واجبها وإنسانيّتها دفعا نسرين عميرة، التي لم تتجاوز 19 عاماً من عمرها، إلى تحدّي جنود الاحتلال الإسرائيلي، بهدف إنقاذ مصابين أراد الاحتلال اعتقالهما. جرأتها هذه ليست وليدة اللحظة، فما فعلته جزء من إيمانها بقضيتها
على مدى خمس عشرة دقيقة، قاومت المسعفة الفلسطينية نسرين محمد عميرة (19 عاماً) جنود الاحتلال الإسرائيلي خلال مواجهات شهدها محيط المدخل الشمالي لمدينة البيرة وسط الضفة الغربية، على مقربة من حاجز بيت إيل. هي وأربعة من زملائها المتطوعين في قسم إدارة المتطوعين التابع للدفاع المدني الفلسطيني، تحدوا جنود الاحتلال بهدف إنقاذ مصابين من الاعتقال أول من أمس.
خلال المواجهات التي دعت إليها الكتل الطلابية في جامعة "بيرزيت"، رداً على اقتحام قوة من المستعربين حرم الجامعة واعتقال رئيس مجلس طلابها عمر الكسواني، أصيب ثمانية من طلبة الجامعة، أحدهم أصيب برصاصة من مسافة قريبة جداً. وكان أحد زملائه يحاول إنقاذه، فأصيب هو الآخر.
اقــرأ أيضاً
استعدت مجموعة من جنود الاحتلال لاعتقالهما، إلا أن فرقة متطوعي الدفاع المدني الفلسطيني المكونة من خمسة أفراد، بينهم نسرين، دافعوا عن المصابين على الرغم من تعرضهم للضرب المبرح بأعقاب البنادق، ما أدى إلى إصابتهم برضوض وكدمات. وأخيراً، نجح المتطوعون في تخليص الطالبين المصابين من قبضة جنود الاحتلال، تقول نسرين لـ "العربي الجديد". وتؤكد أنه بحسب القانون الدولي، "لا يحق لأي جندي في العالم أن يعتقل مصاباً. قمنا بواجبنا من دون أن نخطط لأي شيء مسبقاً. هذه ردة فعل كل إنسان فلسطيني". تضيف: "حين تتحرّك الإنسانية والضمير، يختفي الخوف"، لافتة إلى أن "قمع الاحتلال للفلسطينيين بكافة فئاتهم سيزيد الفلسطينيين قوة وثباتاً وتمسكاً بوطنهم".
في كلّ مرة تحضر فيها نسرين إلى مكان المواجهات، تتهيّأ لما قد يحدث، خصوصاً التصادم مع جنود الاحتلال بهدف إنقاذ المصابين. تقول إن "الجرأة إرادة وتحد". نسرين خاطبت الجندي قائلة: "إذا كنت تريد إطلاق النار علي، فلتفعل. لكن ذلك لن يحدث إلّا بعدما أُنقذ المصاب".
من جهته، يقول خطيب نسرين، عطية دويك (25 عاماً)، وهو من مخيم الجلزون للاجئين الفلسطينيين شمال رام الله، ويعمل مسعفاً متطوعاً، إنه أصرّ على إنقاذ المصاب الآخر ونقله إلى سيارة الإسعاف التي أقلت المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج، علماً أن جروح أحدهما خطيرة فيما حالة الآخر مستقرة.
معركة الدفاع عن الجريحين قرب بيت إيل استمرت 15 دقيقة بين المتطوعين الخمسة وجنود الاحتلال. وعلى الرغم من تعرّضهم لكدمات من جراء اعتداء جنود الاحتلال عليهم، أكملوا عملهم إلى حين انتهاء المواجهات، ثم نقلوا إلى مجمع فلسطين الطبي لتلقي العلاج، وبقوا في المستشفى حتى وقت متأخر من الليل ليطمئنوا على المصابين. ويعلّق عطية ونسرين: "هذا عملنا الإنساني".
قبل أربع سنوات، التحقت نسرين بفريق متطوعي الدفاع المدني. تسكن في مدينة بيتونيا غرب رام الله، وكثيراً ما تُلقى قنابل الغاز المسيلة للدموع في منطقتها من جراء المواجهات، ما شكل حافزاً لدى نسرين لتعلم الإسعافات الأولية والتطوع لخدمة وعلاج الجرحى. وكثّفت جهودها بعد المواجهات التي اندلعت في عام 2015، لافتة إلى أنها تعد ذلك واجباً وطنياً، لذلك ستستمر في أداء هذا الواجب.
اقــرأ أيضاً
وعلى الرغم من بعض الصعوبات التي قد تواجه نسرين كونها فتاة، إلّا أنّها لاقت تشجيعاً من عائلتها وأصدقائها للاستمرار في التطوع والانخراط في الحياة. هذه الفتاة التي تخرجت حديثاً من الجامعة، وحصلت على دبلوم "فني أسنان"، تقول: "كل امرأة فلسطينية قادرة على كسر الحواجز. لا يوجد فرق بين الرجل والمرأة. كما أن انتقادات المجتمع تزيدني إصراراً على الاستمرار".
بدوره، يؤكد عطية أن وجوده مع خطيبته زاده إصراراً وقوة على إنقاذ الجرحى. "في حال كنت في خطر، سيكون الجميع في خطر. لذلك يجب العمل بروح الفريق الواحد".
قبل نحو سبع سنوات، تركز عمل فريق المتطوعين في الدفاع المدني على تقديم العلاج الميداني للمصابين. يقول أحد المشرفين السابقين على فرق التطوع في الدفاع المدني، كمال وشحة، لـ "العربي الجديد": "هناك حاجة لمساعدة فرق الإسعاف في الهلال الأحمر الفلسطيني، سواء في الحالات الصحية الطارئة، أو وجود إصابات من جراء المواجهات مع الاحتلال، أو حوادث السير".
تضم فرق المتطوعين التابعة للدفاع المدني مجموعات هدفها إيجاد متطوعين من كافة الفئات والأعمار، في القرى والمدن والمخيمات الفلسطينية، خصوصاً تلك التي تشهد مواجهات مع الاحتلال، من أجل المساعدة في علاج الجرحى. وحين تبدأ المواجهات، تأخذ فرق المتطوعين مواقعها على مقربة من الشبان، ليؤدوا واجبهم بأقصى سرعة. وتتولى الفرق تقديم العلاج للجرحى وتأمين سيارات الإسعاف في حال احتاجوا الأمر، ونقلهم إلى أقرب مركز طبي.
على مدى خمس عشرة دقيقة، قاومت المسعفة الفلسطينية نسرين محمد عميرة (19 عاماً) جنود الاحتلال الإسرائيلي خلال مواجهات شهدها محيط المدخل الشمالي لمدينة البيرة وسط الضفة الغربية، على مقربة من حاجز بيت إيل. هي وأربعة من زملائها المتطوعين في قسم إدارة المتطوعين التابع للدفاع المدني الفلسطيني، تحدوا جنود الاحتلال بهدف إنقاذ مصابين من الاعتقال أول من أمس.
خلال المواجهات التي دعت إليها الكتل الطلابية في جامعة "بيرزيت"، رداً على اقتحام قوة من المستعربين حرم الجامعة واعتقال رئيس مجلس طلابها عمر الكسواني، أصيب ثمانية من طلبة الجامعة، أحدهم أصيب برصاصة من مسافة قريبة جداً. وكان أحد زملائه يحاول إنقاذه، فأصيب هو الآخر.
استعدت مجموعة من جنود الاحتلال لاعتقالهما، إلا أن فرقة متطوعي الدفاع المدني الفلسطيني المكونة من خمسة أفراد، بينهم نسرين، دافعوا عن المصابين على الرغم من تعرضهم للضرب المبرح بأعقاب البنادق، ما أدى إلى إصابتهم برضوض وكدمات. وأخيراً، نجح المتطوعون في تخليص الطالبين المصابين من قبضة جنود الاحتلال، تقول نسرين لـ "العربي الجديد". وتؤكد أنه بحسب القانون الدولي، "لا يحق لأي جندي في العالم أن يعتقل مصاباً. قمنا بواجبنا من دون أن نخطط لأي شيء مسبقاً. هذه ردة فعل كل إنسان فلسطيني". تضيف: "حين تتحرّك الإنسانية والضمير، يختفي الخوف"، لافتة إلى أن "قمع الاحتلال للفلسطينيين بكافة فئاتهم سيزيد الفلسطينيين قوة وثباتاً وتمسكاً بوطنهم".
في كلّ مرة تحضر فيها نسرين إلى مكان المواجهات، تتهيّأ لما قد يحدث، خصوصاً التصادم مع جنود الاحتلال بهدف إنقاذ المصابين. تقول إن "الجرأة إرادة وتحد". نسرين خاطبت الجندي قائلة: "إذا كنت تريد إطلاق النار علي، فلتفعل. لكن ذلك لن يحدث إلّا بعدما أُنقذ المصاب".
من جهته، يقول خطيب نسرين، عطية دويك (25 عاماً)، وهو من مخيم الجلزون للاجئين الفلسطينيين شمال رام الله، ويعمل مسعفاً متطوعاً، إنه أصرّ على إنقاذ المصاب الآخر ونقله إلى سيارة الإسعاف التي أقلت المصابين إلى المستشفى لتلقي العلاج، علماً أن جروح أحدهما خطيرة فيما حالة الآخر مستقرة.
معركة الدفاع عن الجريحين قرب بيت إيل استمرت 15 دقيقة بين المتطوعين الخمسة وجنود الاحتلال. وعلى الرغم من تعرّضهم لكدمات من جراء اعتداء جنود الاحتلال عليهم، أكملوا عملهم إلى حين انتهاء المواجهات، ثم نقلوا إلى مجمع فلسطين الطبي لتلقي العلاج، وبقوا في المستشفى حتى وقت متأخر من الليل ليطمئنوا على المصابين. ويعلّق عطية ونسرين: "هذا عملنا الإنساني".
قبل أربع سنوات، التحقت نسرين بفريق متطوعي الدفاع المدني. تسكن في مدينة بيتونيا غرب رام الله، وكثيراً ما تُلقى قنابل الغاز المسيلة للدموع في منطقتها من جراء المواجهات، ما شكل حافزاً لدى نسرين لتعلم الإسعافات الأولية والتطوع لخدمة وعلاج الجرحى. وكثّفت جهودها بعد المواجهات التي اندلعت في عام 2015، لافتة إلى أنها تعد ذلك واجباً وطنياً، لذلك ستستمر في أداء هذا الواجب.
وعلى الرغم من بعض الصعوبات التي قد تواجه نسرين كونها فتاة، إلّا أنّها لاقت تشجيعاً من عائلتها وأصدقائها للاستمرار في التطوع والانخراط في الحياة. هذه الفتاة التي تخرجت حديثاً من الجامعة، وحصلت على دبلوم "فني أسنان"، تقول: "كل امرأة فلسطينية قادرة على كسر الحواجز. لا يوجد فرق بين الرجل والمرأة. كما أن انتقادات المجتمع تزيدني إصراراً على الاستمرار".
بدوره، يؤكد عطية أن وجوده مع خطيبته زاده إصراراً وقوة على إنقاذ الجرحى. "في حال كنت في خطر، سيكون الجميع في خطر. لذلك يجب العمل بروح الفريق الواحد".
قبل نحو سبع سنوات، تركز عمل فريق المتطوعين في الدفاع المدني على تقديم العلاج الميداني للمصابين. يقول أحد المشرفين السابقين على فرق التطوع في الدفاع المدني، كمال وشحة، لـ "العربي الجديد": "هناك حاجة لمساعدة فرق الإسعاف في الهلال الأحمر الفلسطيني، سواء في الحالات الصحية الطارئة، أو وجود إصابات من جراء المواجهات مع الاحتلال، أو حوادث السير".
تضم فرق المتطوعين التابعة للدفاع المدني مجموعات هدفها إيجاد متطوعين من كافة الفئات والأعمار، في القرى والمدن والمخيمات الفلسطينية، خصوصاً تلك التي تشهد مواجهات مع الاحتلال، من أجل المساعدة في علاج الجرحى. وحين تبدأ المواجهات، تأخذ فرق المتطوعين مواقعها على مقربة من الشبان، ليؤدوا واجبهم بأقصى سرعة. وتتولى الفرق تقديم العلاج للجرحى وتأمين سيارات الإسعاف في حال احتاجوا الأمر، ونقلهم إلى أقرب مركز طبي.