محمد نبيل بنعبد الله الوزير المغربي السابق والأمني العام الحالي لحزب "التقدم والاشتراكية" المشارك في الحكومة، قال في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن النداء الذي شمل توقيعه جاء من فكرة فلسطينية محضة، حيث اقترح عليه قيادي في اللجنة المركزية لحركة "فتح" الانضمام إلى نداء السلم في اليمن، فلم يمانع "ما دام المبدأ هو البحث عن السلم والنأي من الحرب".
وشدد على أن ميزة هذا النداء الذي اتفقت عليه شخصيات من مختلف الأطياف والإيديولوجيات هي أنه لا يرجح كفة طرف على آخر، وأن الأمر يتعلق بمبدأ إنساني نبيل هو "إحلال السلام في اليمن الشقيق، وإبعاد شبح الحروب من المنطقة العربية حتى تعود إلى سابق عهدها باحثة عن البناء بدل الهدم".
من جهته، أورد المفكر الإسلامي محمد الطلابي، وهو قيادي بارز في حركة "التوحيد والإصلاح" الإسلامية في المغرب، ضمن تصريح مقتضب لـ"العربي الجديد"، بأن النداء يأتي في سياق "حاسم وحساس تمر منه الأمة العربية الثكلى بالآلام والمثخنة بالجراح والممزقة من كثرة النزاعات والشقاقات".
وزاد المتحدث ذاته أن النداء جمع شخصيات من مختلف التيارات الإسلامية واليسارية، وهو ما يعطيه قوة ومصداقية، كما أنه يأتي في زمن فاضل هو حلول الأشهر الحرم التي حرم الله فيها إقامة الحروب، مردفا أن يتمنى أن تعطي هذه المبادرة ثمارها التي تكون في مصلحة جميع الأطراف.
وأورد الموقعون على النداء أنه طال أمد الحرب التي أكلت الأخضر واليابس، وسالت دماء عربية زكية على مذبح احتراب الأشقاء، الذي كان يمكن تجنبه"، عازين النداء إلى "منطلق المسؤولية التاريخية والأدبية ومنطلق محبة اليمن وشعبها، وأهميتها في الجسم العربي".
وأهابت الشخصيات العربية بجميع أطراف المعادلة الوطنية اليمنية أن يتخذوا قرارا، "صار حتميا وضروريا ولا يجوز أن يتأخر، هو قرار الوقف الفوري لكافة العمليات العسكرية"، واقترحوا هدنة لمدة ثلاثة أشهر، "خصوصا أننا مقبلون على الأشهر الحرم".
هذه الأشهر الحرم، يضيف النداء، تتم خلالها الاستجابة للجهود الدولية والإقليمية والعربية والقوى الوطنية اليمنية، التي تسعى إلى إنهاء النزاع وإيجاد صيغة للتوافق الوطني عبر الحوار، وبناء نظام سياسي به متسع للجميع، يقوم على إعادة تفعيل المؤسسات الوطنية الديمقراطية من رئاسة وحكومة وبرلمان وأحزاب وطنية.
وضمت قائمة الموقعين مثقفين وسياسيين معروفين، من بينهم رئيس الوزراء السوداني الأسبق الإمام الصادق المهدي، ورئيس وزراء الأردن الأسبق عبد السلام المجالي، ورئيس تيار الحكمة الوطني في العراق عمار الحكيم، وعضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" في فلسطين عباس زكي، وحسن نافعة كاتب مصري، ومندوب عُمان في مجلس التعاون الخليجي بالرياض سابقًا سيف المسكري، وعضو المجلس الوطني بالجزائر صالح قوجيل، ورئيس مجلس النواب التونسي سابقًا مصطفى بن جعفر.