لن يكون الخروج من المنزل سهلاً. ليس لأنّنا اعتدنا العيش في مساحة ضيّقة، حيث نعمل ونطهو الطعام ونأكل وننام ونتواصل مع الأصدقاء... وليس لأنّنا اعتدنا التعامل مع كلّ شيء من خلف شاشات أو أقنعة، وليس لأنّنا أعدنا التفكير في حياتنا، مهما أنكرنا الأمر، بل لأنّنا سنخرج لنلقى حياة مختلفة. لم نتوقّع أن نترك الحياة في الخارج لبعض الوقت لنجدها وقد تغيّرت تماماً، كما قد يسافر أحدهم ليعود فيجد أن منزله قد احترق. ما إن نخرج حتّى تلسعنا الحياة. سنضحك حين نلتقي بمن نحب، ونروي تجربتنا في الحجر، ونتبادل النكات حول الكيلوغرامات التي اكتسبناها قبل وقت قصير من موسم البحر. لكنّ ما في الخارج لا يدعو إلى الفرح. سيحصل أنّنا سنضحك على أنفسنا لنتابع حياة بدأناها. ثمّة صوت في داخلنا يصرخ بأنّ الآتي أعظم، وأنّ موجة جديدة من فيروس كورونا لا بد آتية.
سنشارك في تظاهرات أحياناً ثمّ نذهب إلى المصارف التي تحجر على أموالنا وإن كنّا ندرك أننا لن نحصل عليها. نأمل لعيوننا المتوسّلة أن تُحدث شيئاً ما... سحراً ربما، لكنّ ذلك لن يتحقق. وسنعتاده. سنُعيد صياغة حياتنا وفقاً للمتغيّرات. سنقتصد ونقتصد ونتخلّى عن تفاصيل بسيطة كانت ملجأََ بالنسبة إلينا. الشوكولاتة الداكنة المستوردة مثلاً. ألم تخبرنا الإعلانات أنّ في تناول الشوكولاتة متعة لا متناهية؟
اقــرأ أيضاً
حلم؟ نريد أن نحلم مثلهم ونعيش تلك الحياة البسيطة. لكنّ الحياة لم تعد كما كانت. كأنّ كورونا حبسنا في منازلنا ليتمادى لبنان في إفلاسه، أو ليسقط أخيراً بعدما أوقعنا في الهاوية. واليوم، علينا أن نُبدّل كل تلك التفاصيل التي شكّلت لذاتنا في هذه الحياة. نحن الذين توصّلنا إلى قناعة بأنّ الحياة تافهة، وأنّ لا شيء يستحقّ، سنحاول التكيّف. لكنّ هذا التكيّف سيكون قاسياً وثقيلاً. أجسادنا باتت ضعيفة، ولا قدرة لها على تحمّل التغيير تلو الآخر.
نقفز بين أحداث كثيرة منذ سنوات. نجتازها ونراكم في داخلنا الضغوط. ولا نلبث أن نتحرّر من بعضها حتّى تأتي أخرى جديدة. الغلاء اليوم بات مثل وحشٍ. سنعدّ للعشرة قبل أن نشتري أي سلعة. سنسأل إن كان يمكننا الاستغناء عن هذه وتلك. سنقول لأطفالنا إننا لن نتمكن من تلبية طلباتكم كما اعتدنا. لا يتعلّق الأمر بجوع من عدمه، بل بالكثير من الفقر والهمّ. سنعتاد على نمط حياة جديد، وسنقنع أنفسنا بأننا بخير، فقد تأتي أيام أكثر سوءاً. وهذه فرصتنا ربّما لنفكّر بيومنا فقط، فلا جدوى من التفكير في المستقبل. أولئك الذين ظنوا أن المال المدّخر في المصارف سيكون سنداً لهم في اليوم الأسود، باتوا من دون أوراق نقدية. يحلمون فقط بأن تخرج من حجرها يوماً ما. لكن لا بأس، فنحن موعودون بما هو أسوأ.
سنشارك في تظاهرات أحياناً ثمّ نذهب إلى المصارف التي تحجر على أموالنا وإن كنّا ندرك أننا لن نحصل عليها. نأمل لعيوننا المتوسّلة أن تُحدث شيئاً ما... سحراً ربما، لكنّ ذلك لن يتحقق. وسنعتاده. سنُعيد صياغة حياتنا وفقاً للمتغيّرات. سنقتصد ونقتصد ونتخلّى عن تفاصيل بسيطة كانت ملجأََ بالنسبة إلينا. الشوكولاتة الداكنة المستوردة مثلاً. ألم تخبرنا الإعلانات أنّ في تناول الشوكولاتة متعة لا متناهية؟
حلم؟ نريد أن نحلم مثلهم ونعيش تلك الحياة البسيطة. لكنّ الحياة لم تعد كما كانت. كأنّ كورونا حبسنا في منازلنا ليتمادى لبنان في إفلاسه، أو ليسقط أخيراً بعدما أوقعنا في الهاوية. واليوم، علينا أن نُبدّل كل تلك التفاصيل التي شكّلت لذاتنا في هذه الحياة. نحن الذين توصّلنا إلى قناعة بأنّ الحياة تافهة، وأنّ لا شيء يستحقّ، سنحاول التكيّف. لكنّ هذا التكيّف سيكون قاسياً وثقيلاً. أجسادنا باتت ضعيفة، ولا قدرة لها على تحمّل التغيير تلو الآخر.
نقفز بين أحداث كثيرة منذ سنوات. نجتازها ونراكم في داخلنا الضغوط. ولا نلبث أن نتحرّر من بعضها حتّى تأتي أخرى جديدة. الغلاء اليوم بات مثل وحشٍ. سنعدّ للعشرة قبل أن نشتري أي سلعة. سنسأل إن كان يمكننا الاستغناء عن هذه وتلك. سنقول لأطفالنا إننا لن نتمكن من تلبية طلباتكم كما اعتدنا. لا يتعلّق الأمر بجوع من عدمه، بل بالكثير من الفقر والهمّ. سنعتاد على نمط حياة جديد، وسنقنع أنفسنا بأننا بخير، فقد تأتي أيام أكثر سوءاً. وهذه فرصتنا ربّما لنفكّر بيومنا فقط، فلا جدوى من التفكير في المستقبل. أولئك الذين ظنوا أن المال المدّخر في المصارف سيكون سنداً لهم في اليوم الأسود، باتوا من دون أوراق نقدية. يحلمون فقط بأن تخرج من حجرها يوماً ما. لكن لا بأس، فنحن موعودون بما هو أسوأ.