه بصورة الأب الروحي للأمن الإسرائيلي، ولأمن اليهود في العالم، والجندي الأول الحامل فزاعة "الإرهاب"، سواء بالتحذيرات المستمرة من النووي الإيراني أمام المجتمع الدولي، أو التذكير الدائم بخطر "داعش" و "حزب الله"، على الحدود الشمالية، وخطر حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في غزة، معتبراً أن جميع هذه التنظيمات إرهابية، خالطاً أوراق المقاومة بأوراق الإرهاب.
كما يحاول تقديم نفسه للعالم على أنه يحارب الإرهاب إلى جانب الدول، نافياً عن نفسه وعن بلاده تهم ممارسة الإرهاب، محاولا إلصاقها بالمقاومة الفلسطينية أو اللبنانية.
هذه المحاولات لاستثمار "الإرهاب" وتصوير إسرائيل للعالم على أنها "ضحية"، لها منافع داخلية ، تساعد نتنياهو على تصوير نفسه على أنه "المنقذ" الأول للأمن الإسرائيلي ويهود العالم، والوحيد القادر على حماية الإسرائيليين من صواريخ "حماس" أو "حزب الله". كما يقلل ذلك من شأن منافسيه في الأحزاب الصهيونية الأخرى، ويصورهم على أنهم عاجزون.
وبالرغم من الهزيمة التي منيت بها إسرائيل أمام المقاومة الفلسطينية خلال عدوانها على غزة، الصيف الماضي، إلا أن نتنياهو ما زال في نظر الإسرائيليين الرجل الأنسب للمهمة. وجرت العادة أن تسبق كلَّ انتخابات إسرائيلية غاراتٌ على أهداف فلسطينية أو سورية أو لبنانية، في محاولة لاستقطاب أكبر عدد ممكن من الناخبين، من خلال استفزاز هواجسهم الأمنية، يرافقها هذه المرة استثمار حوادث الإرهاب حول العالم.