يوافق اليوم 21 فبراير/شباط، ذكرى يوم الطالب العالمي، والذي يرجع احتفال العالم به إلى تحركات طلاب مصر، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عام 1945، والاعتداء عليهم الذي أوقع عددا من الضحايا.
ولأنهم ليس مرحبًا بهم في وسائل الإعلام المصرية للحديث عن ذكرياتهم في هذا اليوم. اكتفى نشطاء في مصر بالتدوين عبر منصات التواصل الاجتماعي، فتداول كثيرون بحثا حول الحركة الطلابية للباحث المصري عصمت سيف الدولة، كتب فيه "الطلاب جزء من أي مجتمع. وهم جزء مشغول جزئياً أو كلياً بتحصيل المعرفة، ولكنه غير معزول أو منعزل عن المجتمع، بل ظاهرة إجتماعية شاملة في مجتمعهم. من هذه النظرة العامة لرؤية الطلاب يصح كل ما يقال من أنهم يؤثرون في مجتمعهم ويتأثرون به، وتحكم اتجاهاتهم الفكرية والحركية نفس القواعد التي تحكم الفئات الأخرى، وهذا يدحض كل ما يقال من أن على الطلاب أن يحصنوا أنفسهم ضد المؤثرات الاجتماعية خارج معاهدهم وأن يلتفتوا لدروسهم، ولا يكون غريباً أن يتحرك الطلاب ضمن أية حركة اجتماعية".
ويضيف سيف الدولة "الطلاب يتحركون معاً كقوة اجتماعية، ويحاولون أن يلعبوا دوراً سلمياً أو ثورياً في تطوير مجتمعهم، لا بصفتهم امتداداً داخل معاهد التعليم لقوى اجتماعية خارجية. ولكن بصفتهم قوة مستقلة بذاتها موازية للقوى الأخرى، هذا النشاط المستقل هو الذي حولهم إلى ظاهرة اجتماعية".
وكتب الناشط السياسي خالد عبد الحميد، عبر "فيسبوك" رسالة إلى محمد القصاص، نائب رئيس حزب مصر القوية المعتقل، قال فيها "يوم الطالب العالمي ذكرى محببة لأني باحب فترة الجامعة بكل ذكرياتها. بافتكر إن جامعة القاهرة مر عليها طلبة تعمل في السياسة. مكانش حد بيعرف هما بيدرسوا ايه، وانت منهم (القصاص). كثير من الناس مايعرفوش إنك درعمي يعني خريج كلية دار العلوم".وأضاف "نحب الجامعة لأن فيها كل النزق والمخاطرة والتشنج والعناد. بس كان جيلنا فيه أربع شخصيات فرقوا في موضوع التنسيق والنقاش وأثروا في تكوين شخصيات بعض سياسيا. القصاص، وزياد العليمي، ومحمد عبدالحليم، والعبد لله. كنا نتناقش، ونتخانق ونفشل في التنسيق. بس مابطلناش محاولة. ماكناش عارفين إن بعد سنوات من كل محاولاتنا هنتقابل في التحرير في الثورة، بعد ما كنا نتغنى بأشعار أمل دنقل وقصيدة الكعكة الحجرية وده أقصى آمالنا".
وكتب الصحافي عامر الوكيل عبر "فيسبوك": "في يوم الطالب العالمي أذكر أن أول مظاهرة شاركت فيها، وكنت طالبا سنة 1994 بجامعة عين شمس. تحركت مع زمايلي إلى قصر الزعفران، نهتف لفلسطين ضد مجزرة المتطرف اليهودي باروخ غولدنشتاين في الحرم الإبراهيمي، عندما قتل عشرات المصلين أثناء صلاة الفجر، كان حسن الألفي وزير الداخلية، وقبض على 13 طالبا، في اليوم التالي عملنا مظاهرة كبيرة، وكنا نهتف (قول للكلب الألفي وسيده. حبس الطلبة تم بإيده)، والداخلية ضربت علينا عشرات قنابل الغاز يومها لما حاولنا نخرج من الجامعة".
يوم ميلاد الناشط ونائب البرلمان السابق زياد العليمي، يتوافق مع يوم الطالب، وحكت عنه والدته الصحافية إكرام يوسف، قائلة "انفعلت وبكيت لما أبلغني الطبيب أن موعد ولادتي سيكون يوم 26 فبراير. وقلت (مستحيل أولد في اليوم ده. حيكون ذكرى مرور عام على افتتاح السفارة الصهيونية في مصر. يعني أحتفل بعيد ميلاد ابني كل سنة في الذكرى دي؟ طب خليها يوم 21 بمناسبة يوم الطالب العالمي). وبالفعل فاجأتني أعراض الولادة في يوم الطالب".
يشار إلى أن احتفال العالم بيوم الطالب يوثق تحركات طلاب مصر ضد الاحتلال الإنكليزي، عندما اجتمعت اللجنة التنفيذية العليا للطلبة وأصدرت قرارًا بدعوة الطلاب لعقد مؤتمرات عامة يوم 9 فبراير/شباط، وهاجمت مبدأ الدفاع المشترك مع بريطانيا، وطالبت بعدم دخول المفاوضات إلا على أساس الجلاء التام للاحتلال، ولوّحت الحكومة بالقانون الذي يحظر نشر أخبار عن الإضراب أو المظاهرات التي يقوم بها الطلبة أو غيرهم.
لكن المظاهرات والإضرابات تزايدت حتى كان يوم 9 فبراير/شباط يوم انعقاد المؤتمرات التي دعت لها اللجنة التنفيذية العليا للطلبة، في جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة)، وشارك فيه كثيرون من طلبة المعاهد والمدارس، وأعلن المؤتمر اعتبار المفاوضة عملاً من أعمال الخيانة يجب وقفه، وطالب بإلغاء معاهدة عام 1936 واتفاقيتي 1899 الخاصتين بالسودان وضرورة جلاء القوات البريطانية فورًا".
Twitter Post
|
بعد ذلك خرجت من الجامعة أضخم مظاهرة عرفتها مصر منذ قيام الحرب العالمية الثانية، فعبرت شارع الجامعة ثم ميدان الجيزة إلى كوبري عباس، حتى حاصرها البوليس من الجانبين وفتح الكوبري عليها وبدأ الاعتداء على الطلبة، فسقط البعض في النيل وقُتل وجرح أكثر من مائتي طالب".
وفى يوم 21 فبراير/شباط من نفس العام خرجت مظاهرات طلابية في أنحاء متفرقة من العالم لتعلن تضامنها مع الطلاب المصريين الذين سقطوا في ذلك اليوم وتكريمًا لذكراهم واحتراماً لنضالاتهم ضد الاحتلال وسعيهم لنيل الاستقلال، ليقود الطالب المصري العالم، وتذكر الحركة الطلابية في مصر كواحدة من أكثر الحركات الطلابية تأثيرًا.