نتابع اليوم حلقة أخرى في فقرة "نجوم من الماضي"، حيث نستعرض سويةً، لاعباً أثار جدلاً واسعاً في ملاعب كرة القدم، ليصبح نجماً معشوقاً في مكان، ومنبوذاً في مكان آخر.
تتغير الأيام وتبقى قصة لويس فيغو مع برشلونة وريال مدريد حيّة في ذاكرة الجماهير والعالم أجمع، يوم تحول البطل إلى خائن، ليصبح منبوذاً لدى جماهير ومعشوقاً لدى آخرين في ظرف أيامٍ فقط، هي كرة القدم بالفعل ليست مجرد لعبة أقدام، بل هي تجسد قصصاً غريبة لا تحدث في أي مكان آخر.
فيغو النجم البرتغالي الذي بدأ رحلته مع سبورتينغ لشبونة في موسم 1998 انتقل إلى برشلونة في سنة 1995، ومن ثم حط رحاله في النادي الكتالوني، وتخلل تلك الفترة، الفوز ببطولة الدوري الإسباني وعدد من البطولات الأخرى في موسمي 1998 و1999.
رحلة فيغو انتهت في موسم 2000، حين انتقل إلى ريال مدريد، الغريم التقليدي للبرسا، وحينها صدم العالم بأسره، فلم تصدق جماهير الكرة الخبر، لكن أموال فولرنتينو بيريز كانت كفيلة بجذب فيغو. وصل البرتغالي إلى العاصمة المدريدية وتحسّن وتتطور بالفعل، فقد تغيّر مكانه في الملعب مع قدوم التوأم الروحي زين الدين زيدان، فحققا سوياً بطولة الدوري الإسباني، ولقب دوري أبطال أوروبا، وصنعا مجداً كبيراً لمدريد، حفر في ذاكرة التاريخ.
أصعب لحظات فيغو كانت زيارة معقل البرسا، هناك حيث كان يحتشد 90 ألف عاشق للفريق الكتالوني في الكامب نو، جميعهم كانوا ضد اللاعب المهاري صاحب الرؤية الواسعة، والتمريرات السحرية. كانت تلك الزيارة أصعب لحظات في مسيرته، فعندما كان يتجه لتنفيذ ركلة الزاوية، كانت تنهال عليه "عبوات المياه" وغيرها الكثير من الأشياء الصلبة، فكان فيغو يترك تنفيذ الكرة ويرحل. ولأن كرة القدم أكثر من لعبة، كانت جماهير البلاوغرانا تصفه بالخائن، وتطلق صافرات الاستهجان كلما لمس الكرة بشكل جنوني.
مسيرة فيغو حافلة بالأرقام القياسية، فقد اختير أفضل لاعب في العالم موسم 2001، وسجل خلال مسيرته 93 هدفاً في 577 لقاء لعبها مع الأندية المختلفة، والتي كان آخرها انتر ميلان، بعد رحيله في موسم 2005 عن صفوف النادي الملكي إلى النيراتزوي، واعتزل هناك في أحضان السان سيرو في موسم 2009، بعد أن حقق معهم لقب الدوري الإيطالي في 4 مناسبات، كما قدم مستوى كبيرا مع منتخب بلاده في أمم أوروبا 2000، وخسر أمام بطلة العالم فرنسا في نصف النهائي، وفشل في الفوز بالكأس ذاتها في 2004 أمام اليونان.