نفى نشطاء سوريون يعيشون في الأحياء الشرقية لمدينة حلب، ما تشيعه وسائل إعلام النظام وما جاء في تصريحات وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، عن فتح ثلاثة معابر إنسانية للمدنيين للخروج من الأحياء الشرقية للمدينة باتجاه مناطق سيطرة النظام.
وقال الناشط الإعلامي عمر عرب، لـ"العربي الجديد": "أنا موجود قرب المعبر الآن، لم يفتح أي طريق، ولم يمر أحد إلى مناطق النظام حتى الآن"، وأضاف "ألقت الطائرات الحربية، صباح اليوم، منشورات على أحياء حلب الشرقية تقول فيها إنها ستفتح المعابر لمرور المدنيين، لا نعلم ما وراء هذه الخطوة، وإن كانت ستفتح في الساعات القادمة، فقد تكون نوعا من الضغط على المدنيين الذين يعيشون تحت خطر القصف والحصار، أو محاولة فعلية لتفريغ مناطقنا وتهجير ناسها، ليتسنى لهم اقتحامها والسيطرة عليها".
بدوره، أكد الناشط الإعلامي براء الحلبي، أن "معبر بستان القصر مغلق، ولم تسجل أي حالة خروج من مناطق سيطرة الثوار إلى مناطق سيطرة النظام"، مضيفاً أن "كل ما يروّج له النظام عن ممرات إنسانية عارٍ عن الصحة".
وأوضح السوري محمد الأسعد، أن "المناشير التي ألقتها الطائرات الحربية، اليوم، تضمنت بعضها خريطة لأربعة معابر تصل الأحياء الشرقية لحلب بمناطق النظام، وتتوزع على مناطق بستان القصر- المشارقة والحمدانية والحاضر والليرمون، فيما تتضمن أخرى تعليمات بطريقة الخروج من هذه المعابر، ومنها الوقوف قبل مسافة محددة من حواجز النظام، ورفع المناشير فوق الرؤوس، وانتظار إشارة من عناصر الحاجز، وتنفيذ جميع التعليمات التي يُملونها على العابرين. إضافة إلى مناشير دعت المقاتلين إلى العودة لحضن الوطن".
وأضاف الأسعد "كيف لنا أن نأمن لهم بعد أن قتلوا أقاربنا وأصدقاءنا وجيراننا، هذا جزء من الحرب النفسية التي يمارسها النظام علينا بعد القصف والتجويع".
ويتخوف 400 ألف مدني يعيشون في الأحياء الشرقية في مدينة حلب من حملة عسكرية شرسة تمهد لها قوات النظام وروسيا، بعد سيطرتها على طريق الكاستيلو، آخر شريان لها مع المناطق المحيطة، وسيطرتها على بني زيد، وإطباقها الحصار على المدينة بشكل تام.
وتشهد المدينة مع دخول اليوم الواحد والعشرين من الحصار؛ ارتفاعاً كبيراً في أسعار ما تبقى من المنتجات وفقدان جزء كبير منها، يقول سهيل الخطيب من حلب: "المحال التجارية أصبحت خالية تماماً من المنتجات الغذائية، لا أمل لنا أن نجد شيئا فيها، الخبز ارتفع ثمنه إلى مائة ليرة، لكنه غير متوفر في معظم الأيام. توقفت معظم السيارات ومولدات الكهرباء عن العمل بسبب انقطاع المازوت والبنزين، كما تشتكي النقاط الطبية من انقطاع الأدوية. كل هذا ولم تتوقف الطائرات الحربية عن القصف اليومي وإيقاع الضحايا".
وفي الإطار، دعا نشطاء سوريون إلى اعتبار يوم 31 يوليو/تموز الجاري يوم غضب لحلب، التي تعيش أيامها الأصعب، في ظل خطر الحصار والقصف اللذين يهددان حياة مئات آلاف المدنيين.
ووفقاً لمركز حلب الإعلامي، فإن 1474 شخصًا على الأقل قتلوا خلال الشهرين الأخيرين، فيما وصف بحرب الإبادة التي تقوم بها الطائرات الروسية والسورية على أحياء مدينة حلب.