أدانت المؤسسة الحقوقية "إنسانية" ما يتعرض له الناشط المصري، الدكتور صلاح سلطان، داخل المعتقلات، مطالبةً بالإفراج عنه وعن معتقلي الرأي كافة في السجون المصرية، وتوفير بيئة محاكمة عادلة له، في وقتٍ أكد فيه نجل سلطان تعرض والده للتهديد بالتصفية الجسدية.
وأكدت المؤسسة، أنّ ما يتعرض له سلطان، يتعارض مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والذي ينص على أنه "لكل إنسان الحق فى الحياة، ولا يجوز أن يتعرض أي شخص للاعتقال أو الاحتجاز أو السجن بصورة تعسفية".
كما تنص المادة 7 منه على أنه "لا يجوز إخضاع أحد للتعذيب ولا للمعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو الحاطة من كرامته".
ولم يشفع لسلطان تقدمه في السن، وتقلده المناصب، وكونه أميناً عاماً سابقاً للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف المصرية، من أن يقع رهن الاعتقال في السجون المصرية، بدل أن يلقى معاملة إنسانية لائقة.
والدكتور صلاح الدين عبد الحليم مرسي سلطان، البالغ من العمر 56 عاماً، هو أستاذ الشريعة الإسلامية في كلية دار العلوم في جامعة القاهرة، وشغل منصب الأمين العام للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف المصرية، وهو أب لخمسة أبناء، أحدهم أُفرج عنه، أخيراً، من السجون المصرية بعد تدهور حالته الصحية إثر إضراب عن الطعام شارف على إتمام العام.
يذكر أن صلاح اعتقل في 28 سبتمبر/أيلول 2013، من مطار القاهرة حيث كان متجهاً إلى الولايات المتحدة الأميركية، وظل مختفياً قسرياً فترة من الزمن، حتى علمت أسرته أنه تم اقتياده إلى مبنى الأمن الوطني، حيث تعرض للتعذيب الشديد، لانتزاع الاعترافات منه، ثم تم نقله إلى ليمان طره، ومنه إلى سجن العقرب، وأخيرًا تم احتجازه في سجن وادي النطرون.
وتعرض داخل السجون المصرية لانتهاكات نفسية وجسدية جسيمة، كونه معتقلاً سياسياً، حيث كانت إدارة السجن تسمح بدخول كميات قليلة جداً من الطعام له، وقطع المياه والكهرباء عنه ويتم منعه من التريض أيضاً.
اقرأ أيضاً مصر: الإعدام والمؤبد لسلطان الأب والابن
وفي سجن وادي النطرون بدأت رحلة من الانتهاكات الأشد إيلاماً وقسوة، حيث يتم احتجاز "سلطان" انفرادياً داخل عنبر كامل، مع ارتفاع درجة الحرارة وافتقار الزنازين إلى التهوية، وطبيعة الزنازين المصنوعة من المواد الخرسانية، يتم ترك الدكتور صلاح مقيداً من الخلف طوال اليوم، كما يتم إجباره على النوم على الأرض مباشرة بدون حائل، على الرغم من أنه يعاني من أمراض في عموده الفقري وتنميل في أطرافه.
وترفض إدارة سجن وادي النطرون عرض سلطان على الطبيب، كما يتم بين حين وآخر سحب متعلقاته الشخصية والأدوية الخاصة به، ولا يُسمح له بدخول دورة المياه إلا مرة واحدة فقط يومياً في "دلو" بالزنزانة على الرغم من أنه مريض بالسكري، كما يُمنع من التعرض للشمس، ناهيك عن الإهانة اللفظية التي يتعرض لها من ضباط السجن.
وتستخدم إدارة السجن الزيارات كوسيلة للتنكيل به، إذ يتم منعها في كثير من الأحيان، وتكون مدتها 10 دقائق.
ويؤكد نجل "سلطان" أنه في زيارته الأخيرة لوالده بدا عليه الإعياء الشديد وآثار التعذيب الواضحة، نتيجة اقتحام زنزانته والاعتداء عليه بالضرب والألفاظ النابية.
اقرأ أيضاً:جامعة القاهرة تفصل باسم عودة وصلاح سلطان