انتخب المجلس الوطني لحزب الاستقلال المغربي قيادته الجديدة، فاختار نزار بركة خلفا لحميد شباط على رأس الحزب. وفي عملية تصويت دامت ساعات طويلة مساء السبت، فاز بركة بتصويت أغلبية مطلقة ناهزت 924 صوتاً، مقابل 230 صوتاً لشباط.
بركة، وهو وزير الاقتصاد والمالية السابق في حكومة عبد الإله بنكيران، ورئيس المجلس الاجتماعي والاقتصادي والبيئي حاليا، وبفوزه، تمكن من وضع حد لمسار حميد شباط على رأس حزب الاستقلال، الذي أسسه الزعيم الراحل علال الفاسي.
وخلال ترؤسه الحزب، أثار شباط الجدل مرات عديدة، لا سيما حين قرر انسحاب حزبه من الحكومة السابقة بسبب خلافات مع رئيسها بنكيران، ما أفضى إلى أزمة حكومية تم حلها بدخول حزب "الأحرار". كما تسببت تصريحاته بشأن الوحدة الترابية لموريتانيا، غضب جهات نافذة في البلاد، قبل أن يتم وضع "فيتو" أمام دخوله الحكومة الحالية برئاسة سعد الدين العثماني.
الرئيس الجديد للحزب، نزار بركة، وُلد في عام 1964 بمدينة الرباط، أكاديمي وخبير اقتصادي ومالي أكثر منه رجل مناكفات سياسية، كما أنه سليل أسرة عريقة، وجدّه من والدته هو علال الفاسي، مؤسس حزب الاستقلال.
وتوجهت اهتمامات بركة، في البداية، نحو علوم الاقتصاد، فحصل على شهادة الإجازة في الاقتصاد القياسي في عام 1985، وعلى دبلوم الدراسات المعمقة في الاقتصاد من جامعة إكس مارسيليا 3 بفرنسا في عام 1986، ثم حاز شهادة الدكتوراه في العلوم الاقتصادية من الجامعة نفسها في عام 1992.
وتدرّج بركة في مهام تدريسية داخل جامعة محمد الخامس، ثم نال مراتب عدة في وزارة المالية، قبل أن يعينه الملك محمد السادس في أكتوبر/تشرين الأول 2007 وزيرا منتدبا لدى رئيس الحكومة مكلفا بالشؤون الاقتصادية والعامة، ثم وزيرا للاقتصاد والمالية في حكومة بنكيران سنة 2012، وبعد خروج "الاستقلال" من الحكومة تم تعيين بركة رئيسا للمجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي.
وخلال مساره الحكومي القصير كوزير للاقتصاد والمالية في الحكومة السابقة، أظهر نزار بركة حنكته التي اعترف له بها بنكيران أكثر من مرة. كما نال تقديرا دوليا، واختارته مجلة ذي بانكر، التابعة لمجموعة فايننشال تايمز، كأفضل وزير للمالية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (مينا) سنة 2012.
أما على الصعيد الحزبي، التحق بركة بحزب الاستقلال سنة 1981، وهو العام الذي حصل فيه على شهادة البكالوريا، ليتدرج في عدد من المهام والمسؤوليات داخل هذا الحزب، وانتخب عضوا في اللجنة التنفيذية للحزب بين 2003 و2012، قبل أن يقدم ترشيحه مؤخراً لخلافة شباط، وينجح في ذلك.