نجيب السيد أحمد.. شخصيّة فعالة في غوسلار

21 يناير 2016
ساهم في مساعدة اللاجئين (العربي الجديد)
+ الخط -

في التاسع من يناير/ كانون الثاني الجاري، بدأ الصيدلي السوري نجيب السيد أحمد (31 عاماً)، يومه الروتيني في الصيدلية التي يتدرب فيها منذ نحو شهرين في مدينة غوسلار الألمانية، بهدف تعديل شهادته السورية. في ذلك اليوم، طلب مدير الصيدلية منه المساعدة في تنظيم حفل لبلدية المدينة. يقول: "لم تكن لدي أدنى فكرة عن طبيعة الحفل. لم أسأل عن الأمر حتى، لأنني كنت قد عرضت المشاركة مسبقاً في أي عمل تطوعي".

توجّه نجيب إلى الصالة، وبدأ العمل على ترتيبها واستقبال المتطوعين مع مجموعة من الضيوف، وعرف أنه احتفال سنوي لعرض الإنجازات والنشاطات المدنية في غوسلار. وقبيل انتهاء الحفل، أعلنت بلدية المدينة عن اختيار أفضل رجل وامرأة كانا فعالين في المجتمع خلال عام 2015، فالتفت نجيب إلى صديقه الألماني للاستيضاح عن الجائزة، فأخبره أنهم "يكرّمون في كل عام أفضل شخصية فعالة في المدينة".

قبيل إعلان الأسماء، بدأ الحضور بمشاهدة عرض للتعريف بالفائز ومواصفاته: "شاب جاء منذ فترة وجيزة إلى غوسلار، وهو متطوع في الصليب الأحمر الألماني وساهم بشكل فعال في مساعدة اللاجئين إلى المدينة". للوهلة الأولى، شعر نجيب أنه قد يعرف هذا الشخص أو التقاه في أحد هذه النشاطات. تابع العرض: "متطوع في جمعية مكافحة الإيدز. وللمرة الأولى ليس ألمانياً". شعر أن هذه الصفات تخصه. "هل يعقل أن أكون أنا؟ لا يمكن. ما الذي فعلته حتى يختارونني؟".

وذكر العرض أن الشاب "طبع بطاقات معايدة في عيدي الأضحى ورأس السنة ووزعها على المارّة في الشارع". في هذه اللحظة تأكد نجيب أنه المقصود. يقول: "كانت فرحتي كبيرة. حين لفظوا اسمي، شعرت بالفخر كوني لاجئاً سوريّاً".

وصل نجيب من تركيا إلى ألمانيا بداية تموز/ يوليو عام 2014، وحصل على حق اللجوء فيها. خلال أيام قليلة، بدأ بتعلُّم اللغة الألمانية. يقول: "أردت الانخراط بسرعة في المجتمع. تابعت العمل التطوعي الذي بدأته مع الهلال الأحمر السوري في سورية منذ سنوات، وشعرت أنني أبدأ حياتي من جديد. اللغة كانت عائقاً في البداية، وقد تطوعت مع منظمات عدة كمترجم للاجئين".

تكريم نجيب كان مفاجئاً لبعض الألمان حتى، وخصوصاً بعد حوادث التحرش الجنسي التي وجّهت أصابع الاتهام فيها إلى لاجئين.

من جهته، يقول إنه "يجب على اللاجئين السوريين الاندماج في ألمانيا، وتعريف الألمان على هويتهم وثقافتهم وقيمهم وأحلامهم وإمكانياتهم". يضيف: "إذا بقينا نعيش في قوقعتنا، علينا أن نتوقع أن يخاف العالم منّا، فالخوف من المجهول أمر طبيعي".

اقرأ أيضاً: لن ننسى.. سوريّون ذاقوا طعم الموت 
المساهمون