انتشر نحو 150 من قوات الحرس الوطني في كينوشا بولاية ويسكونسن يوم الخميس، في إطار جهد هائل لضمان الهدوء لليلة ثانية بعد عدة ليال من الاحتجاجات على إطلاق الشرطة النار على الأميركي الأسود جاكوب بليك، مما أثار اضطرابات أفضت إلى مقتل شخصين هذا الأسبوع.
وتصاعد التوتر في المدينة الواقعة على بحيرة ميشيغان بعد أن ألقت الشرطة القبض على بعض النشطاء المحتجين على الواقعة التي أطلق فيها ضابط أبيض النار على بليك (29 عاما) سبع مرات في ظهره فأصابه بالشلل.
وقال الميجر جنرال بول ناب، من الحرس الوطني بولاية ويسكونسن: "نحن هنا للحفاظ على السلامة العامة والهدوء".
وأشعل الحادث، الذي وقع ليلة الأحد، الاحتجاجات في مدن أميركية عدة على قتل الشرطة للسود. وأثارت وفاة جورج فلويد في مايو/ أيار بعد أن جثم ضابط شرطة في منيابوليس على رقبته مظاهرات في جميع أنحاء العالم.
وفي كينوشا وأماكن أخرى، خرج أيضا متظاهرون يمينيون، كان بعضهم مسلحا، في احتجاجات منافسة بدعوى الحفاظ على السلم ومحاولة وقف النهب وأعمال الشغب.
وقتل شاب يبلغ من العمر 17 عاما اثنين من المتظاهرين المناهضين للعنصرية وأصاب ثالثا ببندقية كان يحملها في اشتباكات عنيفة في كينوشا يوم الثلاثاء.
في كينوشا وأماكن أخرى، خرج أيضا متظاهرون يمينيون، كان بعضهم مسلحا، في احتجاجات منافسة بدعوى الحفاظ على السلم ومحاولة وقف النهب وأعمال الشغب.
ووُجهت يوم الخميس للمراهق كايل ريتنهاوس، من ولاية إيلينوي، تهمتا قتل، بالإضافة إلى الشروع في القتل وتعريض حياة الآخرين للخطر بشكل متهور.
وقال حاكم ولاية ويسكونسن توني إيفرز، وهو ديمقراطي: "أود أن أقول لهؤلاء الأشخاص الذين يركضون ببنادق دون سبب واضح... ابقوا في المنزل. دعوا الناس هنا يحتجون بشكل سلمي".
وساد هدوء نسبي كينوشا بعد أن حدد المدعي العام لولاية ويسكونسن جوش كول أن راستن شيسكي هو الضابط الذي أطلق النار من مسافة قريبة على ظهر بليك بعد أن فتح باب سيارته. وقال كول أيضا إن المحققين عثروا على سكين في أرضية السيارة.
وأحدثت اضطرابات كينوشا حالة صدمة في جميع أنحاء الولايات المتحدة، حيث بدأ رياضيون محترفون، بدءا من لاعبي دوري كرة السلة للمحترفين، إلى رابطة هوكي الجليد في أمركاي الشمالية، إضرابا وتصاعدت الاحتجاجات المناهضة للعنصرية في مدن أخرى.
وانتقد الرئيس الجمهوري دونالد ترامب حملات المقاطعة هذه، قائلا إن دوري السلة أصبح "مثل منظمة سياسية".
وأشادت السناتور الديموقراطية كامالا هاريس، مرشحة الديمقراطيين على منصب نائب الرئيس في انتخابات الثالث من نوفمبر/ تشرين الثاني، بلاعبي دوري السلة وتحدثت عن إطلاق النار على بليك.
وقالت هاريس، المدعي العام السابق لولاية كاليفورنيا، إنها تعتقد بضرورة توجيه اتهام للضابط الذي أطلق النار على بليك.
وأضافت وفق ما جاء في مقتطفات من مقابلة أجرتها معها شبكة (إن.بي.سي نيوز) ومن المقرر بثها يوم الجمعة: "ليس لدي كل الأدلة. بناء على ما رأيته، يبدو أنه يجب توجيه الاتهام إلى الضابط".
وأعرب زعيم الحقوق المدنية جيسي جاكسون، في مؤتمر صحفي، عن أسفه لما أسماه "نمط قتل السود"، وألقى باللوم على ترامب في خلق ثقافة يتم فيها تشجيع الشرطة على استخدام القوة المفرطة.
وطالب النشطاء والمدافعون عن المجتمع المدني وعائلة بليك بتوجيه الاتهام إلى الضابط.
(رويترز)