نستعرض اليوم في الحلقة الحادية عشرة، من فقرة "نجوم من الماضي"، نجماً مشاكساً، أبهر العالم بأسره، وخطف قلوب عشاق البرازيل والبرشلونيين، لكن الزمن قسى عليه في الكثير من الأحيان، حين جعله يذرف الدموع، بسبب حبه للعب.
"أهداف، تألق، لاعب مزاجي، بكاء" كلّ هذه العبارات، تؤدي إلى لاعب واحد، شخص فريد من نوعه في عالم كرة القدم، هو الأسطورة البرازيلية روماريو، والذي يعتبر من أنجح المهاجمين في تاريخ المستديرة ومنتخب بلاده، حيث لمع اسمه في سماء الكرة العالمية بشكل منقطع النظير.
روماريو لعب في صفوف الكثير من الأندية، وكان في كل مناسبة يثبت بأنه هداف من طينة الكبار، باستثناء بعض التجارب الفاشلة، وذلك بسبب مزاجيته واختلافه مع المدربين بشكل كبير، مما دفعهم لاسبعاده في الكثير من الأوقات.
النجم البرازيلي بدأ مسيرته مع فاسكو دي غاما البرازيلي، وسطع نجمه باكراً فرحل بعدها إلى أيندهوفن حيث تألق بشكل لافت، ليستقدمه يوهان كرويف إلى فريق الحلم البرشلوني، الذي ضم ستويشكوف وغوارديولا، لاودروب وكومان، وظفر حينها بلقب دوري أبطال أوروبا في موسم 1993-1994.
وأتى كأس العالم في سنة 1994، وشكل روماريو ثنائياً ذهبياً رفقة بيبيتو، وقادا السامبا إلى النهائي، ورفع كأس العالم بعد الفوز على إيطاليا بركلات الجزاء. لكنه حرم من المشاركة في كأس العالم 1998 بسبب خلافاته مع زيكو مساعد زاغالو، وبكى يومها روماريو في المؤتمر الصحافي لحرمه من اللعب مع الظاهرة البرازيلية رونالدو، ولتسقط البرازيل في النهائي أمام فرنسا بثلاثية نظيفة.
لم تتوقف الدموع كذلك قبيل مونديال 2002 والذي فازت البرازيل بلقبه، حيث تمسّك المدرب سكولاري بقراره، رغم الضغط الجماهيري الكبير، وتدخل رئيس الجمهورية، لكن ذلك لم يشفع للنجم الأسمر.
مشاكله كانت كثيرة مع المدربين والرياضيين، وأبرزها كانت مع الملك بيليه، حين أساء الأخير التعبير مما دفع روماريو للتفوه بكلمات غير لائقة، لكنه عاد واعتذر من الجوهرة البرازيلية، بعد أن قام الأخير بتوضيح وجهة نظره، بالقول: "كنت أقصد ليعتزل روماريو في القمة". واعترف حينها بمهارته غير الاعتيادية.
سجل المخضرم روماريو أهدافاً لا تعد ولا تحصى، وبحسب إحصاءات اللاعب نفسه، تخطى عددها ألف هدف، من مباريات رسمية وغير رسمية، وأصبح بهذا الرقم ثاني لاعب يتعدى حاجز الألف بعد بيليه، لكن اتحاد كرة القدم "فيفا" لم يعترف بالأهداف كلّها، ولكن رغم ذلك بقي الرقم واحد على مستوى العالم. واعتزل رومايو كرة القدم في سنة 2008، واختارت صحيفة "ألموندو ديبورتيفو" هدف روماريو في موسم 1993-1994، كأجمل هدف في تاريخ نادي برشلونة، وذلك خلال لقاء النادي الكتالوني مع ريال مدريد الإٍسباني، في تصويت شمل 200 ألف مشجع.
اقرأ أيضاً: نجوم من الماضي..كرويف الشامل ملهم البلاد المنخفضة