تغيرت حياة النازحة الفلسطينية، نسرين محمد يوسف، بعدما تركت مخيم اليرموك في سورية، وانتقلت إلى مخيم عين الحلوة في صيدا (جنوب لبنان). كان ذلك قبل ثلاث سنوات، وقد أجبرتها الحرب الدائرة هناك على ترك مخيم اليرموك.
التحقت بالجامعة اللبنانية في مدينة صيدا. وحتى تتمكن من تأمين مصروفها اليومي ومساعدة أهلها، اضطرت إلى "تقشير البطاطا والثوم" في مركز جمعية "خطوة".
تقول لـ "العربي الجديد": "جئت إلى لبنان قبل ثلاث سنوات برفقة زوجي. في الوقت الحالي، لا أعرف عنه شيئاً. لذلك، أقيم وعائلتي في منزل قدمه لنا أحد الفصائل الفلسطينية في المخيم. لم نكن ندفع بدل إيجاره. لكن تغير الوضع بعدما توقفت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) عن تقديم مبلغ مالي هو بدل إيجار البيت. ولزم على كل فرد دفع مبلغ مالي قدره مائتا دولار كل ثلاثة أشهر. تضيف: "وحتى أتمكن من تأمين مصاريف الجامعة ومساعدة أهلي، لجأت إلى جمعية خطوة، وصرت أعمل في تقشير البطاطا والثوم".
حين جاءت إلى المخيم، سكنت عند خالها، بعض الوقت، قبل أن تنتقل إلى مركز تابع لجمعية ثقافية لم يكن مؤهلاً للسكن، إلا أنها عملت وعائلتها على تصليحه. بعدها، انتقلوا إلى السكن في مكتب تابع لأحد الفصائل في المخيم. تقول، إن شقيقها الذي يبلغ من العمر 15 عاماً، ولم يستطع إكمال دراسته، اضطر إلى العمل حمالاً لقوارير الغاز للبيوت الموجودة في المخيم. أما شقيقتها البالغة من العمر عشرين عاماً، فلا تعمل. تضيف: "في سورية كنا نتعلم، لكن هنا تغيرت أحوالنا. مرض والدي وبترت قدمه. أما في سورية، فكان لدينا منزل، وكان والدي يعمل".
تضيف يوسف، أنها عملت في مجالات عدة حتى تستطيع إعالة نفسها. بداية، كانت متطوعة في إحدى الجمعيات التي تنظم نشاطات ترفيهية للأطفال، وكانت تتقاضى عشرين دولاراً في اليوم. أيضاً، عملت كسكرتيرة في أحد المعاهد، وكانت تتقاضى مائتي دولار شهرياً، علماً أنها كانت تعمل من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الرابعة بعد الظهر. وعلى الرغم من الراتب المتدني، ظلت تعمل فيه إلى أن أغلق أبوابه نهائياً، لتضطر بعدها إلى ترك العمل. بعدها تعرفت إلى مشروع "خطوة" لتبدأ العمل بحسب طلب الزبون. تقول إنه ليس هناك دوام محدد، وتضطر، أحياناً، إلى العمل ليلاً. وتشير إلى أن المال الذي كانت تقدمه "أونروا" كان يساعد في سد نفقات البيت، لكنها ترى نفسها وعائلتها، اليوم، عاجزين عن تسديد جميع النفقات.
اقرأ أيضاً: عاطف العيماوي: اليرموك في قلبي