اتهم ماثيو كاروانا غاليزيا، نجل الصحافية المالطية المكافحة للفساد، دافني، التي اغتيلت، الإثنين، رئيس الوزراء جوزيف موسكات، بالتواطؤ في مقتل والدته التي سبب اغتيالها بواسطة سيارة مفخخة، صدمةً في مالطا وفي أوروبا على حد سواء.
وأكد ماثيو الذي يعمل صحافياً أيضاً وشارك في إعداد وثائق بنما، أن والدته المدونة دافني كاروانا غاليزيا اغتيلت بسبب تأديتها عملها في الكشف عن وقائع فساد محتملة.
وفي تدوينة تفيض بالمشاعر على صفحته على فيسبوك، اتهم ابن المدونة رئيس الحكومة موسكات، بإحاطة نفسه بالمحتالين وتحويل مالطا إلى "جزيرة للمافيا".
Facebook Post |
ومن المتوقع أن تزيد هذه القضية من تدقيق شركاء مالطا في الاتحاد الأوروبي في بعض الملفات الحرجة بالجزيرة، إذ عبّر بعضهم بالفعل عن قلقه من الإجراءات التنظيمية المبسطة للسلطات المالطية في قطاع البنوك، ومشروعها الاستثماري المثير للجدل الذي يسمح لأشخاص أثرياء بالحصول على جواز سفر أوروبي.
وعبّرت المفوضية الأوروبية عن فزعها مما وصفته بـ"اعتداء متعمد" ضد المدونة التي ساهمت بكفاءة في كشف الفضائح السابقة في الجزيرة.
وقالت الناطقة باسم المفوضية، مارغريتيس شيناس "هذا حادث مفزع، أمر كبير يحتاج للتحقيق فيه وتوضيحه، وينبغي تحقيق العدالة".
واستخدمت الصحافية المحنكة دافني كاروانا غاليزيا، التي توصف بأنها "شبكة ويكيليكس المعتمدة على امرأة واحدة"، مدونتها التي تُقرأ على نطاق واسع، لنشر سلسلة تحقيقات مفصلة عن مزاعم فساد بحق الدائرة المقربة من موسكات، بعضها يعتمد على تسريبات "أوراق بنما".
وتسبب مقتل كاروانا غاليزيا بسيارة مفخخة قرب منزلها، في حالة صدمة وحزن في الجزيرة الصغيرة البالغ سكانها 430 ألف شخص، ومن المتوقع أن يخرج آلاف الناس إلى الشوارع، بعد ظهر الثلاثاء، في العاصمة فاليتا، تكريماً لذكراها.
والصحافية كاروانا غاليزيا هي رابع شخص يغتال في مالطا بواسطة سيارة مفخخة في عام ونيف، لكن الاعتداءات السابقة ارتبطت جميعها بخلافات مرتبطة بالجريمة ولم تسبب أي صدمة مثلما سبّب مقتل المدونة كاروانا غاليزيا.
وكتب ابنها ماثيو كاروانا غاليزيا "لن أنسى أبداً كيف كنت قرب السيارة المحترقة في موقع الحادث أحاول إيجاد طريقة لفتح باب (السيارة) التي كان بوقها لا يزال يعمل من دون توقف، وأنا أصرخ في شرطيين كانا معي يحملان مطفأة حريق واحدة".
وتابع "تطلع بي قبل أن يقول أحدهما (أنا آسف ليس هناك شيء يمكن فعله)". وأضاف "نظرت إلى أشلاء أمي التي تناثرت حولي. أدركت أنهما على صواب. لم يكن هناك من أمل" في بقائها حيةً.
Facebook Post |
والإثنين، دان موسكات الجريمة ووصفها بالعمل "الهمجي"، وأصدر أوامر إلى أجهزة الأمن لتخصيص أكبر قدر من الموارد لتقديم المسؤولين عن الجريمة إلى العدالة، مشيراً إلى الاستعانة بمحققين من مكتب التحقيقات الفدرالي.
لكن ماثيو رفض هذا التعهد الحكومي، مشيراً إلى أن أحد المحققين المنخرطين في التحقيق احتفل بمقتل والدته على الإنترنت.
وندد ماثيو بـ"السماح لثقافة الإفلات من العقاب، بالازدهار في مالطا". وأضاف "لو كانت المؤسسات تعمل بالفعل، لما وقع الاغتيال، ولكنت وأخواتي لا يزال لدينا أم".
وتنحّت القاضية المسؤولة عن التحقيق، الثلاثاء، بعد اعتراض عائلة الصحافية القتيلة عليها بسبب قربها من قيادات حزب العمل الحاكم.
وسبق واتهمت الصحافية القتيلة القاضية كونسولو سيري هيريرا بسوء التصرف، والتي ردت بتهديد الصحافية برفع قضية تشهير بحقها.
ويأتي مقتل غاليزيا بعد أربعة أشهر من فوز حزب العمل بزعامة موسكات في الانتخابات العامة التي دعا إليها، في وقت مبكر، نتيجة سلسلة من الفضائح هزت أوساطه المقربة التي ركزت عليها اتهامات المدونة.
وكان موسكات، وهو رئيس لمجلس الوزراء منذ عام 2013، قرر التوجه إلى انتخابات عامة مبكرة، بعد بروز اسم زوجته في إحدى قضايا الفساد الناجمة عن تسريبات ما يسمى "وثائق بنما".
وقد نفى دائماً ارتكاب مخالفات، ووعد بتقديم استقالته إذا ظهرت أدلة على أن أسرته لديها حسابات مصرفية سرية تستخدم للرشى، كما اتهمته غاليزيا.
بدوره، عرض مؤسس موقع ويكيليكس، جوليان أسانج، مكافأة قدرها 20 ألف يورو لمن يقدم معلومات عن الاعتداء تؤدي إلى إدانة المسؤولين عنه.
Facebook Post |
(فرانس برس)